النفط مقابل الحوثي.. هل تكون ورقة إيران الأخيرة؟

2018-07-28 06:48:21 أخبار اليوم/ خاص


فجأة ظنت إيران أنها بإمكانها استخدام اليمن كورقة مفاوضة مع الخليج وأميركا، كونها تدرك أهمية اليمن بالنسبة لدول الخليج.
باستثناء أميركا فدول الغرب لا تريد إطالة أمد الحرب، كون ذلك يسهم في جعل المنطقة ساحة حرة لنشوء حركات مسلحة أكثر ويحول اليمن إلى صومال آخر يعكر صفو أوروبا ويقلص من حجم تمددها في المنطقة على حساب أميركا التي باتت تركز على شرق آسيا وبحر الصين، أما السعودية ودول الخليج فمن الطبيعي أنها لا تريد أن ترى المزيد من الحروب الداخلية في دول المنطقة كون تزايد هذه الحروب يؤثر على أمنها الداخلي والإقليمي ويزيد من إنفاقها العسكري.
ومن هذا المنطلق تدرك إيران حساسية وتأثير الحروب الداخلية في دول المنطقة على دول الخليج، وذهبت تزيد من سعير تلك الحروب في المنطقة على أمل تحقيق مخططها الرامي لقبولها شرطي المنطقة بدون منافس.
لكن الرياح تأتي بما لا تريده سفن الملالي في إيران، فبعد شن التحالف العربي لعاصفة الحزم ضد مليشيا الحوثي وما لحق بها من هزائم مستمرة أدركت طهران أن الحوثي لم يعد الورقة الرابحة، في الصراع الذي تخوضه ضد دول الخليج، فذهبت تبحث عن حل جديد يهون عليها من خسارتها في لعبة اليمن.
وفي السياق بدأ الحديث عن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وبدأ الرئيس الأميركي بفرض الحصار النفطي على إيران، وبقدر ما ظهر هذا المستجد المعضل للنظام الإيراني، شكل لها في الوقت ذاته مدخلاً للتخلص من معضلة الحوثي. ومن هنا بدأت إيران تبعث رسائل استعدادها للتفاوض مع السعودية على أن تقبل ومعها بقية دول الخليج ودول الغرب، بعرضها الذي لا يحمل سوى نقطة واحدة وهو الحوثي، مقابل النفط. فلا يوجد ما يقلق إيران حالياً أكثر من الحصار النفطي المرتقب من الجانب الأميركي وهو السلاح الوحيد الذي يفت عضد إيران ذات النفقات التي تزداد يوماً عن يوم في ظل تدهور وضعها السياسي والاقتصادي بفعل استشراء الفساد وتدهور سعر العملة وغلاء المعيشة واشتداد الصراع بين أجنحة الحكم.
الإشادة الأخيرة للسعودية التي جاءت على لسان المندوب الإيراني في أوبك تعد رسالة إيرانية واضحة تبعثها طهران إلى من يعنيه الأمر في الرياض، فحسب القناة الروسية فقد وصف المندوب الإيراني السعودية بالبلد المسلم الشقيق والشعب السعودي بالشعب الواعي المثقف الناضج.
في لغة السياسة فهذه الإشادة ليست عبثاً، كما أنها ليست وليدة الصدفة، فقد قالت القناة الروسية أن المندوب الإيراني لم يكن يستطيع الإدلاء بهذا التصريح لو لم يطلب منه ذلك، فإشادة المندوب الإيراني في أوبك تعد خطوة إيرانية جديدة، ومهمة نحو المملكة.
تصريحات المندوب الإيراني عززها تصريحات إيرانية أخرى جاءت هذه المرة على لسان عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيرانية، الذي أعلن عن استعداد إيران للتفاوض مع التحالف العربي حول ملف اليمن. لكن السؤال المهم يتمحور حول احتمالات نجاح إيران في الحصول على مرادها من دول الخليج العربي؟ ما يراه مراقبون أن الكرة الآن في ملعب إيران وليس العكس كما يظن البعض، فمن استمع لخطاب زعيم مليشيا الحوثي عقب الهجوم على ميناء الحديدة يدرك مدى التخبط والإرباك الذي باتت تعيشه المليشيا، فأخر ما كان يملكه الرجل هي الصواريخ الباليستية، التي تثبت فشل فاعليتها، ويدرك المستمع أن الرجل واقع في ورطة، فقد دخل معتركا أكبر من حجمه. كما يدرك أن إيران قد حرقت المراحل واستعجلت بدفعه إلى أبعد من حدوده، وذهبت إلى استهداف ناقلات النفط السعودية التي تمر من مضيق باب المندب كأخر ورقة ضغط ترسلها إيران إلى دول الخليج خاصة والمجتمع الدولي ككل، لذا فعلى دول الخليج أن تتأنى ولا تستعجل بالاستجابة للعرض الإيراني، كون الاستجابة لهذا العرض في هذا التوقيت سيمنح إيران والحوثي كسب عامل الزمن في وقت أنه لم يعد لديه له خيارات أو أوراق أخرى أكثر من التي لعب بها حتى الآن. بل أن على دول التحالف العربي والسعودية في مقدمتها تجاهل هذا العرض ومواصلة معركة تحرير مدينة الحديدة وبقية المحافظات التي لازالت تسيطر عليها المليشيا بقوة السلاح. خاصة وأنه لازال في جعبة دول الخليج الكثير من الأوراق لم تُستخدم بعد. سيما ما يتعلق بالشأن الداخلي الإيراني، وما قد تسفر عنه خطة واشنطن لفرض الحصار وكذا التحولات في العراق والشام. فمن تحمل الحوثي ثلاث سنوات باستطاعته تحمله أشهر معدودة من أجل إفشال اللعبة الإيرانية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد