جهود روسية للإفراج عن أقارب صالح ولملمة حزبه ليكون حاضراً في المفاوضات..

تحركات بريطانية ولقاءات سرية لتحريك الأزمة اليمنية سياسياً وسط قلق مؤتمري

2018-01-26 16:23:51 أخبار اليوم/ خاص

من المفترض أن يكون المتحدث باسم مليشيا الحوثي، "محمد عبدالسلام" قد وصل العاصمة اليمنية صنعاء قادماً من العاصمة العمانية مسقط، وذلك في إطار حضور اجتماعات سرية بشأن محاولة إيجاد حل سياسي في اليمن من خلال إعادة أطراف الأزمة اليمنية إلى طاولة المفاوضات، التي يبدو أن غياب الرئيس صالح عن المشهد اليمني مؤثر على هذه المفاوضات إن عقدت، سيما وأن الرجل وحزبه كان يمثل الغطاء السياسي للانقلاب ولمليشيا الحوثي في وقت واحد أما الآن فالمليشيا باتت على ما يبدو تفرض نفسها كمفاوض سياسي وحيد يناهض شرعية الرئيس هادي وحكومته المعترف بها دولياً.
وعن زيارة "عبدالسلام" قال "حميد رزق"، وهو مدير تلفزيون "المسيرة" التابع للمليشيا، إن عبدالسلام غادر صنعاء يوم الأربعاء إلى مسقط، بالتزامن مع زيارة لوزير الخارجية البريطاني، وسيعود "الخميس" مع شخصيات عربية وعُمانية إلى صنعاء.
وجاءت زيارة "محمد عبدالسلام" في وقت تبذل دول غربية مساعي واسعة من أجل الوصول إلى حل سياسي في اليمن، والتقى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بسلطان عُمان «قابوس بن سعيد»، في مسقط، وبحث معه التعاون الثنائي، وسبل التوصل لحل السياسي للأزمة اليمنية.
وحول جولة جونسون في المنطقة قالت الخارجية البريطانية- في بيان- إن الاجتماع المقبل للمجموعة الرباعية حول اليمن سيكون مطلع شهر فبراير/ شباط المقبل.
وفيما لم تحدد الخارجية مكان انعقاد اللقاء، إلا أن هذه الاجتماعات الرباعية التي تضم بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات، لم تكن بهذه الكثافة منذ تأسيسها أواخر عام 2016. وكان آخر لقاء في مقر السفارة البريطانية في باريس، يوم الثلاثاء الماضي.
ولم يخرج اللقاء الأخير ببيان، وظل بعيداً عن متناول إعلام الدول الأربع بشكل رسمي.
وفي السياق قال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية لفرانس برس: "تحدثنا عن الأهداف المشتركة الحاسمة في اليمن، وهي قبل كل شيء دعم التدابير المتخذة في الأسابيع الأخيرة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية"، مشيداً بالقرارات التي اتخذتها السعودية حديثاً. وأضاف: "هذا ما يسمح لنا بمعالجة الأهداف الأخرى" المتمثلة في إيجاد حل سياسي للنزاع، وإستراتيجية تهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني في اليمن.
وكان جونسون قد قال في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية إن إحداث انفراجه في اليمن خلال 2018 هي "القضية رقم واحد" للسياسة البريطانية الخارجية.
جهود وتحركات بريطانيا أشار إليها الدكتور/ ياسين سعيد نعمان، سفير بلادنا لدى بريطانيا وأيرلندا الشمالية، تعرض بريطانيا لضغوط كثيرة بخصوص تقديم مشروع قرار لتعديل القرار الأممي رقم ٢٢١٦.
وقال- في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"-: "منذ فترة ووزارة الخارجية البريطانية تجري مشاورات مكثفة مع أطراف مختلفة وذوي اهتمام بالشأن اليمني وغيرهم من الشخصيات المتعددة.. وكلها تتعلق بأهمية العودة إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف: "وبريطانيا كما هو معروف، هي المسئولة عن الملف اليمني في مجلس الأمن، وقد واجهت ضغوطاً كثيرة بخصوص تقديم مشروع قرار لتعديل القرار الأممي رقم ٢٢١٦ ، ولكن موقفها الثابت من حل القضية اليمنية بالاستناد إلى المرجعيات الثلاث ومن ضمنها هذا القرار 2216، جعلها تتخطى هذه الضغوط وتواصل البحث في كيفية مواجهة التعنت الحوثي المدعوم من إيران برفض كل جهود السلام بِمَا في ذلك رفض التعامل مع المبعوث الأممي السيد ولد الشيخ".
