الفلوس تبيع النفوس
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي


يعتبر المال من أكبر مفسدي هذا العصر..
"عصر المال" فكل شيء بالمال يباع ويشترى.. الأرواح والأنفس والمبادئ والقيم الأوطان والأعراض والعواطف والمشاعر، وكل شيء بثمن حتى العمى والظمأ..
،،،
أرواح الناس ليست لعبة:
قلت له: خفف السرعة وأنت تقود سيارتك وإلا فلن ينفعك الندم بعد أن تدوس عجلات سيارتك جسد إنسان..
رد مستهتراً: وماذا في ذلك؟ ندفع الدية..
وانتهت الحكاية.. وكل هذا الاستهتار بأرواح البشر لأن والد هذا المراهق يمتلك بعض الدولارات.
إلى الجحيم:
ومن أجل المال يبيع الآباء أبناءهم، فكم من فتاة باعها والدها لدنيا العذاب وترك أزهار عمرها تظمأ وتشرب سراباً وهي مازالت صبية على درب المحبة شباب..
كم من فتاة ذبلت زهرة شبابها بين يدي عجوز، فإن قد نضبت عواطفه وجفت أحاسيسه وأجدب قلبه، قد عاش زمانه،، ويريد أن يعيش بماله زمن غيره..
وإلى الجحيم الفلوس اللِّي تبيع النفوس تزوج الشايب الفاني بأحلى عروس.
ويغير النفوس:
ومن المفسدات الأخلاقية التي تطرأ على بعض النفوس "الدنيئة فقط" تحت تأثير المال تكبُر من تعتريه نعمة الغنى فجأة على من حوله فيصير يمشي على الأرض مرحاً، ينظر إلى الناس بطرف عينه وتسوء معاملته وتفسد أخلاقه بمجرد امتلاء جيبه قال تعالى " كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى".
يظل حذاء:
ومن سحر المال وفساده وإفساده المتفشي أنه يرفع الدنيء في أعين الناس، تصبح له مكانة رفيعة ومقاماً رفيعاً زائفاً، فيتهيمن بدناءته على عزيز الأصل.
إن الدراهم كالمراهم تجبر العظم الكسير
لو نالهن ثعيلب في صبحه أمسى أمير
وينسى هذا الدنيء أن رفعته تلك مهما علت تظل رفعه ظاهرية فقط كالقشرة وأن العزة الحقيقية هي عزة النفس، وإن لم يرافقها المال، أما دناءة النفس فلا يعزها مال ولا جاه ويظل صاحبها دنيئاً في نفسه عزيزاً بماله فقط..
ويكفي أن نعلم أن الحذاء يظل حذاء ولو ملأته ذهباً وأن الذهب يظل ذهباً وإن كان على شكل حذاء
ويفرق الأحباب:
ومن المفاسد المؤلمة والتي تنتج عن مساوئ المال أن البعض يتاجر بعواطفه أحياناً من أجل المال.
يقتل الإبداع:
يقول الأستاذ العقيبي: إن المشهد الثقافي في الوطن العربي يعيش أزمة حقيقية لأن عينه نصفها على الورقة والنصف الآخر على البنك المركزي.. ومن هنا لا يمكن أبداً أن يولد الإبداع من رحم مأجور.
إضاءة:
يقول السباعي :
من كان ماله آثر عنده من حياته فهو أحمق..
ومن كان ماله آثر عنده من كرامته فهو حقير..
ومن كان ماله آثر عنده من أمته فهو مجرم..
ومن كان ماله آثر عنده من عقيدته فهو من المؤلفة قلوبهم.


في السبت 22 ديسمبر-كانون الأول 2018 06:08:50 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81798