رياضتنا وعُقدة الأجنبي المفضوحة
عيدروس الفقيه
عيدروس الفقيه
متى ما كان الإبداع الشخصي لكوادرنا الرياضية على جميع المُستويات كلاعبين ومدربين وحُكام وإعلاميين وإداريين، وبكافة مُسميات الألعاب الجماعية والفردية، يتكلم عن نفسة من دون إحداث جلبة هُنا وفوضى هُناك، فواجبنا الإعلامي يُحتم علينا إبراز تلك الوجوه الشابة للعامة قبل الخاصة، لا للإشهار أو التلميع وكسب الود وجبر الخواطر، بل كرسالة ضمير تراعي مهنية العمل ومصداقية الطرح، و للمعنيين في الأندية واتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة والأطر الرياضية المُشاركين بصنع القرار بعد ذلك أخذ تلك الآراء والمُقترحات بعين الاعتبار لنضع الرجل المُناسب في المكان المُناسب مُراعاة للبناء الصحيح والمعايير السليمة لذوي المؤهلات والخبرات، ويا للروعة لو كانوا من أبناء اللعُبة ومُنتسبيها وممن كان لهم رصيد بارز الأثر ولا زالوا على قيد الحياة، كأبوبكر الماس وشرف محفوظ والبارك وعبدالرحمن سعيد وأبو علي غالب وعبد الواحد عتيق وأخية خالد عتيق ونبيل مُكرم وفؤاد العودي وخالد الزامكي وعادل التام وعصام المروعي، وفؤاد السيد ووليد النزيلي والإخوان الصباحي والكثير ممن لم يحضرني اسمه ساعة كتابة هذا الموضوع بغض النظر عن مقولة "البعيد عن العين بعيد عن القلب" الذي ينتهجها من دون اسف ولا اعتذار القائمين على إدارة رياضة البلاد والعباد.
اليمن حُبلى بتلك الكوادر ولا زالت ولادة للعديد من تلك المواهب، بعكس دول الجوار الدافعة لدم قلبها لجلب الأجانب والتجنيس للاعبين والمدربين والحُكام والإعلاميين والإداريين وحتى حُراس الملاعب والعاملين عليها.
لماذا لا نُعطي الخُبز لخبازة كما يقول المثل الشعبي؟ لنُعطي لتلك القامات والهامات الوطنية مكانها الطبيعي ودورها للخدمة، خاصة ونحن نمر بأزمة مالية لا نستطيع فيها من الاستعانة بالمدرب الأجنبي أو حتى حامل الكرات.
لماذا لا زالت عقدة الأجنبي تُسيطر علينا وتُشعرنا بعدم الوثوق بكوادرنا المنسية والمُهملة إلا ساعة فرار ذلك المدرب وهروبه والخوف من فضح المستور وكشف المخبئ؟ هل للموضوع علاقة بالعمولات والأخضر الأمريكي حتى ونحن على شفى جرف هارِ؟.
من فيض ما تقدم وغيض الحاصل و ما سيأتي، لا زال اتحاد الكرة حالف يمين وشمال بتكليف مبراتو لتدريب المنتخب الوطني والمصيبة انهم يلطمون وينوحون ويشقوا الجيوب بعدم قدرة الاتحاد على الدفع بالعملة الصعبة، ولكن حُجتهم هذه المرة بأن الخبير مبراتو يتقاضى أتعابه من الاتحاد الأفريقي، وهذا قد يكون الحل من وجهة نظرهم التي دائماً ما تعود على نتائج رياضتنا بالخيبات والنكسات والسماح لكل من هب ودب بالتدخل المباشر بتأرجح تصنيفنا الدولي بالطلوع مرة و الهبوط عشرين مرة والمهم أن غيرنا من يدفع وطز بسمعة الوطن، وما موضوع البلوشي العماني وغيره عنا ببعيد.
متى ما تخلصنا من عقدة الأجنبي الدافع تحت مُسمى التعاون والصداقة، والعامل بمسمى مدرب ومساعد وخبير، واعتمدنا على كوادرنا الوطنية وأخذنا بيدهم لمواكبة كل جديد من خلال الدورات التدريبية الداخلية والخارجية وبشكل دائم، صدقوني بأن حال رياضتنا لن يتغير للأحسن والأفضل، بل سينقلب السحر على الساحر ويُجر الجهلة وإنصاف المتعلمين أذيال الخيبة للهروب من واقع مليئاً بالخبرات والمؤهلات متسلحا بالعلم والمعرفة مؤمنا بان الرياضة أصبحت تاريخ لعراقة الشعوب وحضارتها، لا للارتزاق والتوريث.


في الثلاثاء 17 يناير-كانون الثاني 2017 12:23:24 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79124