المبعوث الدولي يقابل الحوثي وسلاحه تحت الكرسي ..!؛ فكيف سينتزعه إن كان صادقاً..؟!
د. علي العسلي
د. علي العسلي


سفير الخراب اليمني/ السيد مارتن غريفيث، يتفق ويتكتك عبر جولات من التفاوض مع الحوثة، بعد أن تمكنت آلتهم الإعلامية تحميل الشرعية والتحالف ما وصلت إليه اليمن من كارثة إنسانية، وذلك مجاف للحقيقة تماما، بل على العكس منه هو الحاصل، فالحوثة هم ومن وراءهم الأمم المتحدة هم أس البلاء اليمني، والتحالف يبذل ما يستطيع كي لا يصل اليمنيون إلى المجاعة الكاملة؛ فيعملون على الحد من ذلك بما يستطيعون.. !
لقد كان مبعوثا الأمم المتحدة يسعون لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومنها إنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية والدولة إلى أن أتى السيد مارتن غريفيث فتبدلت المصطلحات والمفاهيم وما يريده من سيطرة على الأرض أيضاً.. فلم تعد استعادة الدولة والشرعية هو الهدف الأممي الأساسي، فها هو غريفيث يقوم بجولات مكوكية إلى صنعاء _الحديدة _ نيويورك _صنعاء _ الحديدة _ فصنعاء...؛ ويقول إنه بعد هذا.. سيتوجه للرياض لمقابلة مسؤولي الحكومة الشرعية هناك؛ وليس إلى عدن، حيث مقر القيادة الشرعية المؤقت..!
وصرّح المبعوث بأنه سيعرض ما توصل إليه مع زعماء الحوثيين، حيث وافقوا على تسليم ميناء الحديدة إلى السيد مارتن غريفيث لإدارتها، والذي رفضوه قبل أكثر من عام ووافقوا عليه اليوم عند اقتراب الشرعية من الميناء بثلاثة كيلومترات، وهي ثلاثة فقط وكانت ستكون صفراً، لو لم يتدخل السيد مارتن الذي ضغط على التحالف بعدم المضي في تحرير الميناء للحفاظ على الميناء من تفجيرها من قبل الحوثة وأنه يرغب في المحافظة عليها من الدمار، حيث هي الشريان لأكثر من ثلث سكان اليمن.. يا سبحان الله، يعلم أنهم وحوش وسيفجرون الميناء ويسعى لترك شعب اليمن رهينة لهم.. ثمّ يأتي ليقول كارثة إنسانية حلت أو ستحل باليمن..!
المهم أنه التقى زعماء الحوثة وعلى رأسهم عبد الملك، المشاط، هشام شرف، ومحمد علي الحوثي، الذي نشر نشطاء عديدون صورة للقاء معه بتعليقاتهم الساخرة على هذا الموقف، حيث قابله وسلاحه الآلي تحت كرسيه، وسلاحه جنبيته على صدره وغريفيث يراهما بكل وضوح، أي أن الحوثي حرص على أن لا يلتقيه بدون سلاح، ليعبر أن المجتمع الدولي وغيره لولا هذا السلاح لما عمل له اعتباراً، ولما قوبلوا أو سيتم الالتقاء بهم، ولذلك وضعه تحت كرسيه موازياً لقحوفه وقد يكون له من فعل ذلك رسالة أخرى يريدها لتصل للعالم..!
أقول للسيد غريفيث الذي كانت عيناه الثاقبتان الحديديتان مصوبتين باتجاه قطعتي السلاح..!؛ ألا تخجل يا سعادة السفير والعالم يشاهدك مع هذا المتخلف، مع هذه العصابات..!؛ أما تخجل أن تقابل الحوثة وأنت ترى بأم عينيك سلاحهم..؟؛ فكيف ستنزعه منهم وهم يقابلونك به..؟؛ ليقولون لك، لا أنت ولا غيرك سينتزعه منهم، فإن كان بك خير صدقاً؛ فأخرج السلاح فقط من تحت الكرسي إلى فوق (الكرسي)الطاولة وابدأ بحسم مسألته قبل غيره من الترتيبات التي تهندسها كإطار للحوار على طاولة المفاوضات.!
وخذ مني هذه النصيحة ببلاش..!؛ أنصحك وجربها إن كنت ترغب بالنجاح من غير لف أو دوران..!؛ فقط حاول مرة أخرى الالتقاء بالأخ محمد الحوثي لتثبت للشعب اليمني على مقدرتك الفائقة في إيجاد الحلول لأصعب المشكلات في العالم.. دعه يترك سلاحه _السلاح الآلي والخنجري"الجنبية" ويقابلك بدون ذلك، فإن استطعت أن تؤثر على عاداتهم وتجعلهم يلبسون ملابس عصرية كالتي تلبسها أنت..عندها فقط سنقول والله إن السيد مارتن قد اقترب من إنهاء المشكلة اليمنية واستطاع أن يمدن من كانوا في الكهوف فقربهم للحوار والتمدن؛ فتحية له من الشعب اليمني لفعله هذا..!؛ أما إذا لم تستطع فعل ذلك، فلا أمل مرجو من كل مساعيك، فنخشى يوما أن تلبس لبسهم كي تستميلهم للتفاوض..!.


في الثلاثاء 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 03:12:35 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81656