هدم الإنسان
د.محمد جميح
د.محمد جميح
ألا يمثل هذا المقطع الصارخ بشاعة الجريمة التي ارتكبها الانقلابيون في صنعاء؟
طلبة الثانوية العامة في أحد المراكز الامتحانية في العاصمة، يتبادلون الأجوبة والكتب والأوراق، والكلمات النابية!
يمارسون الغش في الامتحان!
لا يحدثني أحد عن كيفية إعادة بناء الوطن...
قولوا لي أولاً: كيف يمكن أن نعيد بناء الإنسان؟
الإنسان الذي دمر الانقلابيون روحه وفكره ليحولوه إلى تابع لا يرى إلا ما يَرَوْن، ولا يسمع إلا ما يقولون!
يقولون عنا "طائفيون"، لأننا منذ ٢٠٠٤ ونحن نحذر من فتنة الحوثي!
يقولون عنا "مناطقيون" لأننا حذرنا من تحالف صالح والحوثي القائم أصلاً على أساس مناطقي!
هذا المقطع يتعدى في رمزيته الجارحة كارثة تفجير المنازل وهدم دور العبادة.
إنهم يهدمون الإنسان.
إنهم يقتلون الأجيال.
إنهم لا يَرَوْن في أطفالنا إلا صورة المحاربين الذين يقاتلون لخدمة أطماعهم السلالية والفاشية...
هؤلاء الظلاميون الذين لا توجد كلمة في القاموس تجيد توصيف جريمتهم في حق اليمن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً...
يجب أن ننسى كل خلافاتنا المذهبية والحزبية والمناطقية، ليكون هدفنا إنقاذ هؤلاء الأطفال من مستقبل مظلم يجعلهم مجرد "عكفة" عند ذيول الإمامة القادمين من مجاهل التاريخ لتزوير تاريخ اليمنيين، وضرب مبادئ الجمهورية...


في الأربعاء 19 يوليو-تموز 2017 06:02:24 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80176