خطأ طبي..
فكرية شحرة
فكرية شحرة


قامت ببيع كل ما تملك بعد زوجها المتوفي وما ورثته من والدها لتشتري صحتها من أجل أن تتمكن من رعاية أولادها الخمسة وسافرت خارج اليمن لعلاج ساقها المصابة بتجلط.
وأثناء التخدير لم تستيقظ مرة أخرى.
كان مجرد خطأ..
ولا داعي للاسترسال في تفسير الأخطاء أو تصنيفها فما أكثرها الأخطاء غير المقصودة التي اشتهرت حتى صار حدوثها مسلمة.
هناك خطأ طبي أودى بحياة الكثيرين.
ما زال وجه اليمني لا يرى بكثره سوى في مستشفيات الدول المجاورة وهذا أبرز منجزات النظام السابق الذي كان "خطأوه" البسيط أنه لم يؤسس لعمل طبي ومستشفيات محلية.
لا شيء مؤخرا يفرح في تغيير الفكرة عن أسباب وجود هذه الكثافة لليمنيين في مصر مثلا.
فإما أن تكون مواطنا يبحث عن العلاج أو مسؤولا حكوميا يبحث عن الراحة والاستجمام.
وحيلة التقرير الطبي الذي تقوم به وكالات السفر من أجل دخول العائلات اليمنية في الغالبية لا يكون حيلة أبدا بل وسيلة عبور بأهمية جواز السفر للمواطن اليمني.
ما أكثر اليمنيين الذين يصلون القاهرة بحثا عن العلاج والجراحة لأسقامهم فيصادفهم هذا "الخطأ" ليشعب من معاناتهم ويحولها إلى مآسي لا تنتهي.
خطأ طبي أودى بنظر شابة صغيرة وصلت القاهرة بغرض العلاج لثقب في القلب فابتلع الثقب بصرها وصحتها وجعلها طريحة الفراش في غيبوبة لأكثر من شهر على أمل أن يعود بصرها بعد ستة أشهر طويلة من مضاعفات النزيف الداخلي.
الأخطاء الطبية أشهر من نار على علم وتحدث في أفضل المستشفيات.
كل شيء يمكن أن يحدث نتيجة خطأ ولا يحق لك أن تتهم الخطأ أنه على خطأ فهو مجرد خطأ غير مقصود.
الخطأ الوحيد الذي نتجرعه ويجب أن نصرخ في وجهه بكل شراسة هو اهمال الدولة ممثلة بلجنتها الطبية التي تستقبل جيوب المرضى بكل ترحاب ثم تدفع بهم إلى اللاهتمام.
هذه الجهة المسؤولة عن سلامة المريض اليمني والتي من حقها الاعتراض والمسائلة حول الأخطاء الطبية الفادحة التي تحصل لهؤلاء المنكوبين.
عشرات القصص تزدحم بها أفواه المرضى ويمضغونها في خوف مع تزايد الأقبال على العلاج خارج البلاد فلا مناص ولا بديل عن ذلك.
معاملة المريض كحزمة مال أو مجرد جيب يتم نفضه حتى آخر رمق ومن كتب له الشفاء فقد عاد كما ولدته أمه حيا يرزق؛ ومن حق عليه الخطأ فهو مجرد خطأ وقضاء وقدر.
أرصفة الاغتراب تمتلئ بعجز الحاجة وقسوة المرض ومرارة الإعاقة لتعود طيارة العيانين مجرد تابوت للموتى بخطأ طبي وإهمال حكومي وتقاعس إنساني


في الأربعاء 06 فبراير-شباط 2019 07:45:59 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=82004