منحوك الشهادة أيها الأب والمعلم البسيط
إبراهيم مجاهد
إبراهيم مجاهد

لم يكن لديه مرافقون ولا سائقون ولا حشم ولا خدم، لم يكن لديه أي عداوة شخصية أو سياسية مع أحد, لم يظلم أحداً ولم يسرق حق أحد، لم يكن من أصحاب الفلل ولا الأرصدة والملايين أكانت بالريالات أو الدولارات.

لم يكن يعشق أو يهوى اقتناء أحدث السيارات كبقية قادة الأحزاب باستثناء المحامي/ عبد الله نعمان, لم يفكر يوماً أن يبتز النظام الحاكم طوال حياته لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية، كان يعشق البساطة والتواضع حد الموت، كان أباً ومعلماً لكل من عرفه وجهبذا في مجاله السياسي والإعلامي والحزبي، فاق من هم في عمره ومجاله، لكن أبى أن يقال له ذلك وأحب أن يكون كعامة الناس يدلي بدلوه أنّى طلب منه دون أن يفكر في شيء اسمه مصلحة شخصية أو خوف على منصب.

كان من أنظف وأشرف وأنزه الساسة الذين عرفتهم اليمن.. شغل مناصب عدة بما فيها وزير وخرج منها جميعا كما دخلها, لم يكتسب مالاً حراماً أو يؤسس لنفسه ولأولاده شركات من أموال الشعب.. لأنه لم يكره أحدا ولم يقتل أحداً ولم يسرق مال أحد أو يبسط على أرضية أحد ولم يتآمر على سفك دم أحد... يمشي لوحده على قدميه دون مرافقين ولا سيارة ترافقه لأنه ببساطة المتواضع والفقير إلى الله والغني بعلمه وكرامته ونزاهته.. إنه الدكتور محمد عبد الملك المتوكل..

قتلوك أيها السياسي الكبير بتواضعك وبساطتك ودماثة أخلاقك لأنك كنت تعمل على تشكيل مجلس مهمته إنقاذ البلد من براثن الفسدة والعصابات المسلحة والحكومة والنظام الفاسدين والرئيس العاجز.

منحوك الشهادة أيها الرجل الطيب وأرادوا أن يقتلوا بداخلنا معنى أن تكون سياسيا وإعلاميا لا تفكر إلا في مصلحة الوطن ولا تبحث عن أي مصالح شخصية أو مادية أو منصب.

منحوك الشهادة أيها الرجل العظيم لأنك ضد الظلم والفساد والمحسوبية, ضد تسلط حزب أو طائفة أو جماعة في البلد.. كان هدفك في الحياة يمناً تملؤه العدالة والحرية والكرامة والعيش الكريم للجميع.

رحمك الله أيها الدكتور والسياسي العزيز البسيط.. فضح وقاتل الله من ارتكب هذه الجريمة بحق الوطن وحقك وحق أسرتك الكريمة وكل محبيك وكل من تآمر فيها..

عزاؤنا وكل محبيك أن تظل أفكارك وطهر هدفك مشاعل من نور نستنير بها حتى يتحقق لهذا الوطن وشعبه ما كنت تحلم به على الدوام وعلمته أجيالاً من الشباب.. عزاء أسرتك الكريمة فيك سمعتك الطيبة بين الجميع.. بين أعدائك قبل محبيك.. عزاؤهم فيك أنك لم تكتسب ريالاً واحد من حرام.. ستظل دماؤك الزكية وروحك الطاهرة تلاحق كل من تورط في هكذا جريمة هزت اليمن.

رحمك الله أيها الأب والمعلم الشريف والنزيه.. وأسكنك فسيح جنانه بإذن الله تعالى وجبر مصاب أسرتك ومصاب كل محبيك ومصاب هذا البلد برحيلك.

في الإثنين 03 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 01:26:50 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=77371