سبتمبر..عظمة ثورة وعار النكبة
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
أرقنا من كثرة التفكير في شئون قوما يعيشون وهم، استعادة عهد أجدادهم الاستبدادي، ومن أجل ذلك يقتلون وينتهكون ويظلمون، لم يستوعبوا درس التاريخ، أنه لا يتقهقر، وأن التغيير سنة إلهية لا تتوقف عجلته عن مسارها المتقدم للأمام، بل لا تعود للخلف بتاتا، وبعث الماضي معجزة لله وحده، هل ينتظرون معجزة ليعودوا بنا لذلك الزمن الذي رفضناها وثرنا علية ونفض من على كاهلنا، من يحلم أن يعود عبداً بعد أن تحرر ولو جزئيا، عجبي في من يصدق أناسا يشوهون حقيقة التاريخ، ويتخلون عن هويتهم بسهولة، ويلبسون أي رداء كهوية لهدف سياسي، أناسا من اجل فرض قناعاتهم على الآخرين مستعدين أن يكذبوا وأن ينافقوا وأن ينحطوا، يمكن لهم أن يفرطوا في السيادة، وأن يقبلوا على أنفسهم التبعية، يبيعون ويشترون وهما، يتاجرون في الهموم والأحلام والطموح، ليحكموا شعبا حياً أو يقتلونه.
بعمد يغيبون الوعي بل تزييف الواقع والتاريخ بكل الوسائل الظاهرة والباطنة مشروعه وغير مشروعة، في حرب تضليل ضد قوى التنوير، حربنا اليوم بين قوى التغيير والثورة الشعبية، وبين قوى الماضي والاستبداد والتسيد، بين أبناء وأحفاد ثوار سبتمبر وأكتوبر، وأبناء وأحفاد الإمامة والسلاطين والأمراء، بين من يرى أن الحكم للشعب كمصدر للسلطات، و من يرى حق الحكم لورثة الإقطاع ومحتكري الحياة، وفق حق الهي أو طائفي موروث من الزمن الساحق والماحق، الذي ثار الشعب عليه منذ قرن من الزمن في كل المعمورة .
يوجد وعي حقيقي بطبيعة القضايا المختلفة المطروحة على ارض الواقع، يقابله وعي مُضلل لا يدرك الأمور على حقيقتها التي تجري عليها؛ ما يجعل حكمه على مختلف القضايا والأمور التي تجري من حوله حكماً خاطئاً لا يستطيع مقاربة عين الصواب بأيّ شكلٍ من الأشكال، مستندا على مغالطات محشوة بالتحريض وتأليب، في نكبة أسموها ثورة، وهي مضادة لثورة استعادة الحياة من مختطفيها على مدى ثلاثة عقود من الزمن .
26سبتمبر ثورة شعب ومصير أمة ومستقبل وطن، ثورة ولدت م رحم الظلم والطغيان والاستبداد الديني والسياسي، وجدت للانعتاق والتحرر من ورثة الحكم والأرض وما عليها، ممن يسيطر عليهم وهم الحق الإلهي والإرث الطائفي في الحكم، ثورة وجدت لتنقذ الشعب من التخلف والجهل والمرض،وتقييد العقل والروح بالخرافات والخزعبلات.
ثورة أصيلة لا تنكبها هفوة في لحظة مخاض لإصلاح ما خربه أعداؤها، مختطفيها، حكموها في غفوة من زمن وهم لا يؤمنون بها، فأعيقت، وضلت تقاوم وتقاوم،فلم يحتمل شعبا توريثه، فهب كبركان ليوقف العبث ويحمي ثورته ويعيد لها بريقها وتحقيق أهدافها كأمله غير منقوصة.
ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر ودرعهما الواقي 11 فبراير، هذا التاريخ الطويل والتضحيات العظام والحلم والطموح، البنيان الصلب والمتين، رغم المعوقات، لن ينهار أمام نكبة وانتفاضة جرعة جرعتنا مرارة الألم بحربها الضروس التي أحرقت الحرث والنسل،للعودة بنا لحضن الإمامة وأعوانها من السلاطين والأمراء، لنعود لحكم التوريث، والإقطاع، لنعود لسادة وعبيد، حكام بالعرق والطائفة ورعية لا حولا لهم ولا قوة غير طاعة المستبد والمتسيد، مطأطئين رؤوسنا لا تقوم لنا قائمة .
من المستحيل لكل يمني أصيل أن يقبل نكبة في تاريخه تسلط عليه متخلف وجاهل، متعصب طائفي ومناطقي، استولى على السلطة بفوهة المدفع والبندقية، ونهب الثروة، وأحق لنفسه الجزية (الخمس)، ليفرض علينا طاعة السيد ومن تولى زعيم أو قائد لعصابة الفساد والإفساد، من العار القبول بحكم اسري أو مجموعة اسر طائفية تقتسم البلد لمربعات تحكم وتتحكم، تنتهك وتظلم وتعبث كما يحلو لها دون رادع لا ديني ولا وطني ولا إنساني، انتفخت كروشهم وتورمت خدودهم من الحرام وصاروا دببة جشعين نهمين على السلطة والثروة، في وطن يميزك بالعرق والطائفة يفرز المجتمع بلون البشرة والولاء والطاعة وترديد الصرخة في وجه المعارضين والرافضين لهذا التمايز والقبول بأن يكونوا عبيدا في عصر التكنولوجيا والاتصالات في عصر المواطنة والعدالة والمساواة، وحقوق الإنسان بل والحيوان.
اليوم تنتصر ثورة الشعب الأبي سبتمبر وأكتوبر لترتفع هامة الأمة،بدعم فبراير الثورة بتكاثف أبناء وأحفاد ثوارها العظام ومناضليها الأشاوس، وبهذا النصر سيغلق وللأبد حمامات الدم والصراعات والخصومة التي تخدم المستبد والمتسيد،، تتبنى مخرجات الحوار الوطني في الدولة الاتحادية دولة المواطنة تتحقق فيها أهداف الثورة كاملة غير منقوصة، والعودة للخلف ولذلك الماضي البائس من مستحيلات العصر والمرحلة والله في عباده شئون .


في السبت 23 سبتمبر-أيلول 2017 09:29:34 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80510