أين الخير من وجه الغراب؟!
أ. محمد الدبعي
أ. محمد الدبعي


يوم من الدهر لم تصنع أشعته * شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا!
هكذا نطق الزبيري رحمه الله تعالى، وهكذا كانت ثورة سبتمبر المجيدة.
مساعدة هنا ومساعدة هناك، إغاثة من هنا، وأخرى من هناك.
على الإعانات والصدقات أصبحنا، وأمسينا نعيش على الفتات. أهذه حياة يرتضي بها اليمني الحر؟.. أهذه هي أمنية شعبي الثائر الكريم البطل أن يقتات من فتات موائد اللئام؟؟!!
عجيب عجيب عجيب! وأعجب منه تسوّل مسؤولينا على موائد السعودية.. يعيشون فيها، وينامون على أسرّتها، ويطعمون من أيديها، ورواتب مجزلة تدخل جيوبهم. أفننتظر منهم أن يحرروا البلاد والعباد من دنس الحوثة الأوغاد؟!
إذا كان هذا حال القيادة والمسؤولين والاحزاب، فكيف يرتجى التحرير، وممن؟؟
أنرتجيه من قيادات منبطحة تمتطيها الأعراب؟ أم من أعراب أغراب متصهينة عميلة موطئة للتيس الغريب؟؟؟
إن اليمن الجديد لن يبزغ فجره ما دمنا نحتسي كؤوس المهانة والذل، وإن الليل سيطول ويطول ويطول ما انفكينا نعول على الغراب والقرد في تحريرنا من أغلال الحوثي وإيران فارس.
الحوثي وجماعته وزمرته قد انكشفت سوءتهم، وبانت عورتهم فلم يعودوا يشكلون خطراً على حياة اليمنيين.
أما دولة القرود الإمارات فلا أدري ما الذي يقعدها عندنا، وما الذي يجبرنا عليها. غلطنا وطلبنا مساعدتها في البداية، لكن هل يجب علينا أن ندفع ثمن هذه الغلطة لسنين طويلة؟؟ لا أظن أن هذا يجب أن يستمر، بل الأوجب أن تقتلع وتقطع وتمزق نكالاً بما عملت من سوء في بلادنا:
أتلعبين قماراً في أرضنا يا إمارات،
وأرضك اليوم أوكار وبارات،
يا وصمة عار في قفا آسيا؟؟؟
وبالنسبة للحية المتلونة، مملكة الغربان فتظن نفسها مركز النور والإشعاع لأن الله منّ عليها بالحرمين الشريفين، وتحسبنا وأرضنا ملكاً لها أو جزءا من إمبراطوريتها الفارغة. كيف يرجى خيراً منها وقد نال قبلنا مواطنوها منها ما نالوا؟ كيف يرجى منها أن تقدم لنا شيئاً هي تفقده أصلا ومواطنوها لا يعرفونه، وهو معنى الحرية والعيش الكريم؟؟
أي شيء نعوّل عليها فيه وقد سامت مواطنيها أشد العذاب، ونكلت بكبراء القوم فيها ومفكريهم وصالحيهم، ولم تفرق بين أحد منهم، ولم ترع إلّا ولا ذمة في رجل أو امرأة، فسجونها مليانة بهم، وقبورها قد احتوت أجساد كثير منهم، وغيبت عن العالم آخرين؟؟؟
الغراب والقرد وجهان لعملة واحدة، وهما ملوك التطبيع مع بني صهيون والعرابين له بين العرب كيف نظن أنهم يساندوننا لنبلغ حريتنا؟
الغراب الأسود وصالح الربح (القرد) يتبادلون الأدوار مع الحوثي في تقاسم بلادنا، ومعهم شلل من الشرعية المنبطحة الجبانة الخائنة، البائعة نفسها للريالات السعودية والدراهم الإماراتية.
ليس لك إلا زندك يا شعبي الحر، أو لنقل يا أحرار شعبنا اليمني العظيم!
ليس لك إلا شرعيتك المتمثلة بشخص الرئيس هادي فقط! هو وحده شرعيتك! ضع يدك في يده، وهبوا هبة رجل واحد مع رئيسكم الشرعي الذي لا تريد السعودية ولا الإمارات الاعتراف به، لأنه شوكة في حلوقهم، لا باع لهم الأرض ولا تركهم ينفذون مخططاتهم.
دعك أيها الشعب من حثالات الشرعية المائعة في السعودية.
ليس لك إلا تحقيق ما نطق به الشاعر محمد الشرفي حين قال:
أنا الشعب زمجرة من رعود
وأنشودة في شفاه الخلود
أضمد جرحي بجرح جديد
وأمضي لإرساء فجر جديد
إذا احتدمت ثورتي فالطغاة
بقايا رماد على كل بيد.


في الثلاثاء 15 يناير-كانون الثاني 2019 07:20:33 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=81899