عويل عفاش والعام الجديد
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
مع إطلالة عام 2017م وكل إنسان وطني غيور يتمنّى لوطنه تجاوز المحن، يتمنّى التسامح وتوافق الرؤى والأفكار والأطياف للخروج مما نحن فيه من حرب وزرها أثقل كاهل الجميع وفي مقدمتهم المواطن البسيط، حرب وقودها أبناؤهم وفلذات أكبادهم، الألم والحسرة في ملامح واقعنا اليوم، كل بيت وحارة ومدينة تسمع فيهما نحيب الثكالى والأيتام جنائز الموت مشهد عام، امتلأت المقابر في كل المدن وخاصة المسيطر عليها الانقلابيون، الحرب صارت خيار تجارها مفروضة على أبناء الوطن الشرفاء، الوطن يئن والدماء تهدر، نار تلتهم الحرث والنسل، أشعلها المستبد الطاغية، يطل علينا من حين لآخر يهدد ويتوعد بالمزيد، وفي الساعات الأولى من العام الجديد أطل المخلوع عفاش كسفاح، وذئب محاصر يعوى، مستعداً أن يجعل اليمن بلد المليون شهيد، يوزع صك الغفران والشهادة، لا يبالي بمن يموت وما يدمّر ومعانات البسطاء في الشارع العام، لا يبالي بمن فقد مصدر رزقه راتبه وعائل الأسرة، لا يبالي بالفقراء والمسالمين والأبرياء وهم تحت القصف من تباب قواته الموالية لطغيانه ومن طائرات التحالف، مستعد أن يقاتل لآخر جندي وهو مختبئ في نفق محمي وأسرته بقوات مما نهبه واستولى عليه من مال وعتاد هذا الشعب الضحية لسنوات حكمه الاستبدادي.
يطل مراوغاً كالحاوي يخلط الأوراق ويوزع التهم، هل يدرك أن الناس قد ملته، تضحك على من على شعب عاشرك 33 عاماً، يدرك معاناتك النفسية وجنون العظمة وسموم الفتن التي تبثها من حين لآخر، كل يوم يمر علينا نكتشف الكارثة التي حلت بنا حين تربعت سدة الحكم، المكالمات المسربة وحكاياتك المزرية، قهراً على أربعين عاماً من العمر ضاع على يدك وعصابتك، أنت نقطة سوداء وفترة مظلمة في تاريخ هذا الوطن وفي حياة كل مواطن، أنت ورم خبيث لن يتعافى الوطن دون استئصاله وكنسه لمزبلة التاريخ.
معاناتنا، مآسينا، أزماتنا معوقات نهضتنا، أنت لا غير، وكل يوم تثبت للقاصي والداني حقيقتك المزرية، كل ما اشتد بك الحصار، وشعرت باقتراب الحساب والعقاب، تتخبط كجرد مرعوب، وتفرغ ما فيك من دناءة وخبث وسوء ورداءة، كل إناء بما فيه ينضح، وها أنت تنضح بما فيك.
اليوم صرت ورقة محروقة لا شرعية لك، أترك الوطن يتعافى، لن ينفعك التحريض والحشد الطائفي والمناطقي والسلالي، قبائل طوق صنعاء لم تعد تحتمل خيانتك للتاريخ للثورة وللجمهورية، من أنت حتى تسلم الوطن والشعب لفئة ضالة طائفية سلالية كهنوتية مقدرات آلامه ومستقبلها الوضاء، من أنت حتى تحكم على الجميع طاعة أسيادك وتجرعهم مرارة ظلمهم وعنجهيتهم وفسادهم.
تاريخك اليوم مكشوف جرائمك مدونة، خياناتك واضحة مؤامراتك لم تعد تنطلي على أحد، وسيأتي يوم الحساب والعقاب يوم العدل والقضاء، لن تستطيع أن تعيق هذا المسار ها هو يقترب ليرسي العدل في كل بقاع الأرض وسيطولك عاجلاً أم أجلاً..  
إلى مزبلة التاريخ والمجد للوطن والخلود للشهداء الأماجد والأبطال الميامين وأحرار الوطن الكرام في كل الجبهات يلقنون أذنابك وأذناب سيدك دروسا في الأخلاق والوطنية وقادمون نحوك، وتتحدث بكل وقاحة عن وطنيتك الزائفة، الشعب يقولها بوضوح العبارة اضحك على غيري أما أنا أعرفك حق المعرفة من مفرق المخاء لـ33 عاماً من حكم الفساد والاستبداد.


في الثلاثاء 03 يناير-كانون الثاني 2017 02:49:14 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79014