وقال ياسين: "أن يتولى وزير الخارجية البريطاني بنفسه ملف المشاورات حول اليمن في هذه الجولة المكوكية ربما يفسر ما يقال من أن هناك شيئاً جديدا قد يطرح على صعيد البحث مع الدول التي يزورها في المنطقة وخاصة دول التحالف.. وأعتقد أنه لا توجد طبخة جاهزة بمقدار ما يمكن أن تكون هناك أفكار عامة للنقاش والبلورة".
واختتم منشورة بالقول: "ومن الملاحظ أن الأفكار التي يحملها الوزير البريطاني جرى مناقشتها مع وزير الخارجية الأميركي في لقائهما الذي تم في لندن، وكذا في اللقاءات التي جرت في باريس من يومين، وفي كل الأحوال فإن تحريك القضية على هذا النحو يعيد وضعها في واجهة الاهتمام الدولي".
وكان وزير الخارجية الأسبق أبوبكر القربي- كبير المفاوضين في حزب المؤتمر الشعبي العام- قال "إن هناك مفاوضات سرية تجري من أجل إحلال السلام في البلاد".
ولفت في تغريدة بـ"تويتر"، إلى أنه "المهم ألا تؤسس هذه السرية لفرض الحل أو لإقصاء طرف أو تقديم تنازلات على حساب أطراف أخرى".
قلق الدكتور القربي من إقصاء طرف يمني أو تقديم تنازلات، كما وصفها، يأتي كمؤشر لشعور قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام "جناح صالح" أن هذه اللقاءات السرية التي تتم بعيداً عن المؤتمر، بأن مليشيا الحوثي، التي باتت تسيطر على العاصمة صنعاء بمفردها، وتخلصت من حليفها المتمثل بحزب المؤتمر في الداخل، على استعداد لعقد صفقات ومفاوضات بمفردها مع طرف الحكومة الشرعية، وأي أطراف خارجية. وتستغل مليشيا الحوثي حالة التيه التي يعيشها حزب المؤتمر بعد مقتل صالح، من جهة، وسيطرتهم على قرار هذا الحزب في الداخل سيما في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا، وذلك من خلال الإقامة الجبرية التي تفرضها المليشيا على القيادات المؤتمرية المتواجدة في صنعاء، واستطاعتها استمالة بعضهم لصالحها.
قلق الدكتور القربي ترجمه لقاء مبعوث الرئيس الروسي، بنجل الرئيس الراحل، السفير أحمد علي، حيث أكدت وكالة أنباء الإمارات لقاء مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط بنجل الرئيس اليمني الراحل "أحمد علي عبدالله صالح" يوم الخميس، في أبوظبي.
وقالت الوكالة في تغريدة على تويتر، إن: "أحمد علي عبدالله صالح التقى ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي الذي قدم العزاء بوفاة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح".
وكانت وكالة "خبر" التابعة لـ"عائلة صالح" قالت إن بوغدانوف التقى بـ"أحمد علي" وأشار المبعوث الروسي إلى "أن اغتيال الزعيم علي عبدالله صالح، كان خطأ فادحاً من قبل الحوثيين، ومثل خسارة كبيرة وانتكاسة لجهود الحل السياسي للأزمة اليمنية، وقاد الأوضاع في البلد إلى مزيد من التعقيد".
ونقلت الوكالة تأكيد روسيا: "أنها "تبذل جهوداً حثيثة لوقف الانتهاكات وإطلاق المعتقلين من قيادات المؤتمر وأسرة الزعيم صالح". ولم يصدر أي تعليق بعد من الخارجية الروسية حول اللقاء.
وبالحديث عن جهود الإفراج عن أبناء وأقارب صالح، نشرت القيادية في حزب المؤتمر الشعبي اليمني، فائقة السيد باعلوي، الخميس، صوراً تجمعها بأولاد الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، بحسب قولها.
وقالت الوزيرة السابقة باعلوي في تغريدة على "تويتر" إن "هذه صورتي التقطها إعلامي حوثي عند زيارتي لأولاد الزعيم صالح رحمه الله واطمأننت على حالتهم. لم نعرف مكان سجنهم ولكن أحضروهم لنا إلى مكتب تبع الحوثيين نص ساعة فقط".
وأضافت الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي إن "الذين في الصورة في زيارتي لأولاد الزعيم هم: محمد محمد عبد الله صالح، مدين علي عبد الله صالح، صلاح علي عبد الله صالح، عفاش طارق محمد صالح. أسأل الله يفك أسرهم وينتقم ممن اعتقلهم وغيبهم في السجون".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد