واصل الريال اليمني انهياره إلى أدنى مستوى قياسي أمس الاثنين، ووصل سعر الدولار الواحد في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة، جنوبي البلاد، إلى 513 ريالاً، فيما وصل الريال السعودي إلى 135، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق.
وقال مصرفيون، إن سعر العملة المحلية انهارت بشكل غير مسبوق خلال اليومين الماضيين وارتفع سعر الدولار في عدن 7 ريالات منذ يوم الأحد.
وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها سعر الدولار إلى هذا السعر القياسي، بعد 6 أشهر من الارتفاع السابق والذي وصل فيه إلى 510 في مطلع العام الجاري.
وانهارت العملة المحلية رغم الوديعة السعودية في البنك المركزي والمقدرة باثنين مليار دولار لوقف انهيار العملة، لكن حتى اليوم لم يفلح البنك في معالجة انهيار الريال.
وفي صنعاء وصل سعر الدولار إلى 505 ريالات، مرتفعاً بـ5 ريالات فقط منذ الأحد، بينما وصل سعر الريال السعودي إلى 133.5، مما قد ينذر بأزمة إنسانية جديدة إثر ارتفاع أسعار السلع.
وقال أحد الصرافين في صنعاء إن زيادة الطلب على النقد الأجنبي، وتلاعب البنك المركزي اليمني بالوديعة جعل السوق المصرفية مضطربة.
وأوضح أن البنك يقدم وعوداً للتجار بأنه سيبدأ البيع من الوديعة السعودية، بعد أن أعلن السفير السعودي بدء تغطية استيراد السلع الأساسية من الوديعة.
وأضاف «البنك يوعد التجار بالبيع، وحين يظل التجار منتظرين للبنك، يعودون إلى السوق السوداء لشراء الدولار بأسعار أكبر، فهم لديهم أعمالهم وصفقاتهم التجارية التي لا تحتاج إلى تأخير».
ورغم الانهيار غير المسبوق للعملة الوطنية وانعكاس ذلك على أسعار السلع الاستهلاكية، قال رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، إن المساعدات السعودية ساعدت في تخفيف معاناة اليمنيين وحافظت على اقتصاده من الانهيار.
جاء ذلك، خلال لقائه، اليوم الاثنين، بالسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، مشيراً إلى أن الوديعة السعودية أسهمت في استقرار سعر الصرف، وتوفير السلع الغذائية والاستهلاكية بأسعار مناسبة، بحسب الوكالة الرسمية.
وعلى صعيد متصل بانهيار العملة اليمنية وخلافاً لما ذهب إليه رئيس الوزراء أعلنت مساء أمس مؤسسات وشركات الصرافة والتحويلات في العاصمة المؤقتة عدن أقرت تنفيذ الإضراب عن العمل ابتداء من صباح اليوم الثلاثاء.
وقال ملاك مؤسسات وشركات ومحلات الصرافة العاملة في عدن في بلاغ صحفي صادر عنهم "نظرا للارتفاع المستمر في أسعار الصرف وتدهور قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، ولما لهذا الارتفاع من تأثير مباشر على أسعار المواد الغذائية وغيرها التي يعاني الكثير من المواطنين من صعوبة الحصول عليها حتى قبل الارتفاع، فإننا نعلن الإضراب عن العمل في الفترة الصباحية ليوم الثلاثاء ٢٤/٧/٢٠١٨ وذلك وقفة ضد ارتفاع أسعار الصرف.