كهرباء عدن يا شرعية
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
الكهرباء طاقة متجددة، مصدر هام للنهضة والتطور ومواكبة العصر، لن تطبع الحياة دون كهرباء، لن تتعافى عدن والوطن دون كهرباء، أن كانت مصدر للضوء فهي أيضاً مصدر لنور العقل والإبداع والابتكار والتواصل مع العالم.
الكهرباء محور مآسينا ومعضلاتنا، علينا أن نعي جذورها، المرتبطة بمبدأ التغيير والتحول وصدق النوايا، هل نحتاج لديغول فرنسا أكبر حلال للمشكلات في التاريخ ليساعد في حل مشكلتنا المحورية الكهرباء، حتى وإن وجد ديغول لن يستطيع، فنحن غارقون في وحل الماضي نعيشه واقع بكل مآسيه، كيف لديغول أن يحل مشاكل مجتمع لا يريد أن يتغير.
الكهرباء علماً بذاته، كوادره مهندسون، كانت لكلية الهندسة اليوم والتكنولوجيا بالأمس فضلاً في رفد الكهرباء بالكوادر، وهم أكثر دراية بحجم المشكلة وجذورها، هل اجتمعت تلك الكوادر في ندوة أو ورشة عمل وأدلت بدلوها بتقييم سليم لوضع الكهرباء وإيجاد الحلول، أم ننتظر ولادة ديغول عدني جنوبي يمني يجمعنا على طاولة يتفوق فيها العلم والعمل لنرسم مستقبل وطن تنيره الكهرباء. 
بدأ التهالك في الكهرباء من عام 2005م بفعل فساد تلك الحقبة وأدواتها، وسياستها العشوائية، هل تغيرنا وغيرنا، لنصلح حالنا والكهرباء، الحقيقة ستجدها في التصريحات (الصيف القادم سيكون أحسن حالاً)، وفجأة تتلاشى تلك الوعود ليبدأ التصريح الحقيقي الشبكة متهالكة، التوليد يتناقص، الآلات خرجت عن العمل، الوقود منعدم، كم وكم من المبررات الواهية التي تدل على فشل وعدم المسئولية، هل برمجوا وخططوا، في ورش عمل ومهنيين ومتخصصين؟!، الحقيقة واضحة للعيان وعلى الواقع، فشل مع الإصرار والترصد، نتيجة طبيعية للفساد والإهمال واللامبالاة والعشوائية والمحسوبية والأنانية.
في الماضي البعيد قبل 94م كانت الهيئة العامة للكهرباء، هيئة عمل تظم مختلف التخصصات،مهندسين شبكة ومكانيك وتوليد وطاقة ومناقصات وإدارة ومحاسبة، كلا يفتي بعلمه ومعرفته، بعمل جماعي وقرارات يجمع عليها الكل، كان الجميع يعمل للصالح العام، لا يفكرون في بناء الفلل والعمارات وعائد شخصي من مشاريع ومناقصات، حجم الكارثة في مكاسب غير شرعية وحياة البذخ لمسئولي الكهرباء الله ما لا حسد.
على الشرعية أن تعي أن مؤشرات النجاح الرجل المناسب في المكان المناسب، للهندسة مهندس، والمكنكة ميكانيكي، والتوليد مولد والمحاسبة محاسب، لا يمكن أن يكون خريج تاريخ مديرا للكهرباء، ولا خريج تربية إسلامية مستشارا للكهرباء أو ثانوية عاما مسئولا في الكهرباء ويفتي فتاوى علمية، يقال إن ذلك واقع الكهرباء أنها مصيبة ولو كانت حقيقة، نحتاج لتشكيل هيئة من كل التخصصات لتدير الكهرباء بقرار جماعي، ومناقصات نزيهة تخدم المصلحة العامة، حتى المستشارين لدى المحافظ ورئيس الوزراء والجهات المختصة يجب أن يكونوا مهنيين متخصصين بعيدين عن السياسة والمدياسة.
الصيف قادم يا شرعية وبدأت لهجة التصريحات تتغير من تفاؤل لتشاؤم، الكهرباء تزداد سوءا، طفي لصي، ضاقت بنا الحياة وضقنا، من المسئول ؟والمواطن لا يمكن أن يستقر حاله، يلتزم في دفع الفواتير ولدية فواتير أكثر كلفة، مواطير وشواحن وبنزين وديزل، كم سيحتمل ذلك المواطن وراتبه غير منتظم وحياته غير منتظمة، افتقد المواطن الثقة بالمسئولين ومحاربة الفساد والمحسوبية وتطبيع الحياة لازال بعيدا، والكهرباء مؤشر واضح لذلك، في كل بيت اليوم شاحن أو ماطور أو فانوس أو شمعه، وكم من أدوات المنزل التي أحرقتها الكهرباء الغير منتظمة، بمبدأ طفي لصي، الفساد يعبث بعدن هذا التوصيف الحقيقي للكهرباء، والله يوفق الجميع لما فيه خير عدن والوطن.


في السبت 15 إبريل-نيسان 2017 01:38:48 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79749