عذراً أيها الرفاق.
بو همام جمعان بن سعد
بو همام جمعان بن سعد
 


منذ نعومة أظافرنا وأنتم تلقنونا "لنناضل من أجل تحقيق الوحدة اليمنية" كنتم تزرعون حب الوحدة في مناهجنا وفي عملتنا الوطنية حتى أنكم تخليتم عن اسم مؤسسة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية للنقد إلى "مصرف اليمن" فقط.
كانت كل فعالياتكم وأنشطتكم تسوقنا سوقاً إلى الوحدة اليمنية، وتحذّر من مشروع الجنوب العربي، كتب الأستاذ/ عبدالله باذيب، محذراً قبل الاستقلال من المشاريع الاستعمارية فوصف " الجنوب العربي" وقال إنه مشروع يراد منه الحيلولة دون توحد شطري اليمن! وحذّر ثوار الجنوب والشمال الى هذا الخطر.
فحاربتم مشروع الجنوب العربي وطردتم حزب الرابطة الذي كان يحمل هذا المشروع ونكلتم به، وركزتم كل شيء على مشروع واحد فقط وهو "الوحدة اليمنية".
وبعد تحقيق الوحدة كنا نتغذى على حبها، حتى تمكن من شغاف قلوبنا.
احترمنا اسم اليمن وراية اليمن ونشيد اليمن الوطني، وهذا كله بفضلكم، وقفنا كالأشجار الباسقة صباح كل يوم في مدارسنا احتراما للنشيد الوطني، ولراية الوحدة ذات الثلاثة الوان، لازلت أتذكر الأستاذ/ رمضان بن صيدة- المربي الفاضل- ونحن طلاب في الصف الخامس في مدرسة التعاون بسيؤن عام ٩١م، وهو يقف باستقامة دون حراك عند عزف النشيد الوطني.. حتى أنني وكثير من الطلاب اعتقدنا أنه لا يتنفس! كان يقول لنا إن من سمع النشيد الوطني يجب أن يقف مباشرة دون حراك، عند عزف النشيد يتوقف كل شيء.. كل شيء دون استثناء إلا راية الجمهورية اليمنية ترفرف خفاقةً وهي صاعدة على سارية العلم والجميع ينظر لها بانبهار وهو يستمع الى
وحدتي.. وحدتي..
أنت عهد عالقٌ في كل ذمة...
واليوم ما الذي حصل لكم؟ هل تغيرت الجغرافيا فلم نعد جنوب اليمن؟ أم تبدل التاريخ وكنتم تكذبون علينا؟ كيف أصبح الحلم كارثة؟.. وغدت الكارثة حلما!! كانت الوحدة حلما حتى قبل الاستقلال وكان الجنوب العربي كارثة تهدد ذلك الحلم، واليوم أصبحت الوحدة كارثة والجنوب العربي حلما.
عذراً أيها الرفاق.. فنحن من خبزة أيديكم وأوكت أفواهكم، فلا تلومونا نحن الثابتون على ما وقرتموه في قلوبنا منذ الصغر ولوموا أنفسكم، إن كان هناك ما يستحق اللوم، لسنا مذنبون ولستم صادقين على ما يبدو، فالجغرافيا والتاريخ يفترض بها أن تكون ثوابت وليست أدوات طيعة بيد السياسيين يكيفونها وفق أهواءهم وما تطلبه المرحلة.
عذراً أيها الرفاق.. سيظل حب اليمن الموحد يجري في دمي، أتنفس عبيره وأحب نشيده، وأعشق رايته، لأنكم علمتمونا على الثبات لا التلون.. كما أحيي كل الرفاق الذين لازالوا يحملون هم إصلاح هذا المشروع الوطني العروبي وفق مبدأ إصلاح البيت افضل من هده

 
في الأربعاء 20 فبراير-شباط 2019 08:16:08 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=82078