انطلق السهم من عدن ليصيبكم بمقتل ويحرر الوطن
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
لم تعد تنطلي علينا أعذارهم، سقطت كل مبرراتهم فسقطوا، لا نفع حرس جمهوري ولا أمن مركزي، ولا إمبراطورية تجارة الحرام والمحظور وكل ممنوع لوبي الفساد والإفساد، وإعلام لترويج وتلميع القبح والرداءة، شعب محصن بما اكتنفه من تجارب وعبر صعب تغريره والكذب عليه، فأفعالهم قالت كل شيء وظهروا على حقيقتهم المخزية.
هندس الانقلاب معتقداً أنه ممسك بأوردة البلد الأساسية وأن شياطينه مدسوسة في كل مكان، فقال القوة والمال والجاه أركاني الثابتة في هذه الأرض، صعب أن تزحزحوني، عليكم بالجنوب والوسط، ومنها ينطلق السهم ليصيبهم بمقتل.
فكان المخا الدرس الأخير ليعرف ذلك المجنون بالسلطة، أن إرادة الشعب فوق كل شيء، ومن لا يحمل مشروعاً يلبي تطلعات هذا الشعب فمصيره الزوال، وإن الشعب ليس طائفة أو سلالة أو مجموعة لصوص وأصحاب مصالح ورعاع، الشعب هو ذلك الحر الأبي الذي لا يقبل المهانة، ولا يحتاج لراعي، بل يحتاج لموظف مسئول ونزيه يدير شؤونه وتحت سلطته وإرادته، من يتطاول على مثل هكذا شعب مصيره الهزيمة والخزي والعار.
كثير من المقاتلين الأشاوس في الجبهات من أبناء الجنوب ومدينتي عدن، أعرفهم جيدا، بعضهم طلابي وآخرون زملائي، مدنيون مسالمون يمقتون العنف، ولا يطيقون السلاح، يكرهون من يحمله ويحتقرون من يتباهى به، ظلمكم وبطشكم أخرج الناس عن طورها مضطرة للدفاع عن الوطن فحملوا السلاح، هم اليوم يقاتلون في الجبهات بإخلاص وبسالة ونوايا صادقة ووطنية وإنسانية، يحملون الحق لإنصاف المظلومين والمضطهدين ويزهقون الباطل ويحققون العدل على هذه الأرض المباركة.
أعرفهم جيداً لا يهتمون للسياسة والحزبية، كانوا محايدين في الانتخابات، ويراهنون على استقامة عود ولي الأمر، دعوتهم الموعظة الحسنة، سلميين لحد أننا اعتقدنا أنهم سلبيون، هكذا هو الشعب الشغوف للحياة الرافض للفوضى والعنف والثورة الشعبية الشبابية من الجنوب للشمال كانت كذلك سلمية بصدور عارية، وأنتم نهبتم السلاح الراجمات والصواريخ والدبابات والبوارج، وركبكم غرور الشيطان، وسيلتكم العنف لفرض مشروعكم المرفوض، لتتسيدون على أمة وشعب عريق كاليمن، سلمية فهمها الغبي أنها ضعف، ووسوست له بطانة السوء أنهم شعبه، يهتفون باسمه ويحمدون لنعمته ويعبدونه شعارا، واليوم مختبئ في جحر، لا يختلف عن أي حشرة ضارة، والسلميون يقاتلون في الجبهات وينطلقون بسهمهم الذهبي يلقنونه درساً تلو الدرس عسى أن يتعظ ويفهم تلك الدروس جيدا.
المخا.. تاريخ يحكي حضارة أمة وعراقتها، جعله وكر للمافيا وتهريب السلاح والخمور والمخدرات وكل ما هو ممنوع، عمد من خلاله تدمير اقتصاد الوطن وأخلاق المجتمع وثقافة أمة، وكر يحرسه شياطين، اليوم حرره أحرار الجنوب وعدن وكل شرفاء اليمن، على طريق تحرير الحديدة ثم كل الأرض اليمنية، وبالصدفة استمعت لإعلامهم يخاطب بإسفاف واستخفاف عقول ما تبقى لديهم من مغررين، أنهم انسحبوا، فقد انسحبوا من عدن واليوم ينسحبون من المخا فمتى سينسحبون من صنعاء أشرف لهم مما يلقونه من إهانة وهزائم مخزية.


في الأربعاء 25 يناير-كانون الثاني 2017 08:02:19 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79193