ثورة 11 فبراير بعد سبع سنوات.. نجاحات وإخفاقات

2018-02-11 19:22:50 أخبار اليوم/ تقرير

تمر الذكرى السابعة لثورة 11 فبراير الشبابية السلمية في ظل ظروف تعصف بالبلد وحرب وأحداث خلفها انقلاب الحوثي على السلطة الشرعية.. هل من رابط بين ذلك؟.. فهناك من يرى أحداث اليوم بسبب قصور ثورة 11 فبراير وعدم تحقيقها لأهدافها.. وهناك من يحملها سبب ما يحدث اليوم، وهناك ومن يراها مقاومة الشعب اليوم للانقلاب استكمال لها... ماهي الصورة الأدق برأيك؟.

بعد سبع سنوات على اندلاع ثورة فبراير اليمنية، يكاد لا يختلف اثنان على أن الوضع الذي آلت إليه البلاد في السنوات الأخيرة، ليس ما حلم فيه الثوار، الذين خرجوا للمناداة بدولة العدالة والحرية والمواطنة المتساوية، إلا أنه الحقيقة في اليمن، كحال بلدان عربية أخرى، هو أن الحروب الأهلية صنعتها "الثورة المضادة“، ومحاولات وأد حق الشعوب في السعي إلى تغيير الأنظمة، التي جثمت على صدورها لعقود.
مجريات وتغيرات
مجريات كادت تعصف بأهداف الثورة الشبابية السلمية الشعبية، تداخلت وكادت تتخطفها.. غير أن عزم ثوار 11 فبراير هو ما حافظ على مسيرتها.. فيما يواصل اليمنيون اليوم ثورتهم في جبهات القتال وميادين الشرف في طريق استعادة الدولة.
تأتي الذكرى السابعة للثورة الشبابية الشعبية السلمية هذا العام بنكهة مختلفة ومغايرة حيث تشهد اليمن معركة الخلاص والتحرير الرامية لاستعادة الثورة والدولة من قبضة مليشيات الحوثي الانقلابية..
وكما تصدر شباب ثورة الـ11 من فبراير المشهد لا يزال ثوار فبراير في صدارة المشهد الحالي في معركة التحرير، إذ وهبوا أرواحهم ودماءهم اليوم يفدون الوطن كي يعود فبراير وحلم الثوار أنيقا وجميلا كما كان بيمن جديد تسود فيه العدالة والنظام والعيش الكريم..
تحل الذكرى السابعة لثورة الحادي عشر من فبراير في ظل أوضاع استثنائية تعيشها اليمن، أفرزتها الكثير من الأحداث والتحولات التي فرضت واقعا مغايرا لما خرج من أجله شباب فبراير، لعل أبرزها انقلاب جماعة الحوثي على الدولة وعلى ثورة فبراير ومخرجات الحوار الوطني التي كانت أحد منجزات تلك الثورة، بعد استيلائها على العاصمة صنعاء بقوة السلاح في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م.
عيد وطني
في الذكرى السابعة لثورة 11 فبراير السلمية يحتفل شباب التغيير في ظل ظروف تعصف بالبلد وحرب وأحداث خلفها انقلاب الحوثي على السلطة الشرعية.. وهي ظروف استثنائية جعلت من الضرورة ربط الحديث عن هذه المناسبة بمايدور على الساحة اليمنية..
ومع حلول الذكرى السابعة، إنضاف يوم الـ11 من فبراير/شباط إلى الأيام الوطنية اليمنية، التي يجري الاحتفاء بها رسمياً وشعبياً، بوصفها أحد أهم المنعطفات في التاريخ الحديث للبلاد، التي خرج فيها الشباب، ومارس اليمنيون حقهم بالسعي إلى التغيير، بأسلوب حضاري وسلمي، عبر التظاهرات والاعتصامات التي امتدت شهوراً طويلة، في مظهر كسر الانطباعات التقليدية، التي كانت تُرسم عن اليمنيين، كـ"شعب مسلح" و"مجتمع قبلي"، وغير ذلك مما حاولت الثورة، منذ بدايتها، تصحيحه، لتؤكد أن اليمنيين هم كغيرهم من الشعوب، التي تتوق إلى الحرية والعدالة ورفض مصادرة الحكم في بلادهم لصالح عائلة أو منطقة.
التغيير أولاً
في الذكرى السابعة لثورة الحادي عشر من فبراير اليمنية، احتفي الثوار ومعهم اليمنيون الأحرار بهذه المناسبة، والبلد يمر بوضع استثنائي خلفه انقلاب، بسببه تحولت الثورة من النضال السلمي إلى الكفاح المسلح..
سبعة أعوام مرت من عمر الثورة الشبابية الشعبية السلمية، التي جاءت انتصاراً للإرادة الشعبية في إرساء دولتهم المدنية المنشودة، ليمثل فبراير بذلك نقطة فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر، مدشناً عهداً جديداً لليمنيين.
وفي سياق النجاحات، أيضاً، فقد حققت ثورة الشباب اليمنية، وفقاً للآراء، التغيير، بدرجة أو بأخرى، عبر إجبار رئيس النظام السابق، علي عبدالله صالح، على توقيع اتفاق نقل السلطة، لنائبه حينذاك، عبدربه منصور هادي، ليكون هادي أول رئيس جنوبي يحكم اليمن الموحد.
وبذلك، فإن من أبرز ما حققته الثورة، كان كسر احتكار الحكم في منطقة بحد ذاتها، بالإضافة إلى تحقيق قفزة كبيرة في تعميق الوحدة الوطنية بالبلاد، بإثبات أن اليمن الواحد لكل أبنائه، وأن بإمكان أي جنوبي أن يحكم اليمن، بعد حقبة كانت شعارات الانفصاليين فيها تصف النظام السابق بـ”المحتل”.
مرحلة انتقالية
في السياق ذاته، أنهت الثورة، حقبة حكم الحزب الواحد، ودخلت البلاد في مرحلة انتقالية تشارك فيها مختلف الأحزاب، بما في ذلك، الحزب الحاكم سابقاً نفسه “المؤتمر الشعبي العام“.
ورغم مشاركة حزب النظام السابق، فقد أُحبط، تبعاً لذلك، مخطط تحويل النظام من “جمهوري” إلى “عائلي”، إذ كان صالح يعكف على ثوريث الحكم لنجله، بعد أن مكنه وأقارب آخرين من أهم أجهزة الأمن والجيش، الأمر الذي مثّل تحدياً كبيراً، بالنظر إلى الحقبة التي سبقت تفجر ثورة الشباب.
وخلال المرحلة الانتقالية، شهد اليمن تحولات وخطوات كانت امتداداً للتغيير، على غرار التعيينات العسكرية التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي بإقالة أقارب وموالين لصالح، ما كان ممكناً قبل ذلك إبعادهم من تلك المناصب، لو لم تكن هناك ثورة، هي التي أوصلته إلى موقع الرجل الأول.
وفي ما تلا ذلك، كان مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي انعقد في الفترة ما بين مارس/آذار 2013 ويناير/كانون الثاني 2014، بمثابة المحطة الأهم، التي خرجت بتصورات وقرارات، من شأنها حل الكثير من القضايا العالقة، واستيعاب مطالب الشباب بالتغيير.
أجندة حوثية
في المقابل، وفي سياق الحديث عن بلد كاليمن، فإن الحديث عن النجاحات، لا ينقص ولا ينفي وجود الإخفاقات، وأولها أن القوى والأحزاب التي مثلت الثورة أو أيدتها دخلت في المرحلة الانتقالية بتقاسم السلطة، ولم تشكل كتلة صلبة قادرة على الحفاظ على النجاحات، بما يمنع سقوط الدولة؛ في حين كانت الحكومة في المرحلة الانتقالية خليطاً من أحزاب المعارضة التي أيدت أو شاركت بالثورة، ومن الحزب الحاكم، الذي خرجت ضده الثورة. وبفعل ذلك، على سبيل المثال، كانت جماعة (الحوثيين)، في الشهور الأولى للثورة، تعد نفسها جزءاً منها، ولكن بأجندة خاصة دفعتها للتحالف مع بقايا النظام في وقتٍ لاحق، والانقلاب على الحكومة الشرعية.
كما كان من الإخفاقات منح اتفاق المبادرة الخليجية، الذي جرى بموجبه نقل السلطة من صالح إلى نائبه هادي وتشكيل “حكومة الوفاق الوطني”، برئاسة محمد سالم باسندوة، الحصانة لرجال النظام السابقين، ما مكنهم، بنظر العديد من الثوار، من التحرك والانقلاب.
إخفاقات وفشل
ومن أبرز الإخفاقات، في السياق، فشل الحكومة التي صعدت بها الثورة، وتألفت من الأحزاب المؤيدة لها، بالدفاع عن العاصمة صنعاء، أثناء اجتياحها من قبل الحوثيين في سبتمبر/أيلول عام 2014 بالتحالف مع صالح، وما سبق ورافق وأعقب ذلك من تطورات، تعد محصلة لأخطاء سياسية وعوامل محلية وإقليمية، كانت الثورة وأطرافها الفاعلة، هي المستهدف منها.
وعليه، يمكن القول إن ما آلت إليه البلاد لم يكن من فعل الثورة، بقدر ما كان نتيجة لما قام به خصومها، في طريق إعاقة التغيير ومحاولة إعادة التاريخ إلى الوراء، لكن العجلة كانت قد دارت في كل الأحوال، ولا تقلل الإخفاقات أو المآلات من حقيقة أن الثورة قامت بدوافع الإصلاح وإنقاذ الدولة من الحكم الأسري، بعد أن تفاقمت في عهده الأزمات، حتى قبل انطلاق الثورة، التي تبقى بنظر صانعيها، نقطة مضيئة، لا تتحمل أخطاء ما بعدها.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد