نواب الأمس وأمل اليوم
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

ثورة في مخاض عسير لتغيير واقع آسي ليلبي تطلعات وآمال الناس، فكك مؤسسات الدولة، وقدرتها على أن تكون بمنأى عن صراع المخاض، لتحفظ شخصيتها الاعتبارية في إدارة شئون الدولة والخدمات والمؤسسات التشريعية والقضاء والنيابية، بل وضبط الأمن والسلم الاجتماعي.. عن عمد زج بكل صغيرة وكبيرة في الصراع، مؤسسات ومنظمات وهيئات مدنية وحقوقية وأمنية وخدمية وعسكرية، فلم يبق شيء من الدولة يمكن الرهان عليه ليحفظ السيادة والإرادة والمصالحة العامة.
اليوم.. الكل يعاني من غياب الدولة ومؤسساتها وشخصياتها الاعتبارية، وكلما نسمع عن استعادة مؤسسة، تعيد لنا كيان الدولة، ينتابنا الأمل والتفاؤل، أن الدولة هي ملجأنا الوحيد مما نحن فيه، الحكومة- كأمل- تاهت في خضم المناكفات والمزايدات والصراع العقيم بين مشاريع صغيرة ومشروع الدولة الوطنية، التي- من خلالها- سنحتكم للصندوق وإرادة الشعب في تقرير المصير، ليقول كلمته الفصل دون عنف لما يريده الناس.
واليوم يراودنا الأمل في مجلس النواب، برغم أنه من مخلفات ذلك الماضي وعيوبه، لكنه أمل في لحظة حرجة لوطن مكلوم يصارع من أجل البقاء وحفظ السيادة والإرادة التي يفقدها اليوم شيئاً فشيئاً، جغرافيا تتمزق لقطع صغيرة، وأطماع تنهش هذه الجغرافيا تحت مسميات مختلفة، وثروة تنهب ولصوص يتربعون حكم المناطق، وكثر البائعون والقابضون للثمن البخس والمسحورون بالشعارات والوهم والوعود والمدينة الفاضلة التي ضاع قرن من حياتنا ونحن نبحث عنها، وكلما اقتربنا منها نجدها وهماً.
مجلس النواب اليمني سينعقد في سيئون حضرموت اليمن.. هذا ما استطاعت الشرعية أن تنتزعه من التحالف، غير مسموح له أن يعقد جلساته في العاصمة عدن، سيعقد وبحماية سعودية.. وهنا مربط الفرس، جلسات مرتهنة لإرادة غير وطنية، ونحن نتساءل هل سيكون لهذا المجلس إرادته الشعبية كممثل لهذا الشعب ؟، هل سيتمكن من تخفيف العبء عن المواطن والوطن؟، هل سيوقف العبث والأطماع، واستلاب السيادة والإرادة اليمنية؟ هل سيمكن الشرعية من المؤسسات السيادية والإيرادية؟ هل سيتمكن من استعادة ما تبقّى من سيادة للأرض وإرادة للشرعية، لتكون نداً للتحالف وتتحكم في مصير ومستقبل الأمة وفق ما هو مرسوم في مخرجات الحوار الوطني.. هل سيكون دعماً للتغيير والتحوّل المنشود لدولة اتحادية ضامنة للمواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية وسينصف الضحايا ويعاقب المجرمون؟ وسيوقف كل هذا العث بالوطن أرضاً وإنساناً؟
كثيرة هي الأسئلة التي تراود المواطن والناس.. أم أنه سيكون جزءا من سيناريو العبث وأداة من أدوات الأطماع، وسيبصم لهم بكل ما يريدون وسيمرر مشاريعهم، وسيستلم المعلوم.. هل هي صفقة ومقاولة للانقضاض على ما تبقى من وطن؟..
إنّ غَداً لنَاظِرِهِ قَرِيبُ.. ستتضح الصورة وينكشف المستور، الشعب هو مصدر السلطات وصاحب الإرادة وكلمة الفصل، والتاريخ لا يرحم...


في الخميس 11 إبريل-نيسان 2019 02:11:26 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=82306