الأقصى المبارك
أحمد عبدالملك المقرمي
أحمد عبدالملك المقرمي
عندما أراد أبرهة الأشرم الحبشي هدم الكعبة، وخرج بجيش جرار متوجهاً به إلى مكة لتنفيذ رغبته العدوانية، توارت الكيانات العربية يومها - وهي مجرد كيانات قبلية، لا يربطها رابط جامع - عن مواجهة أبرهة، ومنعه عن تنفيذ ما يريد من اعتداء تجاه البيت الحرام التي يرونها شرفهم، و أعظم مقدساتهم.
لكن لم تخل الساحة يومها من آحاد الناس أو المجاميع الصغيرة التي أبت علها كرامتها أن تخضع أو تخنع ولا يكون لها موقف.
ففي اليمن تصدى رجل يقال له ذو نفر ومعه عدد قليل من قومه لأبرهه، ولكنه هزم فأخذ أسيرا.
وفي الطائف كرر عربي آخر ما فعله ذو نفر فلقي نفس المصير، غير أن رجلا من ثقيف، يكنى (أبو رغال) لم ينكر على أبرهة جريمته، بل تمادى في ممالأته وخيانته لمقدساته وعروبته، فرضي أن يكون دليلا لأبرهة إلى مكة المكرمة، وهو يعلم رغبته وقبح صنيعه المزمع .
إلا أنه لم يمض معه غير قليل فمات في الطريق قبل ان يصل الى مكة، فصار كل شخص يمر بقبره فيما بعد يرجمه، تعبيرا عن سخطهم لموقفه وفعله الدنيء .
أبرهة أراد يومذاك هدم الكعبة، و( نتن ياهو) اليوم يريد تنفيذ تخطط له الصهيونة من قديم وهو إغلاق المسجد الأقصى، تمهيدا لهدمه .
فهل سيقف مجددا ذو نفر وحيدا في غزة وأكناف بيت المقدس، أم ستكون - لا قدر الله - شاكلة أبي رغال أكثر حضورا !؟
تقف المقاومة الفلسطينية اليوم ومنذ أعوام بكل صلابة وعناد و إصرار، في وجه الصلف الصهيوني، فيما تتوارى مواقف الكيانات العربية يوما بعد يوم.
ترفض عواطفي أن تقول، فضلا عن أن تقر نفسي أو تعترف أن أحداً في عروبة اليوم يمكن أن يلعب دور أبي رغال، حتى و لو قيل ( دحلان ) !
نفسي ترفض أن تصدق أن هناك أبو رغال جديد.. لكن نفسي في المقابل تلمس بوضوح خذلان قومي للأقصى ومن حوله .
أن يخذلك أخوك بالصمت والتشاغل عنك مشكلة، وأن يخذلك عن تقديم أي دعم فهي كارثة، ولكن لا تطاوعني نفسي ولا يمكن أن تعترف عواطفي العروبية أن يكون هناك أبو رغال، يسند العدو ويمشي في ركابه !
أما الخذلان يا أيها الأقصى المبارك؛ فإنني أقف في عمق يقين التصديق، أمام فقرة من حديث النبي المختار (لا يضرهم من خذلهم) !
سيكتب النصر للأقصى ولفلسطين بإذن الله وبقوم يحبهم ويحبونه، وسيقول - يومها - لسان حال الشعب الفلسطيني الصامد، معاتبا إخوانه العرب :
لو أن كل معد كان شاركنا
في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف 


في السبت 29 يوليو-تموز 2017 08:19:27 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80220