عدن تستباح
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
يجب أن تستعيد عدن روحها الأخاذ ورونقها، وروح عدن هو الاقتصاد والتجارة، عدن مركز تجاري ومنطقة اقتصادية تمتد جذورها في القدم، نقطة وصل بين الشرق والغرب.
مدينة كونية مفتوحة للرأس المال والتجار والشركات اليمنية ومتعددة الجنسيات، بضمان توفير الخدمات وتامين المصالح والأمن والأمان، وحركة المال والبضائع، وسيطرت الدولة كمؤسسات على شئون المدينة والتخلص النهائي من المليشيات والولاءات والأجندات، لتكون عدن آمنة ونزيهة وضامنة لحرية الحركة والتجارة والنقل.  
الميناء والمنطقة الحرة، كمورد هام وسيادي للخزينة العامة، يتساءل الناس هل تورد إيراداته لخزينة الدولة؟، أم لازال هذا المورد يذهب لتموين أجندات سياسية، طراطيش كلام، عن عبث يشيب له الرأس، وانغماس أفراد ومكونات لشوشتها في وحل الفساد، شكوك تدفعنا أن نطالب الدولة والمعنيين بتوريد المال والبنك المركزي الإفصاح عن حجم الدخل ونسبة الفاقد المنهوب، وأين تذهب إيرادات هذا المرفق والصناديق التي تتبعه بكل شفافية، واتركوا الشعب يحاسب الفاسدين، بعيداً عن المماحكة والمناكفة التي تضيع الحق وتترك فرصة للعبث يمارس. وكثيرا من المرافق الحيوية ومنها مملاح عدن، وما تبقى من مصانع مشتركة مع القطاع الخاص ونصيب الدولة المنهوب، دخل الضرائب والجمارك، وصناديق النشء والتراث وما شابه ذلك، وعن نسبة ما يورد وما ينهب، في ظل غياب المحاسبة والعقاب والثواب، والقضاء والنيابة، وسيطرة مسلحين يتبعون فلان وزعطان، هل عرفتم من يعيق تطبيع الحياة ومن يقف مانعا أمام تفعيل مؤسسات المحاسبة والضبط والربط المالي والإداري، ونشاط السلطة المحلية، إنه الفساد المتستر بنشاط سياسي وحكومي.
عدن تنهب وتستباح أراضيها، وتسمع عن اشتباكات هنا وهناك عن أرضية منهوبة، رغم منع صرف الأراضي إلا إن الخبرة الجدد والناهبين لديهم طريقتهم في السطو والنهب واستخراج الوثائق.
رعب طلاب مدرسة درب النجاح بإنماء، وتعطيل الدراسة لأيام بسبب اشتباكات حول أرضية وتكررت العملية خلال أشهر، من المسئول وأين الخلل، بطلوا مناكفات ومكايدة وكلا يودي مسئوليته بأمانة الناس تعبت وما عاد تحتمل مهازلكم.
عدن بالنسبة لهم بقرة يحلبونها ويستبيحون الحياة فيها، بنفس العقلية ونفس الثقافة ونفس العنجهية، هذه ثقافة العنف والفيد للقبيلي المتخلف والمتعطش للحرام واللص الذي يبرر نهب المال العام كحق.
لازالت عدن ضحية الفساد والفاسدين، فساد مالي وسياسي وثقافي وفكري، فساد ينخر الحياة ويعكر صفوها، ويصنع فوضى وزوابع لتستر ذلك العبث، ويوجه الرأي العام والشارع العام في اتجاه آخر لتتاح الفرصة للانقضاض على مقدرات وخيرات عدن.
كم في عدن من قوم ذلوا واحتاجوا، شرفاء إعفاء، لا يعلم بهم غير أرحم الراحمين، لا لديهم أرض يزرعونها، ولا مغترب يرسل لهم حوالة، معتمدين على الراتب، والرواتب ضائعة لأن أموال عدن مواردها غير مصانة، وهي القادرة على الاكتفاء الذاتي من الموارد السيادية، دون أن تنتظر دعم الخارج وإقليمي، خذوا الدعم كمتسولين واتركوا لنا موردنا ويأرب يا كريم.
ارتقوا وتنزهوا، لتوضح الصورة ومعرفة حقيقة ما يدور، بتفعيل مؤسسات الرقابة والمحاسبة والنيابة والقضاء، وعلى الشرفاء والصالحين والوطنيين الصادقين نراهن، كما يقول المثل العدني كم بتآكل يا فاسد وأيامك معدودة، اللهم جنب عدن وأهلها الشر والأشرار وارحمهم يا رب العالمين.


في الجمعة 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 03:14:54 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=80768