شنت مليشيا الحوثي قصفاً عنيفاً على قرى ومناطق مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة غربي البلاد..

ويأتي ذلك في اليوم الثالث من سيطرة القوات الحكومية على المدينة، إثر هجوم مباغت وعنيف شنته من عدة محاور، على مواقع الحوثيين، بإسناد من المقاتلات الحربية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية.

قال مصدر محلي إن طفلاً قُتل وأُصيب 3 آخرين مساء الأربعاء، بقصف شنه المسلحون الحوثيون على مدينة حيس التي سيطرت عليها القوات الحكومية، خلال اليومين الماضيين.

وأفاد المصدر أن عدداً من قذائف المدفعية أطلقها مسلحو الجماعة على الأحياء السكنية في المدينة، مما أدى إلى مقتل معتز حسين خليل (13 عاماً).

وأشار إلى أن 3 مدنيين أُصيبوا بالقصف.

إلى ذلك قتل عدد من مليشيا الحوثي في غارة جوية لطائرات التحالف العربي في بمديرية جبل راس بمحافظة الحديدة.

وقال مصدر عسكري أن غارة جوية استهدفت عربة عسكرية خاصة بمشرف مليشيا الحوثي في جبل راس يدعى "أبو حسيب" وقتل جميع من كانوا على متن العربة..

من جهته أكد قائد المقاومة في مديرية حيس، الشيخ حسن دوبلة أن الطريق نحو ميناء الحديدة باتت مفتوحة، بعد تحرير حيس التي تعد آخر المناطق الوعرة بالنسبة لقوات الجيش، وما بعدها مناطق سهلية، ستكون المعارك فيها سهلة، مع عدم قدرة الميليشيات الانقلابية على القتال في المناطق المفتوحة، فهي تعتمد في قتالها على المناطق المغلقة، التي يتمركز فيها القناصة، إلى جانب زراعة الألغام.

وقال في تصريح نشرته صحيفة الإمارات اليوم، إن مديرية حيس باتت مؤمنة بالكامل، بعد قيام الجيش بمساندة التحالف العربي بعمليات تمشيط واسعة لمحيطها الشرقي والجنوبي والغربي، فيما توغلت القوات ما يقارب 10 كيلومترات في الجهة الشمالية باتجاه مديرية الجراحي، تمكنت خلالها من تطهير تلك المناطق من جميع العناصر الانقلابية، وغنمت كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري، بينها 17 عربة عسكرية، وجرّافة (شيول)، وعدد كبير من مدافع الهاون والذخائر المتنوعة.

وأضاف: «المليشيات تعيش حالة انهيار وتشتتا وتخبطا في جبهات الساحل، بعد تلقيها ضربات موجعة من قبل الجيش والتحالف، أفقدتها التوازن، ما خلّف في صفوفهم العديد من القتلى والجرحى، فيما سلم آخرون أنفسهم طواعية للجيش، وتم أسر 10 من قياداتهم الميدانيين»، مشيراً إلى أن ألغامهم التي يعتمدون عليها في إعاقة تقدم الجيش لم تعد تجدي أمام إصرار قوات الجيش، بمساندة التحالف، في استكمال تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي.

وأكد الشيخ دوبلة أن معركة تحرير ميناء الحديدة باتت قريبة، وفي متناول أيدي الشرعية، بعد تحرير حيس، وأن جميع الطرق والمديريات القادمة، مثل الجراحي وزبيد وبيت الفقيه والتحيتا، مديريات مفتوحة، وسهل التحرك فيها، خصوصاً أن معظم أبناء تلك المناطق انضموا إلى صفوف الشرعية، للمساهمة في تحرير مناطقهم من الميليشيات التي انكشف عنها الغطاء، وعناصرها باتوا أهدافاً لجميع أبناء إقليم تهامة.

وأشار إلى أن المسافة بين حيس والجراحي المديرية المقبلة لا تتجاوز 30 كيلومتراً، تم تحرير أول 10 كيلومترات منها خلال عمليات التمشيط الأخيرة للجيش، ولم تتبق إلا 20 كيلومتراً سيتم تجاوزها بقوت قصير، وفقاً للخطط العسكرية المرسومة لمعركة تحرير الساحل الغربي لليمن، من قبل قيادة الجيش والتحالف العربي الذي يشارك بفعالية كبيرة في معركة تحرير الحديدة، خصوصاً القوات الإماراتية، التي تشارك في خوض المعارك الميدانية.

وكانت قوات الجيش، بمساندة التحالف العربي، بدأت عملية عسكرية مفتوحة في اتجاه مديرية الجراحي الهدف المقبل للجيش، بعد تحرير حيس التي تبعد عنها نحو 20 كيلومتراً، ووصلت إلى الجسر الرابط بين المديريتين، والذي فجرته الميليشيات، في محاولة منها لإعاقة تقدم الجيش، وبدأت القوات شق طرق حوله لإفساح المجال أمام الآليات والعربات والأطقم بالتقدم نحو الجراحي، كما وصلت طلائع الجيش، وقامت بتأمين مفرق حيس - العدين في شمال المديرية، إلى جانب السيطرة على مفرق سقم الرابط بين الحديدة وتعز من الجهة الشمالية الشرقية لمديرية حيس.