كل سقوط يشبه صاحبه
د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان
بأسلوب التهديد والوعيد بمواصلة إغراق البلد في الدم خاطب صالح اليمنيين بمناسبة استقبال العام الجديد وكأنه يقول لهم لا تنتظروا من العام الجديد غير ما ذقتموه من عذاب وخراب في العام الذي تودعونه ..
حتى الكلمة الطيبة في مثل هذه المناسبات يستخسرها الطغاة حينما ترتعش سيقانهم بعد انهيار سلطتهم . 
ماذا ننتظر ممن ظل يتخبط في تاريخ من التناقضات وبعد أن أصبح يحيط به المتزلفون والحمقى وتجار البضاعة الرديئة من الفاسدين الذين لم يجدوا لبضاعتهم سوقاً إلا في حضرته..
ماذا ننتظر منه غير أن يسلم أمره لأمثال هؤلاء ليجروه بدورهم إلى القاع الذي جاء بهم منه. ربما كان هذا الخطاب هو الوصلة الأخيرة من المشهد الذي يقوده إلى هذا القاع خاصة وأنه يلخص أهداف الحرب في إسقاط كافة المرجعيات التي يتطلع إليها اليمنيون لإنهاء الحرب وأسبابها والعودة إلى عملية السلام. ولا معنى آخر لمضمون هذا الخطاب سوى أن هذه الحرب- وفقاً له لن تتوقف حتى- يتم إسقاط هذه المرجعيات .
هل يعقل أنه لا يوجد بين من تبقى من معاونيه من يسأله عن البديل الذي يساقون إليه بعد أن أعلن مسئوليته عن الحرب برفضه لكل هذه المرجعيات التي يعول عليها وحدها في تحقيق السلام؟؟ 
ربما كان هناك القليل ممن تبقى حوله لا يزال قادراً على إبداء الرأي وتوجيه مثل هذا السؤال، لكن الضجيج الذي يصدر عن المتزلفين والفاسدين ورواد الموائد الذين حجزوا الصفوف الأمامية في وليمة العشاء الأخير يجعل من المستحيل على مثل هؤلاء ان يتجرأوا على توجيه مثل هذا السؤال .
هكذا ينتهي الطغاة الى أيدي العابثين.. يبدأ معهم لعبة تفريغ الملعب من كل من يتجرأ من معاونيه على المناقشة او الاعتراض، وتستهويه السخرية من هؤلاء الذين جلبهم من القاع.. فإذا بالمعادلة كلها تنقلب رأساً على عقب، فبينما كان أولئك يدارون على جوهره بِمَا امتلكوه من إمكانيات وقدرة على تسوية العيوب أو تحويلها إلى إيجابيات إذا بهؤلاء الذين استجلبهم للسخرية يكشفون جوهره الحقيقي بسلوكهم وبذاءتهم .. وعندما ينكشف هذا الجوهر ولا يجد ما يتدثر به سوى حماقة ورداءة من يحيط به فإن المقود يتحول الى أيديهم ويصبح مثل هذا الخطاب هو المعبر عن واقع الحال .
شهدنا سقوط كثير من الطغاة ورأينا كيف ان كل سقوط يشبه صاحبه .


في الإثنين 02 يناير-كانون الثاني 2017 03:30:40 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79007