بعد عودة استهداف أئمة المساجد ونجاة نائب مدير الأمن..

عودة الاغتيالات في عدن ونذر الانقلاب على الشرعية

2018-07-22 04:02:08 أخبار اليوم/ خاص

إمام وخطيب مسجد عبدالله عزام بالمُعلا محمد بازرعه


من جديد عادت موجة الاغتيالات إلى مدينة عدن، تلك العمليات التي كانت تستهدف طوال سنوات ماضية، عشرات من مشايخ التيار السلفي وقيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وحركة النهضة وقيادات أمنية وعسكرية.
يوم أمس السبت شهدت عدن- العاصمة المؤقتة للبلاد، والتي يتواجد فيها الرئيس حالياً- عمليتي اغتيال، استهدف في العمليتان مواطناً بالمنصورة وشيخ علم بارز في المعلا، وثالثة محاولة اغتيال استهدفت شخصية أمنية رفيعة.
ويوم أمس السبت اغتال مسلحون مجهولون، إمام وخطيب مسجد عبدالله عزام بالمُعلا بمحافظة عدن جنوب اليمن.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين مجهولين كانوا على متن سيارة نوع هيلوكس، ترصدوا للشيخ/ محمد راغب بازرعة بالقرب من المسجد الذي يؤم فيه المصلين مسجد "عبدالله عزام" بحي الدكة بمديرية المعلا، وأطلقوا عليه النار.
وأضافت إن الشيخ بازرعة- وهو مدير إدارة تعليم القرآن الكريم بمكتب التربية والتعليم بمحافظة بعدن- لقي حتفه على الفور، فقد حاول المواطنون إسعافه إلا أنه فارق الحياة بعد تعرضه لإطلاق النار مباشرةً.
في حين أصيب النائب الأول لمدير أمن عدن العقيد/ علي الذيب المكنى بـ "أبو مشعل الكازمي"، بجروح جراء تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة مساء السبت.
وقالت مصادر أمنية إن أبو مشعل الكازمي نُقل إلى مشفى صابر بعد تعرضه لمحاولة اغتيال عبر إطلاق أعيرة نارية على موكبه مساء أمس السبت.
وأضافت إن الحالة الصحية للكازمي مستقرة حيث لم تكن الإصابات قاتلة.
وتأتي هذه الحادثة عقب أقل من ثلاث ساعات على اغتيال إمام وخطيب مسجد عبدالله عزام بالمعلا محمد راغب بازرعة.
ويُعد الكازمي من أشد معارضي ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى خلاف مع مدير الأمن شلال شائع والذي لم يُمكنه من استلام مكتبه والعمل بداخل إدارة الأمن.
يرى مراقبون، أن عودة الاغتيالات إلى مدينة عدن، هي بداية دخول المدينة فصل جديد من المواجهات بين القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي، من جهة، وقوات الرئيس/ عبدربه منصور هادي، من جهة أخرى.
كما تكشف تلك العمليات سقوط الهدنة المتفق عليها بين الطرفين، وهو ما أكده ظهور القيادي أبو اليمامة، مهدداً بعودة المواجهات خلال أيام، وطرد أي قوات محسوبة على حزب «الإصلاح»، حيث تروج قيادات المجلس الانتقالي أن الحكومة الشرعية والرئاسة مخترقة من قبل الإصلاح كما تزعم أن جميع القرارات الصادرة من مؤسسة الرئاسة تخدم الإصلاح، في حين يرى الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية أن هذا الطرح شماعة يحاول المجلس الانتقالي تعليق فشله عليها من جهة، ويسعى من خلالها تأليب الشارع الجنوبي على الرئاسة والحكومة الشرعية.
مراقبون اعتبروا عودة الاغتيالات يرتبط بالتصعيد الأخير للقيادات المدعومة من الإمارات في عدن، وهو ما عبر عنه الإعلامي في «حزب الإصلاح»، عبدالرقيب الهدياني، قائلاً «لا يمكن الفصل ببن خطابات هؤلاء البلاطجة أصحاب السوابق الذين قلدتهم الإمارات بالرتب والسلاح، وما يجري في عدن من فوضى وتصعيد واغتيالات».
وخلال السنوات الثلاث الماضية، اغتيل العشرات من مشايخ التيار السلفي، والبعض منهم ينتمي إلى حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، كما تم نفي العشرات من الدعاة وأئمة المساجد إلى الرياض، ومنعهم من العودة إلى عدن، في خطوة يعتبرها محللون تصفية للساحة الجنوبية من التيارات المناهضة للتيار السلفي الذي يقوده الشيخ السلفي، نائب رئيس «المجلس الانتقالي»، هاني بن بريك.
وجاءت هذه الجرائم بعد أربعة أيام فقط من فشل محاولتي اغتيال، الأولى استهدفت القيادي في حزب الإصلاح، أحمد صادق، والثانية القيادي السلفي، ورئيس فرع «جمعية الحكمة» في الضالع، الشيخ عادل الجعدي.
وتأتي مثل هذه الجرائم لتزيد من المطالبة بإقالة مدير أمن عدن وكافة القيادات الأمنية بالعاصمة المؤقتة نظراً لفشلهم في ضبط الأمن في هذه المحافظة على مدى سنوات رغم الإمكانات التي تنفق على هذه الأجهزة.
وفي سياق متصل طالب عدد من سكان محافظة عدن- في اتصالات هاتفية مع مراسل "أخبار اليوم"- طالبوا رئيس الجمهورية بتصحيح والاختلالات الأمنية في عدن عبر اتخاذ قرارات جريئة بإقالة القيادات الأمنية وعلى رأسهم مدير الأمن وتعيين أشخاص لهم خبرة في مجال العمل الأمني ومنحهم ذات الإمكانيات التي تتمتع بها القيادات الأمنية حالياً.

نائب مدير أمن عدن / ابومشعل الكازمي

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد