حديث الحب
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي


"حب إيه اللي بتقولوا عليه "

المشاعر المتبادلة بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج ليست حباً، بل ولا تمت للحب بصلة، إنما هي اشتهاء جنسي محض، يُلبسونه عباءة الحب ليكون مقبولاً ومستساغاً ويكتسب نوعاً من السمو والرقي، فالحب خارج إطار الزواج مجرد عواطف فارغة وانجذاب غريزي مصدره الافتنان بالصورة والملامح وبعض التصرفات والحركات يقول شاعرهم:
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطالُ
لكنه الإبحار دون سفينة
وشعورنا أن الوصول محالُ
هو لا يريد أن يعيش الحياة ممزوجة بالحب، هو يريد أن يعيش الحب بعيداً عن الحياة وتقول أمثالهم "الزواج مقبرة الحب".. ويستمد هذا الانجذاب قوته وسحره وجماله من شيئين:
الأول: أن "كل ممنوع مرغوب" ولهذا ما سمعنا بزوج هام عشقاً بزوجه، وما أن ينتهي شهر العسل حتى يذهب بها إلى بيت أبيها لتقضي هنالك أسبوعاً، بعد أن كان لا يصبر يوماً واحداً على عدم رؤية خيالها من وراء الشُباك.
والسبب الثاني: أن الشيطان يتواجد في هذه المساحة وهذا الزمن، ويستخدم كل أساليبه وحيله كي يوقع الإنسان في براثن المعصية ومستنقع الخطيئة، فيزين المحبوب، ويخفي العيوب، ويشعل نار الأشواق في القلوب، فكل امرأة خارج قفص الزواج في نظر الرجل جميلة، فاتنة، حسناء، "حتى لو كانت زنبقة"، وكل رجل في نظر المرأة فارس الأحلام حتى لو كان "كعبول".. فإذا أصبح ملكها وأصبحت ملكه يصبح بصرهما بعد الزواج حديد، ويرى فيها وترى فيه من العيوب ما ليس فيهما، لأن الشيطان يبدأ بالعمل العكسي ليفرق بينهما، ولهذا نجد كل أغاني وأشعار ما يسمونه حباً تدور حول الخدود، والنهود والقدود
وذبحوني عنيك، وله سكسوسة حلوة بوسط الوجه مرتسمة
ويا البرتقالة والفراولة والمشمشة!
وحشاني ضحكتك، قدامي مشيتك، الخ
وتجد شاباً جُن بفتاة لأنها أشارت بطرف العين، وتجد فتاة تموت عشقاً في شاب لأنه عريض المنكبين..
والحب يا سادة لا يتكون من نظرة وغمزة، وبسمة وضحكة، وجلسة ونزهة، ولن نختلف في كون هذه الأشياء مقدمات للحب، لكن المشكلة فيمن جعل من هذه المقدمات جوهر ومادة ولب الحب، فالخدود، والشعر الغجري المنفوش، والعيون السود، والمبسم الحالي، والطول وعرض المنكبين، والسكسوكة، لا تُقام عليها دعائم الأسرة، ولا تبني للأسرة مستقبلاً، ولا تمنحك الاستقرار والأمان والذرية الصالحة، وكما تردد صديقتي دائماً" أهم شيء الأخلاق".. ورحم الله الحكيم اليماني علي ولد زيد القائل:
"وإلا مره من قبيله فيها الورع والقناعة"
والقائل: "الرجال مخابر مش مناظر"
الحب الحقيقي تصنعه المواقف الإيجابية، والمشاركة الحياتية، ويغذيه الاهتمام، ويزيد ويكبر بالبذل والعطاء، فلا وجود للحب من أول نظرة، ولا تصدقوا حب ما قبل الزواج، كل ذلك لا يعدو كونه اشتهاء وافتتاناً وإعجاباً.. ويجي يقلي حب؟؟
كلام فاضي، ولعب عيال، وشرك من شراك الشيطان..
" فخليك من الشخابيط والخرابيط، لأن حياتك بعدها حتتلخبط لخابيط"
وخليكم معي لتعرفوا المزيد في سلسلة "حديث الحب".


في الإثنين 18 فبراير-شباط 2019 03:29:52 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=82066