قالت مصادر عسكرية بمحافظة تعز جنوب غرب البلاد، إن القوات الحكومية تمكنت أمس الجمعة من استعادة السيطرة على قلعة لوزم الاستراتيجية ،شرق المدينة، بعد مواجهات عنيفة استمرت منذ ساعات الفجر الأولى حتى مغرب الأمس.
وكانت مليشيا الحوثي الانقلابية قد شنت، فجر أمس، هجوما شرسا على المنطقة في محاولة لاستعادة المواقع التي حررها الجيش مؤخرا وتمثل أهمية استراتيجية لخط سير المعركة، شرق المدينة، وتمكنت من الوصول إلى قلعة لوزم.
وأفادت المصادر إن سيطرة المليشيا على قلعة لوزم لم تستمر دقائق حتى شنت قوات الجيش الوطني في اللواء ٢٢ ميكا هجوما معاكسا، تمكنت خلاله من استعادة السيطرة على القلعة التاريخية وتطهيرها من العناصر الانقلابية، ومطاردتها في المناطق المحيطة.
وقال مصدر في الجيش إن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية استعادت تلة لوزام الاستراتيجية بعد معارك عنيفة مع مليشيا الحوثي الانقلابية استمرت من الساعة السادسة فجراً حتى السادسة مساءً .
وأضاف إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية استهدفت بالمدفعية مواقع وتجمعات للمليشيا الانقلابية في تلال السلال والجعشه مما أسفر عن تدمير عدد من آلياتها العسكرية.
وأشار إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل ما يقارب 30 من عناصر المليشيا الانقلابية مؤكداً عن انهيارات كبيرة في صفوف المليشيا الانقلابية وهروب عدد كبير من مقاتليها من ارض المعركة.
وفي المقابل سقط ٤ شهداء من أفراد الجيش وأصيب ٧ آخرين خلال المواجهات.
وتمثل قلعة لوزم التاريخية أهمية استراتيجية في خط سير المعارك ،شرق المدينة، حيث تطل على مواقع واسعة ومهمة وتُشرف على خط إمداد الانقلابيين.
وفي سياق متصل تواصلت المواجهات المسلحة بين الجيش الوطني والمليشيا في عدد من الجبهات الأخرى على الضاحية الشرقية للمدينة.
إلى ذلك قتل وأصيب أكثر من 20 حوثياً الجمعة في مواجهات عنيفة بين الجانبين في الجبهات الشرقية للمحافظة.
وأكد مصدر عسكري في محور تعز لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الجيش الوطني شن هجوما عنيفا على مواقع المليشيات في اتجاه منطقة العدنة، و تلتي الجعشة والسلال شرقي المحافظة ما أسفر عن مقتل وإصابة 20 من عناصر المليشيات.
وقال مصدر ميداني إن عددا من عناصر المليشيات قتلوا بينهم مشرف ميداني، و جرح آخرين في مواجهات مع الجيش، شرق المحافظة.
وأضاف بأن مشرف المليشيا المدعو "أبو محمد" قتل مع عدد آخرين، محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، خلال المواجهات المستمرة منذ ايام شرقي المحافظة.
وتمكنت القوات الحكومية من إحراز تقدما باتجاه العدنة، ما بعد قلعة لوزم، وسط خسائر فادحة في صفوف المليشيا.
كما استهدفت مدفعية الجيش الوطني مواقع تمركز المليشيا في السلال والجعشة.
من جانب آخر دعا العميد الركن/ صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا، جميع الأطراف إلى مساندة محافظ تعز/ أمين أحمد محمود، الذي تسلم مهامه في إدارة المحافظة قبل أسابيع.
واستنكر سرحان- في تصريح لـ«المصدر أونلاين»- استهداف مؤسسات الدولة.
وحث جميع الأطراف بالتوقف عن الخوض في أي صراعات جانبية قد تساهم في الإخلال بالوضع العام والانحراف عن المسار الموحد المتمثل في تحرير المحافظة من الحوثيين، بالإضافة إلى تثبيت الأمن والاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة.
وأكد رفضه أي تصرفات خارجة عن القانون أو تعدٍ على حقوق وحريات المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، مهما كان مصدرها أو دوافعها، وشدد على ضبط المطلوبين أمنياً.
وأضاف «من يفقه مرحلتنا الراهنة سيعرف أن الوقوف إلى جانب محافظ المحافظة واجب وطني، وإن قيادة مشروع التحرير وترسيخ دعائم الدولة والاستقرار الأمني وتخليص المحافظة من الانقلابيين يتطلب تكاتف وجهود الجميع كلا من موقعه».
كما شدد سرحان على نشر ثقافة التسامح بعيداً عن الاختلافات السياسية وتجنب إثارة الصراعات القديمة بدوافع حزبية وانتهازية، لافتا إلى ضرورة تقديم مصالح المحافظة على أي مصالح خاصة.
