في أول رد فعل على مصادقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على مشروع قانون جديد بشأن القدس، شجبت قوى سياسية وبرلمانية فلسطينية الخطوة، واعتبرتها السلطة الوطنية بمثابة إعلان حرب.
فقد أكد مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في مدينة رام الله أمس الثلاثاء برئاسة رامي الحمد الله، أن القرار الذي تبناه حزب الليكود اليميني المتطرف بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، في حال تم تطبيقه من الحكومة الإسرائيلية، سيكون إعلانا للحرب على الشعب الفلسطيني وإنهاء لما تبقى من أمل طفيف في ما يسمى عملية السلام.
وأضاف المجلس أن الشعب الفلسطيني سيرد على هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير بالدفاع عن أرضه والصمود عليها ورفض تنفيذ المخططات الإسرائيلية.
وأوضح المجلس أن على كل دول العالم أن تعلم أن القرار الذي تبناه الليكود بتأييد أغلبية وزراء ونواب الحزب -بمن فيهم رئيس الكنيست- هو بمثابة انقلاب على مبادئ السلام وطعنة لكل الجهود الهادفة إلى حل الدولتين.
ورأى المجلس أن حزب الليكود ما كان ليقدم على هذه الخطوة المستهجنة والمرفوضة لولا القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا إلى أن القرار الأميركي فتح شهية عتاة المتطرفين للقضاء على عملية السلام.
وكان الكنيست قد وافق في وقت سابق أمس الثلاثاء على قانون "القدس الموحدة" الذي يمنع أي حكومة إسرائيلية من التفاوض على أي جزء من القدس إلا بعد موافقة غالبية نيابية استثنائية لا تقل عن ثمانين عضوا من أصل 120 (ما يساوي ثلثي أعضاء الكنيست.
قرار الكنيست باطل
من جانبها اعتبرت هيئات إسلامية فلسطينية أن مصادقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على مشروع قانون جديد بشأن القدس باطل ولاغ، كما دعت جميع المسلمين لشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى لمواجهة التهويد.
وفي بيان مشترك، قال مجلس أوقاف القدس، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، والإدارة العامة لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك: "نرفض مصادقة الكنيست الإسرائيلي على تعديل قرار الكنيست عام 1980 باعتبار القدس المحتلة عاصمة موحدة لدولة إسرائيل، ونعتبر هذا التعديل الذي يسمح لسلطات الاحتلال باللعب والعبث بحدود مدينة القدس المحتلة باعتبارها جزءا من سيادة الاحتلال، باطلا ولاغيا دينيا وقانونيا".
وطالب البيان السياسيين ورجال الدين في العالمين الإسلامي والعربي بأن "ترقى" ردود أفعالهم من مستوى الإدانة والخطابات السياسية إلى مستوى الفعل، لدعم صمود المقدسيين والحفاظ على المقدسات والضغط على دولة الاحتلال للكف عن تهويد القدس.
كما دعت الهيئات الموقعة على البيان جميع المسلمين لشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لتفويت الفرصة على الاحتلال في تنفيذ أطماعه لتفريغ الأقصى من المسلمين وملئه بالمقتحمين اليهود، وفقا للبيان.
إلغاء "أوسلو" وسحب الاعتراف بإسرائيل
وعلى صعيد أخر قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث إن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية سيبحث إلغاء اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل، مضيفا أنه قرار استراتيجي ويجب أن يشارك فيه المجلس المركزي الذي أقره في البداية.
قال شعث في حديثه لوسائل إعلامية أمس الثلاثاء إن الانسحاب من اتفاق أوسلو أمر ممكن، لافتا إلى أن هذا هو سبب الذهاب إلى المجلس المركزي الذي سينعقد يومي 14 و15 من الشهر الجاري.
وأضاف شعث أنه يرجو أن توافق حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي على المشاركة في اجتماع المجلس المركزي، وأنهما مدعوتان للحضور.
إلغاء الإتفاقيات الفلسطينية مع إسرائيل
ومن جانبها طالبت حركة “حماس″ أمس الثلاثاء بإلغاء الاتفاقيات الفلسطينية مع إسرائيل رداً على قراراتها الأخيرة بضم مستوطنات الضفة الغربية والقدس.
وقالت الحركة ، في بيان صحافي ، إن “القرارات الإسرائيلية المتسارعة ضد الأرض الفلسطينية ومدينة القدس يجب أن تنهي ما سبق من اتفاقيات هزيلة مع إسرائيل”.
وطالبت الحركة بـ “تدشين مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني ضد إسرائيل تعتمد على المقاومة بكافة أشكالها”.
