هل هي انتفاضة إقليم آزال؟!
محمد علي محسن
محمد علي محسن

هي انتفاضة إقليم آزال إذن.. هكذا تكون الصورة قد وضحت واكتملت. من يظن غير ذلك فهو؛ إما مخادع أو مخدوع. دعكم مما يقوله السيد عبد الملك من كهوف صعدة وحدثونا عما تجسده مليشياته واتباعه من أفعال صارخة فجة مستفزة لكل إنسان يدعي بانتمائه للتحضر والأنسنة .

تأملوا جيداً في عقلية الإمام التي اطلت علينا كيما توقف بث قناة عدن وكي تختطف وتحاصر ومن ثم تعزل رئاسة وحكومة. نعم ومثلما قلنا في تناولات سابقة بان تحالف الحوثي والرئيس الأسبق لم يكن سياسياً ونفعياً هدفه سياسياً ويتعلق بالإطاحة بالرئيس هادي وحكومته وإنما كان مناطقياً وجهوياً وقبلياً بغيته الأساس الإطاحة بمشروع الدولة الاتحادية المزمع الشروع به فور الانتهاء من إقرار مسودة الدستور .

إنَّ ما حدث هو محاولة التفاف على الدولة الاتحادية المفترض أن تكون آخر الممكنات. لا تصدقوا أن انصار الله وجموعهم المحتشدة في الحصبة كي تندد وتشجب بالفدرلة ودستورها يمكن الركون عليهم .

الجماعة التي تكذب على العوام باسم الجرعة ومحاربة الفساد وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار وإسقاط حكومة باسندوة باتت الآن تريد السيطرة على كل اليمن ، فبعد أن ابتلعت ما بقي من رئاسة وحكومة ومؤسسات وهيئات وبقوة السلاح ومنطقه الأهوج ؛ ها هي اليوم تحدثنا عن دولة مدنية مؤسسية نظامية .

ما حدث صار اليوم مفضوحا ومكشوفا واعتقد انه ومن حسن اليمنيين أن هذه الجماعة انكشفت وبهذه السرعة . من يظن انه بمقدوره خداع الملايين ولكل الوقت فهو واهم ، فحتى صرخة الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل ، باتت محل تندر وقذع عارم ، فمثلما قال أديب تركيا وفيلسوفها الراحل ناظم حكمت : "ربما بمقدورك الكذب على بعض الناس ولبعض الوقت ؛ لكنك لا تستطيع الكذب على كل الناس ولكل الوقت " .

فشكرا لك يا حوثي ، وشكرا لفعل مليشياتك المسلحة التي لولاه لبقينا زمناً طويلاً نراهن على الوهم والكذب . شكراً رئيس الحكومة وشكراً الرئيس هادي؛ فلعل فعلكم سيوقظنا من خمولنا وتقاعسنا ولا مبالاتنا ، فيكفي أننا استوعبنا الدرس جيداً ، فما رأيناه وخلال مدة وجيزة لهو كافٍ لأن نستوعب ونتعلم - وأيضاً – كي لا نستغرب ونندهش إذا ما رفض الحوثي الفدرلة والدستور أو طلع علينا الرئيس المخلوع كناصح وزعيم ووحدوي يزاحم "سيمون بوليفار".

في الإثنين 26 يناير-كانون الثاني 2015 01:44:37 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78077