كي تعرف من هم أصحاب قضية
العميد ركن/ محمد جسار
العميد ركن/ محمد جسار

لا تعرفهم من خلال خطابهم وكثر حديثهم وحلاوة وجميل عباراتهم والتصنع في عشقهم للوطن وإطلاق آهات الألم على معاناة الخاصة والعامة من أناس شعبهم..
ليسو هؤلاء هم أصحاب القضية عشاق الوطن.. فهناك رجال قادة أباة، معدنهم منعدم النظير، ومواقفهم صعبة الوصف، مستحيل أن تجد لهم الشبه كما تعجز النساء اليوم أن تلد مثلهم.
فاللواء الركن الشهيد/ عبد الرب الشدادي- القائد الذي تقدّم الخط الأول- والأمل بالحياة شبه منعدم والأمل بالنصر مستحيل عند الأغلبية من الناس والمرجفون حوله كثر وليس معه إلى جانب قوة إيمانه بقضيته الوطنية، إلا قلة من الرجال من مأرب وخارج مأرب ذاك الوطني من كان يعتبر أي تفكير بالتراجع أو التردد ليس مجرد عار بالخيانة للقضية الوطنية.
وخاض الحرب سنتين العام 2015م وحتى لقي ربه شهيداً يوم 7 أكتوبر.2016ولم يغمد له سيف، ممتطياً صهوة جواد أصيل.. لم تخر له قوة ولم يضعف له عزم.. ولم يلق على أي طرف كان عذراً ولم يقبل لنفسه مبرراً في توقيف المعركة، لأن له قضية لا تقبل المساومة مع مشتهيات النفس أو البحث عن المبررات.
وهنا اليوم شبيه شدادي مراد إنه ابن مراد الثاني اللواء الركن/ مفرح بحيبح، أحفاد الأخوين الثائرين الشيخ/ علي ناصر والشيخ/ أحمد ناصر القردعي.. فهؤلاء جميعا مدرسة تقدم دروساً لمعنى الشجاعة والوفاء ودروساً في التضحية وقيمة الكرامة.. دروس معاني الرفض لخيار الاستكانة والقبول بالعبودية..
امتاز هؤلاء مع قلة من رفاقهم اليوم عن غيرهم من يحملون قضية وطنية مقدسة فبقدر ما هانت عندهم كل مصلحة ذاتية وغابت نهائيا من تفكيرهم ولفضتها إلى الوحل قيمهم وضمائرهم.
في المقابل هانت عليهم في سبيل القضية التضحية في نفوسهم وأرواحهم وأولادهم، فكم أنت يا مراد العصية عظيمة بالمواقف ومتقدمة في سجل التاريخ من المكارم والنجدة كريمة بالدماء شحيحة في التواري عند الملمات وعظائم الشدائد، شحيحة في اللهث والجري خلف الصغائر وأفعال الصغار..
الرحمة تغشى روح الشهيد اللواء الشدادي وكل شهداء معركة الكرامة والتحرير.. وليحفظ الله بحيبح القامة الوطنية السامقة والروح المتوقدة.. بيت الشهداء وقبلة الأبطال والشرفاء والخزي والعار لكل الذين يبنوا مصالحهم فوق أجساد وأرواح الشهداء فوق آلام الجرحى وأنين الثكلى.وهم القلة، فشكرااااااااا لكل ميامين المقاومة حيثما كانوا.


في الثلاثاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 07:32:20 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81575