فينك يا ريس
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
فينك يا رئيس شرعيتنا؟، عدن تسأل عنك، هل تذكرها، أم نسيت أنك اخترتها عاصمة مؤقتة؟ لم تعد عاصمة بل قرية من القرى النائية، هي اليوم مهملة، لا وجود لشرعيتك وحكومتك على أرض الواقع .
 أين أنت ولماذا تركتها للعابثين من نظامك الفاشل؟
 عدن تصرخ، ألم تسمعون صراخها؟، وتئن وهل تشعرون بأنينها؟، وتتألم وهل يرضيكم ألمها، فيها فئة دون رواتب لستة أشهر، جاعوا وجاع أبناؤهم، هل تراهم وهم على أبواب وزرائك طوابير متوسلين، وصلتك الصورة لمشهد أبنائهم وهم يقتاتون من براميل القمامات، هل شاهدت ذلك المسكين وأبناءه يوبخونه أنه أهانهم في الحي من كثرة الطلب من الجيران؟، وذلك الذي انتحر من كثرة الدين وقلة الحال وأنين أبنائه الجياع، مشاهد مزرية لحال المتقاعدين أمام البريد، ورواتبهم التي لا تكفي لقيمة كيس رز وكيس سكر ودبة غاز، سؤال يحير الجميع، لماذا لا تصرف الرواتب في شهرها؟ وتراكم بهذا الكم من التأخير لستة أشهر في عدن وعشرة أشهر في تعز، هل يخدم ذلك شرعيتك؟ ويخدم حربنا ضد عفاش والحوثي؟ أو العكس، إذا كان العكس فقد خدعت وخدعتنا، بأدوات من الماضي الفاسد التي لا يمكن لها أن تبني وطناً وترسي واقعاً جديداً أفضل .
أنت لا تشعر بمعانات أبناء عدن من الكهرباء والخدمات الأخرى، لأنك لا تعيش فيها ولا تصلك أخبارها الصحيحة، لو كنت تعلم حجم المأساة مهما كان برود مشاعرك ونسبة وطنيتك لن تقبلها على عدن، هذه المدينة الصابرة على فشل حكومتك وعلى برود اهتماماتك، وانشغالاتك في صراعات جانبية داخلية وخارجية نحن في غنى عنها، والله إن ما يحدث لعدن لعنة لن تسقط بالتقادم .
عدن يا ريس.. بدون عدن ستكون بدون شرعية، عاصمة لشرعيتك لم تستطع أن تجعلها نموذجاً لمشروع الدولة الاتحادية الضامنة، فعن أي شرعية تتحدث؟، أي نموذج تقدمه للناس؟ عدن اليوم نموذج لفشل الحكومة والشرعية والحفاظ على ماء الوجه .
أصح وصح معك تلك الحكومة البائسة في معاشيق، أوقف هوامير الفساد وفسادهم المزكم للأنوف والمدمر للعلاقات وأحلام الناس، وأوقف هذا العبث، للصبر حدود، النار تغلي من تحت الرماد، صمتك لا ينفع، أخرج وقل الحقيقة، اعترف بالفشل، أو برر للناس ما يحدث عسى أن تجد من يقبل منك هذه المبررات، لا تجعلنا نندم عن وقوفنا مع شرعيتكم واختياركم لتحملوا مشروعنا وأحلامنا وطموحاتنا في الدولة الاتحادية الحالم المعاق، فاعذرني إنها الحقيقة المزعجة والمرة، لكنها الحقيقة يجب أن تقال، ما لم نقلها سنموت كمدا والله على ما قول شهيد .


في الأربعاء 07 يونيو-حزيران 2017 04:19:45 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80021