نيويورك تايمز: التحالف فشل في ردع الحوثيين واليمن أصبحت أفضل مكان للقاعدة

2018-01-01 11:14:00 أخبار اليوم/ متابعات

خلَصت صحيفة نيويورك تايمز الأميركيّة إلى أن الحملة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، قد تكون دون جدوى إذا لم تتواجد حكومة حقيقية على الأرض.
وقالت الصحيفة الأميركيّة، في تقرير لها نقله للعربية "يمن مونيتور" إنه وبالرغم من تشديد الضربات الجوية في اليمن ومضاعفتها ثلاث مرات هذا العام ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أنه ما يزال واحداً من أكثر المنظمات الإرهابية فتكا وأكثرها تطورا في العالم؛ بالرغم من دفع حلفاء الولايات المتحدة مسلحي التنظيم بعيداً عن معاقلهم في الساحل الجنوبي للبلاد. وتفاخرت البنتاغون مؤخرا بقتل قادة القاعدة الرئيسيين وتعطيل عمليات الجماعة.
غير أن كبير مسئولي مكافحة الإرهابي في الولايات المتحدة وغيره من محللي الاستخبارات الأميركية اعترفوا رغم كل ذلك بأن هذه الحملة العسكرية أدت بالكاد إلى تراجع قدرة القاعدة على استهداف مصالح الولايات المتحدة.
وقال نيكولاس ج. راسموسن، الذي استقال من منصبه الشهر الجاري كرئيس للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة بعد ثلاث سنوات، قوله "لا يمكن الشعور بعد بأننا نتجاوز المشكلة في اليمن، إذ أنها لا تزال واحدة من أكثر التهديدات الصعبة في عملنا لمكافحة الإرهاب في الوقت الراهن".
وبينما يشيد الرئيس ترامب بزوال الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فإن التهديد بالهجوم الإرهابي - الذي يُخشى أكثر من أي وقت مضى من استهداف طائرة تجارية - ينبعث من المناطق التي تعمها الفوضى وغير الخاضعة لأي سلطة حكومية في اليمن، لا يزال يتصدر قائمة الإدارة الأميركية المتعلقة بمخاوف الإرهاب.  
ولفتت الصحيفة إلى أنَّه وفي آذار / مارس 2015، بدأت المملكة العربية السعودية وتحالف دول عربية حملة عسكرية تهدف إلى ردع الحوثيين واستعادة الحكومة. وقد فشلت هذه الحملة حتى الآن في القيام بذلك، وبدلا من ذلك تسببت في أشد أزمة إنسانية في العالم، وهي أسوأ تفشي للكوليرا في التاريخ المعاصر وأدت إلى انتشار سوء التغذية بين الأطفال.
واستغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني، ففي عام 2015 سيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في الجنوب، بما في ذلك المكلا، خامس أكبر مدينة في اليمن قاموا بمصادرة إيرادات الميناء الحيوي.
ولا يزال جناح القاعدة في اليمن قوياً جداً لأن الجماعة أمضت سنوات عدة في اختراع المتفجرات التي يصعب اكتشافها، بما في ذلك محاولة إخفاء القنابل في أجهزة مثل الهواتف الخلوية. حيث حاول التنظيم على الأقل ثلاث مرات لتفجير طائرات أميركية. وقال مسؤولون في المخابرات إن ابرز صناع القنابل، إبراهيم حسن العسيري، ما زال طليقا، ويقوم بتدريب تابعين.
وقال عنه ديفيد بيترايوس المدير السابق لـCIA في مؤتمر أمني هنا هذا الشهر: "لا يزال الرجل الأكثر خطورة في العالم".
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أنه ومع عدم وجود حكومة حقيقية في اليمن، فإن الولايات المتحدة ليس لديها قوات العمليات الخاصة أو C.I.A. التي كانت موجودة على الأرض قبل الحرب الأهلية في اليمن، ويقول مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيون إنهم ونتيجة لذلك يفتقرون إلى فهم أعمق للوضع هناك الذي من شأنه أنَّ يعطي المسؤولين معلومات حقيقية عن تنظيم القاعدة وما يخططون له.
وقال جيراليد فريستاين- السفير الأميركي السابق في اليمن- "لا يمكننا التمييز بين الأشخاص الذين ما يزالون يمثلون تهديدات خطيرة جداً، ورجالاً يعملون معهم من أجل الحصول على المال والمساعدة".
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات اليمنية والإماراتية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، على مدى الأشهر الـ 18 الماضية، زادت من حرب الظل في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد ضد أكثر من 3000 من أعضاء تنظيم القاعدة واتحاداتهم القبلية، مما دفعهم إلى داخل المناطق الداخلية الجبلية الوعرة.
وفي الجنوب، أعلن أكثر من أربعة آلاف جندي يمني تدعمهم قوات الإمارات العربية المتحدة مؤخراً مقتل أو اعتقال العديد من مقاتلي القاعدة في محافظتي أبين وشبوة. وقد تم نشر قوات الأمن الحكومية اليمنية في معظم معاقل القاعدة السابقة، بيد أن المسلحين مازالوا موجودين في منطقة البيضاء وشبوة.
وتمكن اليمنيون من اعتقال عدد من أعضاء القاعدة المهمين. وقال مسؤول أميركي إنَّ استجوابهم أعطى القوات اليمنية وشركائها الإماراتيين والأميركيين معلومات قيمة حول التسلسل الهرمي لقيادة المتمردين وخطط الدعاية والشبكات المحلية.
وقال الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية، في مقابلة خلال المؤتمر الأمني لحوار المنامة: "لقد عطلنا عمليات تنظيم القاعدة لكننا مازلنا قلقين". مضيفاً "إنها منظمة أثبتت مرونتها بمرور الوقت. وهذا عنصر خطير للغاية من تنظيم القاعدة ".
وصرحت لورا شياو، مديرة المخابرات بالنيابة في المركز الوطنى لمكافحة الإرهاب، خلال جلسة استماع لمجلس الشيوخ هذا الشهر بان فرع القاعدة "يواصل استغلال الصراع في اليمن لكسب مجندين جدد وتأمين مناطق آمنة، مما يسهم في بقاءه تهديداً دائماً".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنَّ تنظيم القاعدة ليس المجموعة الإرهابية الوحيدة التي تسعى للاستفادة من الاضطرابات في اليمن. حيث تضاعف حجم تنظيم الدولة الإسلامية هناك في العام الماضي، وفقا للبنتاغون. وردا على سؤال في جلسة الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ الشهر الماضي الذي استعرض أن الدول الفاشلة أفضل مكان للجماعات الإرهابية. قال مارك أي ميتشيل المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي يشرف على سياسة العمليات الخاصة، "في البداية وقبل كل شيء اليمن".
وأوضح راسموسن أنه في الوقت الذي شنت فيه الحملة العسكرية ضغوطا على شبكة القاعدة في اليمن، فإن عدم وجود حكومة تعمل موازية للحملة العسكرية قد يعيق الجهود. وقال راسموسن "ما زلت أشعر بأننا نفتقر إلى الكثير من ذلك الآن".
وأضاف "لقد فقدنا الكثير من التبصر حول ما يحدث على الأرض في اليمن".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد