كفى لغطا .. اتركوا لنا الوطن
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
كفى لغطا ومغالطات وتغريراً، الوطن ليس غنيمة، إنه استحقاق وواجبات والتزامات، لن تفهموها ولن تدركوها، أنتم مجرد عصابة تغتنمون كل ما يصل لأيديكم، فشلتم في أن تكونوا دولة ولو من باب المغالطة وإرضاء لمن راهن عليكم حينها، أنتم كذبة كبرى وقع فيها اليمن، وخطيئة ومصيبة أصابت الوطن.
 كفى لغطا لم يعد لمشروعكم مكان بيننا، مرفوض ممقوت من الكل.
بسبب الجرعة تجرعنا مرارتكم، وبسبب الإرهاب أرهبنا عنفكم، وبسبب الفساد أفسدنا فسادكم، وبسبب تمددكم دمّر وطن وشرخ نسيجه الاجتماعي والوطني، كفى لغطا بعدوان أنتم دعاته ومصدره، عندما هدد كيانكم الداخل والخارج متباهي بما اكتسبه من مخالب وقوة وسلاح وعتاد الدولة، تهديد ووعيد استدعى الداخل والخارج لحماية الحياة من بطشكم، عدوان يقلم مخالبكم التي نهشت جسد الوطن، عدوان تستثمرونه في عدوانكم وحشدكم وتحريضكم لمزيد من الموت والدمار، لن تفرضوا كيانكم بعدوان عذركم الأقبح من ذنبكم، إن سقطت هيمنتكم وانتزعت مخالبكم وتخليتم عن مشروعكم الطائفي السلالي سقط العدوان، والوطن فوق كل أجندات ومشاريع صغيرة الوطن أغلى.
الدولة اليوم تستعيد الأرض وتضيق الخناق على أعناقكم، جاع الناس وفقدوا مصادر أرزاقهم، وأنتم مجموعة لصوص نهبت خزينة الدولة، واستنزفت كل الاحتياطي النقدي واقتصاد البلد، فتحول البعض لكبار أثرياء ناهبي المال العام، تجار الأزمات، والسوق السوداء للوبي فساد حول حياتنا لجحيم.
اليوم وصلت يد الدولة لتطعم الجياع وتمدهم برمق الحياة إلى كل بقعة ارض يمنية، وتسلمهم رواتبهم عبر الكريمي، الذي صار اليوم جزءاً من الدولة التي تخترق تحصيناتكم لتطعم الأفواه الجائعة وتشفي الأجساد السقيمة وتعيد الروح للحياة الطبيعية.   
اليوم ما عليكم إلا أن تتركوا الناس تواصل مسيرتها التحولية، لاستكمال رسم المستقبل المنشود، دولة اتحادية ترمم وطن وتعيد الثقة بين الناس والدولة، دون وصاية داخلية وخارجية.
كفى لغطا لن نقبل بتسوية فيها محاصصة، يعود النظام السابق متسلقاً كيانكم العفن، محاصصة مع عصابات وقطاع طرق وللصوص ومافيا التهريب وغسل أموال الحرام، وتقارير الأمم المتحدة تكشف حقيقتكم المخزية وروائحكم النتنة، وأنكم لستم غير وباء وبلاء على الوطن والأمة، كفى لغطا كما قال الأخ الرئيس (وما إن خرجت مخرجات الحوار إلى العلن إلا وخرجت الأفاعي من جحورها مستشعرة أن الإجماع اليمني سينزع عنها الغطاء الذي تدثرت به عبر العقود الأخيرة تارة باسم الثورة وتارة باسم الدين وأخرى بادعاء الوطنية) كفى لغطا ارحلوا من على كاهلنا واتركوا لنا وطن.


في السبت 28 يناير-كانون الثاني 2017 02:50:57 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79210