جدار من المنافقين
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

الكتابة الصحفية هي مسؤولية وطنية تخرج ما فيك من تركيز واهتمام للمشهد العام أو الخاص حتى في الشارع العام الكاتب أكثر تفحص لما يراه أمامه من مواقف وأكثر شخص يتلقى شكاوى المواطنين ويفضفضون له بهمومهم ومعاناتهم أي أنه يمثل نبض المجتمع وضمير الأمة لأنه يُمارس أدواراً ووظائف، غاية في الأهمية والخطورة والحساسية.

هو الذي يُحاول أن يستثمر كل أدواته وآلياته وخبراته الإبداعية، من أجل أن يُحرك المياه الراكدة حول قضية ما، أو يُكثّف الضوء على ظاهرة سلبية أو إيجابية، أو يدق ناقوس خطر ضد حالة ما قد تُهدد سلامة الوطن وأمنه واستقراره.

 اليوم الشارع العام أكثر اهتماما بالمشهد السياسي وتشعر أن القلق الوطني نشط لدى عامة الناس الكل اليوم قلق لما آلت وستؤول إليه الأمور والغالبية العظمى من الشارع الصامت بدأ يعبر عن رأيه وينطق عن مكنوناته الداخلية فتغلب الصوت الوطني العام عن الأصوات النشاز التي كانت متصدرة.. اليوم الناس تسأل وتبحث عن إجابات نحن نواجهها في الشارع العام يعتقدون أن الكاتب أكثر احتكاكا بالأحداث وأصحاب القرار لا يعلمون أن بينه وبين هؤلاء أصحاب المصالح حرب وهو أكثر الناس حربا معهم وأعداؤه كثر لهذا هو عرضة للتهميش والإقصاء والإبعاد عن اللقاءات والمشاورات خاصة الناقدين منهم.

اليوم العامة تسأل عن إستراتيجية الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي في مواجهة قوى العنف.. اليوم الناس تريد أن تستشعر التغيير الفعلي على الواقع تطلب من الأخ الرئيس أن يطبق مخرجات الحوار في كل قراراته وأعماله وأن يكون رئيسا لكل اليمن يخرج من قوقعته إلى الشارع عبر الأثير أو الاجتماعات ليتحدث ويقول الحقائق ويشرح الوقائع ويبلور الأفكار ويحدد رؤوس الأقلام في المهام القادمة يرسم لنا صورة المستقبل الذي في دماغه ماذا يشاهد وماذا يطمح ويأمل يقنع ويقتنع يأخذ ويعطي يبرهن لنا بحق أنه رئيس وقادر على تحمل المرحلة القادمة.

كثيرون يطلبون من الرئيس أن يصارحهم.. متى سيصارحهم وهو الرئيس الذي التفت حوله الجموع في الداخل والخارج وهي القوة الحقيقة التي يتمتع بها قوة الجماهير؟ والشرعية الدولية والإقليمية أنا لا أسميها ارتهانا بل نحن جزء من هذا العالم المترابط والمتشابك بالمصالح والنظم والقوانين التي تحافظ على العلاقات وتحفظ الحقوق والواجبات أما الإرتهان فهو التنازل عن هذه الحقوق والاستباحة وهي وجهة نظر لها دلائلها ووقائعها.

عليك أن تفتخر أخي الرئيس انك دخلت التاريخ كأول رئيس جنوبي يحكم اليمن وهذا بحد ذاته تحد كبير ليس لك وحدك بل للجنوب والجنوبيين رغم أن هناك أصوات نشاز تروج أنك من مدرسة صالح وإني أرى عكس ذلك فقد فككت كيانهم وخيبت ظنونهم التآمرية وحاولوا أن يذيقوك طعم الفشل فتجنبه وابتعد عن طريقه واترك الفاشلين ولا تراهن عليهم.. إننا نرى أدوات الفشل للماضي تحوم حولك وتبعد عنك الخير والخيرين وتبعدك من اللقاء بالنقاد والنقد البناء من سيفضحونهم ويعرونهم من سيقولون الحقيقة وسيشيرون إلى نقاط الضعف وطريق وأدوات الفشل.

أخي الرئيس: تفهم خطورة المرحلة وتحرك بسرعة وكل دقيقة تمر لها ثمنها ونحن نراهن عليك فلا تفشلنا ونثق فيك فلا تخذلنا والوطن معلق في ذمتك ومستقبلنا مرهون في تحركاتك ونحن معك وخلفك سائرون نحو النجاح فكن القوة الدافعة لنا لننطلق نحو مستقبل منشود ومزدهر وأؤكد لك أن كل ما طرحته اليوم هو نبض الشارع اليمني الذي بينك وبينه جدار يصده عنك المنافقون.

في الثلاثاء 17 مارس - آذار 2015 10:23:15 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78405