مدينتي عدن قرية
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
تجاوزت حرارة المناخ 40 درجة مئوية ورطوبة عالية في عدن المدينة التي فقدت منظومتها الكهربائية التي عرفتها في عشرينات القرن المنصرم كأول مدينة في المنطقة، اليوم في عدن الحر أهلك أهلها وأخبار أن هناك ضحايا، حر ورطوبة لا تحتمل فكيف بالمرضى وكبار السن والأطفال، نسمع عن دعم وتركيب مولدات وكم ميجا وات، من 60 لـ 40 لـ100 وهكذا والحال يسوء والمنظومة تنهار، والكهرباء ليست توليد فقط بل شبكة ممتدة على طول وعرض المدينة منذ مائة وخمسين عاماً اليوم صارت متهالكة هي اليوم في أسوأ حالاتها، وما يحدث من معالجات للتوليد لا ينفع، حيث أن للشبكة أهمية أكبر في الحفاظ على سلامة المولدات وعلى والتوليد والتقليل من الفاقد وسلامة المنظومة كاملة، تتعرض الشبكة للعبث من قبل المواطن والمؤسسة نفسها والعمال الفاسدين في الربط العشوائي.
مهما قدمت لنا من مساعدات في التوليد دون علاج جذري لمشاكل الشبكة لا ينفع، هي مجرد أموال تذهب سدى يستفيد منها الفاسدون وحلول آنية لها مردود مالي لجيوبهم دون مردود اقتصادي للشركة والمدينة، تعرضت الشبكة ولازالت تتعرض لعبث يشترك فيه أطراف عدة من مسئولين ونافذين ورأس مال جشع، والمواطن اليوم يتحمل عبء شراء الفيوز ودفع استحقاقات إصلاح للعمال في حال حدوث عطل وما أكثر أعطال الشبكة والفيوزات التي تحترق ولا تتحمل الكم الفائض من الطاقة التي فوق قدرتها المحددة.
وهكذا شبكة الاتصالات لها نصيب من العبث العام لبنية عدن، الكل صار فني ويحمل كماشة وديسميس ويصطاد المواطنين المحتاجين لإصلاح هواتفهم من أمام باب الشركة، وهكذا تم العبث بالشبكة من ربط عشوائي غير فني وغير مسئول مؤقت يسبب في تلف صندوق النقاط الذي لا يغلق يبقى مفتوح عرضة لعوامل التعرية والعبث البشري، وتبدأ معانات الناس وكل فترة وجيزة عليك أن تدفع لمن يصلح لك هاتفك وبنفس الأسلوب.
وللماء نصابان من قرءا العدادات، يبدأ باستدراجك للدفع ليخفض لك وحداتك، وحدثت في الحي مع بعض جيراني، صار المواطن في عدن بين فكي كماشة السلطة والمؤسسة وغياب الخدمات والمستحقات والراتب وبين اللصوص والفاسدين من يستثمرون حالنا واحتياجاتنا للكسب الغير مشروع وتخريب البنية التحتية لعدن.
هذه الفوضى التي تستهدف عدن وبنيتها التحتية دخيلة عليها من أصحاب رؤوس الأموال والنافذين والعابثين والقادمين من قعر التخلف والعصبية والجهل عبثوا بعدن مخططاتها العمرانية وشبكاتها الكهربائية والاتصالات والمياه، نحن اليوم نعاني جحيم حرارة المناخ وهم يملكون القصور وأمام قصورهم مولدات ضخمة تضخ عوادمها السموم وإزعاج عام بأصواتها المدوية، نعيش جحيم حقيقي وظلم شديد وألم مضاعف وقهر متراكم وراتب (أجا وإلا عاده) ومستشفيات خاوية من عروش الإنسانية والعلاج، هذه هي عدن اليوم تنهار كل يوم شوية ما لم نوقف هذا الهزل سنصحو يوما لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات قرية من قرى الريف المتصحر للأرض والفكر وعقل الإنسان .


في الأحد 04 يونيو-حزيران 2017 06:03:33 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80011