لن نقبل بغير دولة المواطنة
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
نقدر التعاون المشترك مع التحالف في التصدي للانقلاب في بلدي اليمن، نثمن الجهود والتضحيات التي قدمتها هذه الدول ومنها الأمارات الشقيقة، كل هذا التعاون المشترك هو لإسقاط منظومة الاستبداد بأشكالها المختلفة، المنظومة التي أعاقت التجربة الديمقراطية والتعددية السياسية وأفرغتها من محتواها الحقيقي، لتعيق التبادل السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة .
مسئولية تاريخيه تتحملها دول التحالف العربي أمام الله والمجتمع الدولي والشعب العربي ومنه اليمني، لاستعادة الدولة والعملية السياسية والمسيرة الديمقراطية، ليوصل تطويرها وتحسين الأداء ليلبي طموحات وأمال الشعب في نظام ديمقراطي حر ودولة ضامنة للمواطنة، مع إدراكنا لنظام الحكم الأسري المتملك للأرض والثروة لهذه الدولة التي قد لا تستوعب مسألة إرادة الجماهير في حق تقرير المصير، يسأل الكثير كيف إذاً لهكذا أنظمة أن تستوعب حلمنا في النظام الديمقراطي والحرية والمواطنة .
ما يحدث اليوم في عدن من انتهاكات وسلوكيات مسئولية مشتركة فيها التحالف والأجهزة الأمنية التي تتبعه، كدعم نفوذ أفراد ومليشيات وطوائف، يصب في تقويض النظام الديمقراطي، مؤشراته واضحة، لتقييد للحريات في التعبير والتظاهر كحق مكفول، الدلائل كثيرة وأحداث غير مرضية، السجون، وإهانة رجال المرور، وحادثة جنود اللواء الرابع مدرع أمام بوابة أدارة الأمن عدن، وما حدث لأمهات المخفيين قسراً والموقوفين دون محاكمة عادلة لسنوات، من انتهاك وعنف، وما حدث من مداهمات للمساكن بصورة غير حضرية ولا إنسانية ولا قانونية، ماذا يعني ذلك؟!!، ممارسات وسلوكيات نظام بوليسي استبدادي يرسخ على الأرض، كنا قد تخلصنا منه في ما مضى، وثرنا من أجل أن ننتزع ما تبقى منه، فكيف إذا نقبل به اليوم.
لا يمكن أن نقبل بغير الدولة الحقة التي ينتجها التوافق للشعب بكل فئاته ومشارفة الفكرية والسياسية، دولة ترتكز على مفاهيم مثل الديمقراطية والمواطنة والحرية وحقوق الإنسان، لن نقبل بشكل دولة هشة فيها تشدق لتلك المفاهيم كديكور ينمق شكل الدولة المزورة التي يحلم بها البعض تلبي قناعاته المريضة وثقافته الرديئة ممن يصفقون دون وعي وإدراك لواقعنا اليوم .
لابد أن ندرك أن بناء الدولة فعل جماعي {الشراكة} يتأسس على الوعي وتمثل الذات والآخرين في حدود الحق والواجب، وأن الدولة وحدها هي من تستطيع أن تمنح الناس الشعور بالانتماء، والقانون والنظام هو الحكم والعدل والمساواة .


في السبت 15 يوليو-تموز 2017 02:42:30 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80145