عيادات متنقلة في أرياف اليمن

2018-01-14 20:45:00 أخبار اليوم/ تقرير

تنتشر عيادات طبية متنقلة في عدد من المناطق الريفية اليمنية، بهدف تقديم خدمات صحية للتوعية والعلاج، لا سيّما خدمات الصحة الإنجابية. وكثيرة هي الأمراض التي انتشرت خلال الأعوام الأربعة الأخيرة في ريف اليمن، لأسباب ترتبط بإغلاق مراكز صحية وانعدام الأدوية أو ارتفاع أسعارها، وتلوّث المياه وسوء التغذية وتراكم النفايات. فتأتي العيادات المتنقلة كاستجابة نوعية بهدف محاصرة تلك الأمراض في بعض المناطق الريفية المحرومة من أبسط الخدمات.

يقول المواطن حسين الشاطبي إنّ "الوضع المعيشي المتردي في المناطق الريفية في صنعاء والحديدة وغيرهما يمنع الأسر اليمنية من التوجّه إلى المستشفيات وشراء الأدوية، وسط عدم توفّر الخدمات الطبية الشاملة في العيادات المحلية".
ويضيف: "لذا كان لا بدّ من إيجاد حلّ لهذه المشكلة”. يضيف أنّ “العيادات المتنقلة تأتي لتساعد المرضى، خصوصاً من النساء والأطفال، وتخفّف عنهم عناء السفر إلى المستشفيات البعيدة".
فرق مؤقتة
وتتفق مريم عيسى التي تسكن في ريف صنعاء مع الشاطبي، وتقول إنّ "تلك الفرق وفّرت علينا مشقّة السفر إلى المدينة والتكاليف الباهظة التي كنّا نضطر إلى تحمّلها في حال أصيب أحدنا بمرض".
لكنّ عيسى ترى أنّ "مشكلة هذه الفرق هي في أنّها مؤقّتة لمدّة محدودة"، في حين أنّ "المستفيدين منها قليلون جداً، نظراً إلى الحاجة الكبيرة إلى الخدمات الطبية".
في السياق، تشدد أميرة يحيى، وهي ممرضة في أحد الفرق الطبية المتنقلة، على "أهمية الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية في المناطق الريفية ورفع قدرات الكادر العامل في العيادات المتنقلة".
وتخبر أنّه "عندما نقصد المناطق الريفية من خلال العيادة المتنقلة، يتوافد علينا الأهالي المحرومون من الخدمات الصحية، لا سيّما مع انتشار الأمراض بينهم. ويطلبون منّا تشخيص الأمراض التي يعانون منها أو تأمين الدواء لهم".
تضيف يحيى أنّ "النساء والأمهات، يطالبننا بمتابعتهنّ باستمرار، لكنّنا نعاني من عجز في الأدوية الضرورية. وأحياناً، نشخّص حالة مرضية، لكنّ الذين يعانون منها لا يستطيعون تأمين علاجهم، إمّا لعدم توفّره في تلك المناطق أو لأنّهم لا يملكون المال لذلك".
خدمات صحية
تجدر الإشارة إلى أنّ العيادات المتنقلة استطاعت تقديم خدمات متميّزة، مستفيدة من الشراكة بين الجمعيات المدنية والمنظمات الدولية الداعمة التي سخّرت خبراتها لتقديم خدمات الاستشارة الطبية والتغذية والعلاج الدوائي والتوعية المجتمعية، فضلاً عن نظام الإحالة للحالات المرضية المعقدة إلى الجهات القادرة على علاجها.
من جهته، يقول مدير مشروع العيادات الطبية المتنقلة في جمعية رعاية الأسرة اليمنية، الدكتور فاروق القدسي، إنّ "هذه العيادات تركّز على تقديم خدماتها في عدد من مناطق أمانة العاصمة وتغطي بعض مديريات محافظة صنعاء في مجال الرعاية الصحية الأولية ورعاية الأم والطفل تحديداً".
ويوضح القدسي أنّ "العيادات مجهّزة بالأدوات الطبية اللازمة وبكادر طبي مؤهل للقيام بواجبه على أكمل وجه”، مؤكداً أنّ “ثمّة أربعين عيادة متنقلة تقريباً ممولة من المنظمات الدولية المانحة وتغطي 11 محافظة، ليستفيد من الخدمات التي تقدّمها نحو 287 ألف شخص بصورة مباشرة".
لكنّ القدسي يقرّ بأنّ "العيادات المتنقلة تواجه صعوبات وتحديات عدّة تعيق عملها ووصولها إلى المناطق الريفية، وتتمثّل بتردّي الخدمات الطبية وانعدامها في بعض المناطق وتدنّي الوعي الصحي لدى المواطن، بالإضافة إلى وعورة الطرق والتشتت السكاني والأوضاع الأمنية".
ويلفت إلى أنّ "ارتفاع أسعار المشتقات النفطية تسبّب في توقّف العيادات المتنقلة مؤقتاً، على الرغم من الطلب الكبير على خدماتها من قبل الأهالي".
توفير الرعاية
إلى ذلك، تقول الطبيبة رانيا العبسي التي تعمل في إحدى العيادات المتنقلة في صنعاء، إنّ "فريقنا يعالج النساء والأطفال وكبار السنّ من الرجال، في المناطق البعيدة جغرافياً والمحرومة من أبسط الخدمات الصحية".
تضيف: "نعاين المرضى ونصرف الأدوية المتاحة مجاناً مثل المضادات الحيوية وأدوية السعال والالتهابات والحمى وعلاج الأميبيا والكوليرا والإسهال وتلك الخاصة بفقر الدم وسوء التغذية وكذلك مكملات الحديد".
تجدر الإشارة إلى أنّ المنظمة الدولية للهجرة تدعم عدداً من العيادات الطبية المتنقلة في محافظات يمنية عدّة، من خلال 22 فريقاً صحياً لتوفير الرعاية الصحية المنقذة للحياة في حالات الطوارئ.
ويقول مسؤول الإعلام والاتصال في مكتب المنظمة في صنعاء، سبأ المعلمي، إنّ الفرق التابعة للمنظمة تمكّنت من الوصول إلى الأطفال والنساء المرضعات في المناطق النائية التي دمرت الحرب فيها الخدمات أو حرمتها منها.
دعم نفسي
تمكّنت الفرق التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، بحسب مسؤول الإعلام والاتصال في مكتب المنظمة في صنعاء سبأ المعلمي، من تقديم نحو 20 ألفاً و600 استشارة طبية إلى النازحين وغيرهم من اليمنيين المتضررين من النزاع في البلاد، في حين حصل نحو ثلاثة آلاف و231 شخصاً على دعم نفسي اجتماعي في جلسات فردية أو جماعية عبر فرق متنقلة تابعة للمنظمة.
//////////

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد