دراسة تحليلية تضع سيناريوهين لمصير حركة الحوثي الإرهابية

2018-02-21 18:50:50 أخبار اليوم/ خاص

كشفت دراسة حديثة عن كلفة انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة واستيلائها بقوة السلاح على السلطة، التي دفعها اليمنيون، والثمن الذي دفعه اليمنيون بسبب انقلاب الميلشيات والدماء التي تنزف بشكل يومي.
وأكدت أن الحركة الحوثية متورطة بمقتل أكثر من 14 ألف مدني تقريباً، منذ الانقلاب في 21 سبتمبر 2014م وحتى نهاية 2017م، فيما قُدر عدد الجرحى بما يربو عن 36 ألف مدنياً، خلافاً لضحايا المعارك المسلحة.
وحذرت الدراسة المعنونة بـ" توحش الإرهاب في اليمن.. الحركة الحوثية– بذور الفناء"- حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منها، وتنشر تفاصيلها صـ(8-9)- من أن ذلك سيؤدي إلى استهداف النسيج الاجتماعي ويولد الثارات والانتقام.
وتوقعت الدراسة، الصادرة عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث، أن الدماء التي استهدفت النسيج المجتمعي قد تولد الثارات والانتقام، كما توقعت بصراع داخلي في حال استمرار الجماعة في الحكم ونهجها الدموي.
كشفت عن دلائل توثق أن ترسانة الصواريخ التي تستخدمها الجماعة هي إيرانية، وذلك من خلال ربطها بين القوتين الصاروخية والبحرية للجماعة المسلحة وبين نوعية السلاح الإيراني وتقدم مقاربة لتلك الأسلحة من خلال الشكل، المدى، الهدف، طريقة الإطلاق، والحجم، لتتوصل إلى أن ثمة تقاربا كبيرا بين تلك الأسلحة والقوة الصاروخية التابعة للجماعة إلى جانب القوارب المتفجرة.
واعتبرت دخول إيران كلاعب استراتيجي في اليمن من خلال الحركة الحوثية بأنه شكل استراتيجية تقوم على التفتيت واختراق الوضع الاجتماعي، والإضعاف والنفاذ للمؤسسة العسكرية ثم التوسع التدريجي على الأرض مع كل حرب، وامتلاك العتاد والجنود وتشكيل ميليشيا منظمة وصولا إلى سيطرة لإدارة منطقة فوضى.
وبحسب الدراسة، تستند الحوثية على قوة مزدوجة تجمع إرثا تاريخيا للنظام الإمامي الموازي للجمهورية الذي يعرف بـ"الهاشمية السِّياسية"، مع ثورية الحركة التي تستمد عقائدها ومنهجها من الفكر الشيعي الإيراني ويشرف على تدريبها وتسليحها الحرس الثوري.
وأكدت اعتماد الجماعة للعنف في مواجهة الدولة وبداية التمرد الذي قامت ومراحل نشأة الحركة وعلاقتها بإيران، إلى جانب ارتباط الجماعة المسلحة بالإرث العتيق لما يسمى بالهاشمية السياسية، وهو مصطلح يشير إلى اعتقاد الجماعة بأحقية الحكم في البطنين.
الدراسة ركزت أيضاً على الجانب الفكري والعقائدي للجماعة، وتراث الحركة الحوثية. وأكدت أنها عبارة عن إحياء لتراث الممارسات "الوحشية" التي قام بها الأئمة خلال القرون التي حكمت اليمن قبل إسقاطها في سبتمبر/ايلول1962م.
ورأت أن ارتباطها بالإرث المتبع بالإمامة من البطنين "أبناء الإمام علي بن أبي طالب"، أثر بشكل كبير على منهجية الحركة الحوثية وتطوراتها ومساراتها.
ونوهت إلى أن نشوء الجماعة بفكرها ومساراتها الدموية التي استهدفت اليمن وتكويناته الاجتماعية والسياسية، وانتهاكاتها الفجّة وتبنيها للفكرة الإمامية واستغلالها للثورة الشبابية الشعبية وفشل عملية تمدينها سيوصلها إلى نهايتها الحتمية.
وأوضحت الدراسة أنه من خلال المسارات التي اختارتها جماعة الحوثي خلال العمليات العسكرية بعد (مارس/آذار2015) وحتى الآن، تؤكد أن الجماعة على طريق النهاية. مشيرة إلى سيناريوهين لهذه النهاية، إما هزيمتها كنتيجة لحصول تحالف مجتمعي ضدها، أو استمرار الفوضى والدماء مع بقاء الحركة مسيطرة على مناطق في الشمال تصنع منها دويلة تمتد من جنوب العاصمة صنعاء إلى صعدة على الحدود اليمنية السعودية.
وقدمت الدراسة أربعة سيناريوهات لمصير الحركة الحوثية، الأول هزيمة تتلقاها الحركة وحلها وتجريم الانتماء إليها قانونا، والثاني الضغط العسكري والإقليمي والدولي الذي قد يدفع الحركة الحوثية للاستسلام والخضوع وإعلان تحولها إلى حزب سياسي وانتهاء الحركة المسلحة إلى الأبد، والثالث تشهد الحركة صراعا داخليا بين الجناح الحوثي المسلح وتنظيم الهاشمية السياسية، والرابع تدخل دولي بقبول الحوثيين العودة إلى صعدة والتخلي عن الحكم في صنعاء ويضمن ذلك إقامة نفوذ دائم استعدادا لمرحلة صراع جديدة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد