انتكاسة حوثية محتملة!!
نجيب أحمد المظفر
نجيب أحمد المظفر

في إدارة الصراع الداخلي.. الحوثيون في ورطة وعما قريب بإذن الله سينتكسون لاعتبارات أهمها: وضعهم الذي لا يحسدون عليه في رداع, فهم الآن في فخ وقعوا فيه ولا يمكن لهم بحال أن يخرجوا وينسحبوا منه, فبعد أن فتحت القاعدة الطريق للحوثيين لدخول رداع ولم يكن حينها الحوثيون يعلمون أنهم استدرجوا إلى مستنقع الموت الذي بات يحاصرهم اصبح من غير المنطقي والمعقول عند الحوثيين أن ينسحبوا من رداع كون انسحابهم في حد ذاته يمثل هزيمة ستفتح الباب للقاعدة أن توسع دائرة استهدافها للحوثيين حتى في عقر دارهم في صعدة.

وهنا بات الحوثيون أمام خيار واحد لا رجعة عنه وهو مواصلة القتال هناك وهذا الخيار سيكون وبالاً على الحوثيين على المدى القريب. هذا إلى جانب أن الحوثيين سيبدؤون بالتأكل من الداخل فخروجهم من صعدة يعني تفتيح عيونهم على الطريقة التي يعيش عليها الناس والتي تختلف تماما عن حياة الخوف، والعيش في الكهوف والجروف وهذا له اثر كبير في حدوث صراع نفسي داخلي عندهم سيزلزلهم يوما ما فقد لاحظت أثناء سيري لعملي بعض قطيعهم في شارع جمال بصنعاء وهم يتجولون وينظرون للأشياء وللناس باستغراب كبير وكأني بلسان حالهم يقول أين نحن نعيش لماذا كتب علينا الشقاء والموت؟!.

وعلاوة على ما سبق يأتي إدراج بعض قياداتهم ضمن المعرقلين للعملية السياسية وصدور عقوبات في حقهم تحت البند السابع وإن كنا نشكك في جدية وجدوى مثل هكذا عقوبات إلا أن تداعيات مثل هذه العقوبات على الحوثيين ستكون كارثية حيث سينفض بعض المغرر بهم من حولهم إضافة إلى أن الجماعة ربما تشهد حالة من الصراع الداخلي لان من اتخذت في حقهم عقوبات لربما كانت تلك العقوبات بتواطؤ قائد الجماعة عبدالملك الحوثي الذي بدا كما لو أنه يريد تقزيم الحاكم وعبدالخالق الحوثي والحد من دورهم الذي بدأ يتعاظم في نظر أنصارهم.

هذا ويأتي التركيز في التشكيل الحكومي على وزراء هاشميين لا ينتمى أكثرهم- إن لم يكن كلهم- لجماعة الحوثي سيجعل الجماعة تدخل في صراع مع الجناح الهاشمي داخلها, فالحوثي لا يمكن أن يقبل بأن يقطف ثمار ما يدعي أنها ثورته غيره من الهاشميين ممن كانوا خارج خط المواجهة, ناهيك عن كونهم خارج خط الجماعة.

إلى ذلك يعد الكثير من المراقبين انتشار عناصر الجماعة في العديد من المحافظات بمثابة توسيع لثارات الناس معهم الأمر الذي سيجعل الجماعة تعيش حرب استنزاف على المدى القريب وبالذات بعدما جعلهم ويجعلهم الرئيس السابق لافتته التي من خلفها ارتكب كل جريمة أثارت حفيظة الناس على الحوثيين كون تلك الجرائم كانت ترتكب باسمهم وتحت لافتتهم وهو الأمر الذي سيدفع بالحوثيين لفتح جبهة مواجهة ربما مع رأس النظام السابق عما قريب. هذا ولا يخفى على كل متابع أن تدخل الحوثيين في عمل الكثير من مؤسسات الدولة خصوصا العسكرية منها والأمنية بدأ يولد حالة من التذمر بين أوساط المنتسبين لهاتين المؤسستين وهو ما قد يسهم في حدوث صراع بينهم وبين أبناء هاتين المؤسستين وبالتالي تكون الجماعة وفقا لهذه المؤشرات قد فتحت على نفسها بابا لم يعد بمقدورها إغلاقه فمن يطلق رصاصة البدء ليس بيده التحكم في رصاصة النهاية التي ربما صوبت إلى صدره.

 فهل يعي الحوثيون أن العنف لا يولد إلا العنف وأن المجتمع اليمني كان أحوج ما يكون لأن يسهم الحوثيون في بنائه بطريقة مدنية حضارية سلمية؟..

في السبت 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 01:08:10 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=77488