أميركا لن تتخلى عن إيران
عبد الخالق عطشان
عبد الخالق عطشان
في مطلع 2014 حصل الانقلابيون على ضوء أخضر ودعم متكامل الأركان للتخلص من الإصلاح وإسقاط مركز الدولة (صنعاء) والذي يرمز للجمهورية والدولة والذي بسقوطها سيتم التخلص من الإصلاح عبر التخلص من أبرز رموزه ومؤسساته وبسقوطهما يسقط الإصلاح ويخلو الجو السياسي للداعمين بتنصيب حاكم أو نظام يقر لها بالتبعية أو الهيمنة المطلقة غير أن الأمر خرج عن سياقه- فكان الاتفاق على إسقاط صنعاء وكفى - فخرج الإنقلابيون عن النص ووصلوا عدن وأرعدوا وأزبدوا وتوعدوا بالوصول للرياض وانقلب السحر على الساحر ثم مالبث هؤلاء الداعمون أن استدركوا الأمر لما أدركوا فداحة الخطأ وشدة الخطر فاشتملوا الحزم ليعيدوا الأمر إلى نصابه لكن بضريبة باهظة بشرية و مادية وجُلها يمنية.
وعلى نفس السياق اتفقت أميركا ودعمت إيران لتكون خنجراً يقطع أوصال المنطقة الإقليمية في بلاد الرافدين والخليج لتظل الهيمنة أميركية على المنطقة فاستلمت إيرانُ العراق من أميركا وعاثت وعبثت وخربت سوريا ولبنان ثم ما لبثت تقلق السكينة في البحرين و الكويت وأخيرا السعودية وتتصدر دعم الانقلابيين في اليمن وتعلن عن عواصم أربع في يدها وبدأت سفنها الحربية تجوب الخليج العربي وخليج عمان والبحر العربي والأحمر وتضع إحدى قدميها في باب المندب والأخرى على بعض الجزر اليمنية حينها أدرك آيات طهران وملاليها أنه آن الأوان لأن تخرج تدريجياً من عباءة الدعم الأميركي والتحلل من الاتفاقات السرية والانتقال من أن تكون ذيلا لأميركا لتكون الرأس الفارسي النِد الذي يكون له الهيمنة المطلقة على المنطقة أو في أقل الأحوال التصدر لذلك.
لم يكن خاف على الإدارة الأميركية هذا التحرك السياسي والعسكري الإيراني ولم تشأ الإدارة الأميركية التصادم مع الإدارة الإيرانية حتى يبرز خطر الأخيرة ويتعاظم ويشعر به المواطن الأميركي قبل العربي حينها ستدخل أميركا بكل قواها وبشتى الوسائل لكبح جماح المد الإيراني في المنطقة - فقط وليس التخلص- أو التخلي عن الدور الإيراني الطائفي حفاظا على الهيمنة الأميركية والتي بدأت ايران تنتقصها بعد خروجها عن النص والدور الذي رسمته أميركا لها مستندة أميركا للدعم الشعبي الأميركي أولا وكذلك الدعم السياسي والمالي الحكومي والشعبي العربي وسيكون كبح جماح المد الإيراني باهظا أيضا بيد أن الضريبة لن يدفعها إلا المواطن العربي واليمني على وجه أخص.


في الخميس 09 فبراير-شباط 2017 02:02:19 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79306