الجنوب قضية وطن
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

الجنوب هوية وصار قضية، هوية أرض وإنسان تاريخ وحضارة، وقضية شعب عاملوه بالهمجية والشطارة، قضية لأنه كان مصدر إشعاع وتنوير، جعلوه مصدر ظلم وتنكيل، الجنوب قضيتنا يتجاذبها الكل، قضية تاجر بها البعض واستثمرها البعض، قضية ملفاتها تدور بين كل الأطراف ضاع في دهاليزها أصحاب القضية من حملوا همها وثاروا وقتها وقدموا التضحيات، نحن صرنا قضية بذاتها لم نتفق على قضيتنا ونرعاها، لم نع من عدونا من صديقنا وعجزنا في الدفاع عن قضايانا، بل صار بيننا من كان مدافعا عن خصمنا، وتربع صفوفنا من كان شريكا في نهب ثروتنا، نحن اختلفنا منذ استقلال دولتنا، وطردنا جزءا منا وتقاتلنا فيما بيننا، فضعفنا، وضعفنا كان قوة له، ونصفنا سندا له، وصرنا قضية تحوي قضية، لازلنا نكرر ماضينا وننقسم، ونسلم أمورنا لقوى الماضي العفن، هل نغرق بدوامة القضايا أم نفوق ونتزن، لكي لا نصير قضية تحوي قضية، فرصتنا بشبابنا ومستقبلنا ينتظرنا، بشباب طاهرا خال من المحن، ونترك كل من هرم وتشبع بصراعات الماضي العفن، دون ذلك نكون مجرد قضية لأصحاب المصالح والمهن، في النصب والتحايل على الشعب والوطن، لا كل شمالي نهب وسلب وظلم، ولا كل جنوبي يحب الوطن، هناك من الجنوب من سلب وتمتع وافتهن، وتآمر مع الخصم وأكل حتى كرشه ورم، هذا مصلحي للقضية لا يؤتمن، فلا تصنعوا منه صنم، لأن الجنوب قضية وطن.

البعض صار التآمر يجري في دمه، وارتمى في حضن عدونا، في حضن ناهب ثروتنا ومنتهك كرامتنا، ذهب لتأييد المخلوع، وتأييد الحوثي، وارتمى في أحضانهم بائعا نفسه قبل قضيته، عبد على أبواب قصورهم متسول، في صنعاء للقضية متاجر، باع واشتروا منه، واليوم باعوه، رفض الصماد لقاءه ومن سماهم أعيان وشخصيات الجنوب، قائلا قضيتكم مع المخلوع، وهي قسمتهم من كعكة الوطن هكذا ينظرون لنا، أين النخوة؟ لم أتصور أن يأتي يوم تهبط شيم وأخلاق بعضنا ويصبح عاجزا عن نصرة قضيتنا وتموت ضمائرهم ليرتمون في أحضان قوى العنف والاستبداد والفساد، الجنوب قضية عصية على المتآمرين والخونة بائعي أنفسهم للشيطان،لا يحق لهم أن يتحدثون باسم الجنوب، ولا يمثلونه، الجنوبي حر وأبي، لا يقبل الذل والمهان، هم اليوم في صف من قتل الجنوبيين واستباح الأرض ونهب الثروة كان من كان بن حبتور أو بن يحيى فجميعهم من نفس الطينة والعجينة النتنة.

الجنوب اليوم يصرخ ويردد كفانا ما كفانا من نعرات وفتن وصراعات ودائرة من الاتهامات والتخوين والشقاق، كفانا مشاحنات وشيطنة لبعضنا البعض، وكل هذه مؤامرات تحاك للانقضاض على قضيتنا، تبدأ بالتمزيق والشتات وتخويننا لبعضنا بعض ليسهل التهامنا كلقمة صائغة، الحذر ثم الحذر أن نخدم الأعداء، أن نخدم الاستبداد والطغيان والفساد والإرهاب ليتغلغل فينا، ان نخدم الانقلاب ونخذل الشرعية، نحن أصحاب حق ودعاة حق، وقضيتنا قضية حق لننتصر لها،والجنوب بريء من كل بذي وهابط أخلاقيا و وطنيا فيما يطرحه ويسئ لقضيتنا وحسبنا الله ونعم الوكيل.

في الخميس 08 سبتمبر-أيلول 2016 11:17:17 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78712