التهديد الحوثي للملاحة الدولية واحتمال الدخول في مواجهة مباشرة

2018-07-31 04:05:14 أخبار اليوم/ متابعات


يتصاعد التهديد الحوثي للملاحة في باب المندب سيما بعد اقدام مليشيا الجماعة لناقلات نفط سعودية في هجومين آخرين على الأقل هذا العام.
ومن شأن إغلاق كامل للممر المائي الاستراتيجي أن يؤدي فعليا إلى وقف شحنات تبلغ نحو 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة إلى أوروبا والولايات المتحدة.
وأظهر المجتمع الدولي حذراً مفرطاً في التعامل مع إعلان المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي تعليق مرور شحنات النفط في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر بعد أن هاجم الحوثيون سفينتين في الممر المائي الحيوي.
ولم تحذُ دول المنطقة المصدرة للنفط حذو المملكة كما عبر الحلفاء الغربيون الداعمون لتحالف تقوده السعودية يقاتل الحوثيين في اليمن عن القلق بشأن الهجمات، لكنهم لم يشيروا إلى أنهم سيتخذون إجراءات لتأمين المضيق. وترى وكالة "رويترز" أن هذه التطورات تهدد بتصاعد وتيرة حرب ينظر إليها على أنها معركة بالوكالة بين السعودية وإيران من أجل الهيمنة الإقليميَّة.
وتعليق الشحنات السعودية، مع التهديد الضمني بارتفاع أسعار النفط، ربما يهدف أيضا إلى الضغط على الحلفاء الغربيين الذين ما زالوا يدعمون الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو/أيار، لاتخاذ موقف أقوى ضد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودعم جماعات مسلحة في أرجاء المنطقة.
ويعتقد محللون أن السعودية تحاول تشجيع حلفائها الغربيين على النظر بجدية أكبر إلى الخطر الذي يمثله الحوثيون وزيادة الدعم لحربها في اليمن.
وقال سداد الحسيني وهو مسؤول تنفيذي سابق في أرامكو السعودية ومستشار للطاقة حاليا ”بدلا من السماح لهذه التحركات العدائية بأن تمر دون أن يلاحظها العالم فإن وزير (الطاقة) السعودي يضع ما تقوم به إيران من تخريب للاقتصاد العالمي بأسره تحت أعين الجميع“.
وأضاف قائلا ”السيطرة على ميناء الحديدة لن تضع نهاية لهذه العراقيل إلا بعد وقت طويل“.
والحديدة هي الميناء الرئيسي لليمن والهدف لهجوم بدأه التحالف في 12 يونيو حزيران في محاولة لقطع خط الإمدادات الرئيسي للحوثيين. وبعد الإخفاق في تحقيق مكاسب كبيرة أوقف التحالف العمليات في الأول من يوليو تموز لإعطاء الأمم المتحدة فرصة لحل الموقف رغم استمرار بعض الأعمال القتالية.
وتغيير مسار السفن للالتفاف حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية سيؤدي إلى تكلفة كبيرة في الوقت والمال وهو ما يجعله خيارا غير مرجح.
وبدلا من ذلك، ستتجه المملكة على الأرجح إلى خط أنابيب الشرق-الغرب (بترولاين) الذي ينقل الخام من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، ومنه إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.
وتقول مصادر بالقطاع إن المملكة قد تستأجر أيضا سفنا غير سعودية لنقل النفط عبر باب المندب.
وقال جيمس دورسي من معهد إس.راجارتنام للدراسات الدولية ”الحوثيون يحاولون تصعيد الوضع حتى يتم بذل المزيد من الجهد للتفاوض لإنهاء الحرب في اليمن“.
وأضاف قائلا ”السعوديون يحاولون خلق وضع تكثف فيه الولايات المتحدة بشكل أو آخر دعمها إلى حد كبير... حتى يمكنهم الإعلان عن نصر عسكري“.
ويتمثل الخطر في أن يخطئ أحد الجانبين التقدير، وهو ما قد يثير ردا أقوى من المتوقع.
وقالت حليمة كروفت الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع الأولية بشركة آر.بي.سي كابيتال ماركتس ”نحن على بعد مسافة قصيرة من الدخول في مواجهة مباشرة على نحو أكبر“.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد