رهاب (البعبع ) وتربص( الطاغوت )
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
سنوات ونحن نساهم بقدر ما في طرح رؤانا وأفكارنا لمعالجة الواقع لرأب الصدع ومعالجة الجروح، طرحنا قد يجد قبولا وقد يجد نفورا، المهم أن نمارس واجبنا الوطني والإنساني في التنوير من أي نافذة متاحة، لا نلتفت للإساءة ولا للمواقع التي تسمح بها والفتن ومن يبثها، يجب أن نستمر مؤمنين بقضيتنا مدافعين عن أفكارنا ورؤانا بعقلانية ونظرة عميقة لواقع الأمور،نظرة سليمة وصادقة تداوي الجروح، تمنح النفس مناعة ضد الدناءة، نرى الوجه المشرق، ونشير للجانب المظلم، نحقق توازن سليم للنفس والضمير.
لن يتعافى وطن ومجتمع وهو مشحون ومحتقن، والتعافي هو تجاوز هذا الاحتقان ويبدأ بالفرد البنية الأساسية للمجتمع الذي يمكن تقسيمه حسب السلوك إلى أربعة أشخاص
شخص تنتج أفعاله المنفعة له ولغيره انه العاقل ( مفيد )
وشخص تنتج أفعاله المنفعة له والمضرة لغيرة هو الشرير(خبيث)
وشخص تنتج أفعاله المضرة لنفسه والمنفعة لغيرة انه الغبي ( عبد وأسير )
وشخص تنتج أفعاله المضرة له ولغيره انه الأحمق ( معتوه وسلبي ) 
الشارع اليوم محتقن، وأمراض اجتماعية طفت للسطح، وجدت البيئة الحاضنة لها،هو امتداد لفترة خصومة وشحن وتحريض، وسنوات من الحرب الإعلامية والإشاعة وعملية البرمجة التي قام ولازال يقوم بها أرباب الاستبداد في وسائل إعلامهم ليعيدوا تشكيل وعي وقناعات الناس للتحريض والشحن لنبقى متناحرين مشتتين موتى تحت الطلب.
الخطورة في الاصطفاف المناطقي والعرقي أو الطائفي أو الأيدلوجي، الذي يرفض الأخر والتعايش، ويعيش وهم اجتثاث المختلف عنه وإفراغ المجتمع من التنوع، هذا النوع يبقى أسير أوهامه فأما أن يكون شريرا أو غبي أو أحمق في سلوكياته،  ، لا نكران أن هناك مخطئ وأخطاء، هناك فشل وعجز، هناك مؤامرة وخذلان، لكن هناك غياب للحقيقة وهناك ضبابية، ترك الأمر للتفسير والإشاعة والشعوذة السياسية، ولكلا حسب قناعاته يحدد رأي وموقف، غير محسوب لخدمة القضية والمصالح العليا، واذا به يخدم الطاغوت بتعصب أعمى.
 حاجتنا اليوم ماسه جدا للوعي المجتمعي والثقافة الإنسانية والوطنية ؟، إذاً لا بد أن يتوفر للإنسان ولو الحد الأدنى من الخصال الحميدة التي أوصت بها الأديان السماوية والقوانين الوضعية والأعراف، قيم ومبادئ يجب أن تكون متأصلة في الوعي وقوة العزيمة ليتعافى الفرد ثم المجتمع من كل تلك الأمراض، لنكن قادرين على التعايش والعيش بسلام و وئام.
من المعيب ان نظل نعيش رهاب النافذين والفاسدين والمستبدين، كل خطواتنا واختياراتنا ومواقفنا مبنية على خوف ورعب من هولا، فننجر للمضرة دون المنفعة، وكلما انهارت قواهم وانفض الناس من حولهم رعبنا يدفع بسلوك يخدمهم، ننجر لاصطفاف يغذيهم ويدب في كيانهم العفن حياة.
 كم نحن في حاجة ماسة اليوم لمحاسبة النفس لأنها أسس النجاح والفلاح، كم نحن بحاجة لعقل متفتح وضمير يقظ لنكن سعداء متحابين نتعايش معا بسلام، كم نحن بحاجة للنفض من على كاهلنا تلك الأمراض المحقونة فينا لنبقى بظلمة معتمه، متى نتخلص من ثقل الماضي لنندفع للمستقبل بصفاء الباطن ومحاسبة الذات ووضوح الرؤى لنحيا بهناء ورضا تام وراحة دائمة.
رهاننا على المدن المدنية كعدن وتعز وحضرموت، لنحافظ عليها كمصدر تنوير، أن سقطت في وحل المناطقية والطائفية سقطنا، لابد أن تكون مناطق أمنه معافاة من تلك البذاءة والسذاجة في السلوك لتبقى بوادر تشع نور وتنوير تحد من التمادي والانجرار إلى ما لا يحمد عقباه، المزعج اليوم فيما يحدث فيهما من تشويه متعمد ليسقط الوطن منهار سقيم غير قادر على مواجهة التحديات القادمة من المستبد والطاغية والتخلف والجهل الطاغوت الذي يخطط لانهيار الكل لابتلاعنا جميعا، فهل نتعظ يا أوليا الألباب.


في الخميس 16 فبراير-شباط 2017 06:31:33 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79359