سيطرة الهاشمية السياسية وأنصار النظام السابق على معظم السفارات من أهم العوائق..

هل سينجح الوزير اليماني في تقليص الكادر الدبلوماسي والإداري وتصحيح أوضاع الخارجية اليمنية؟

2018-08-02 09:47:23 أخبار اليوم – تقرير خاص


أعلن وزير الخارجية خالد اليماني الاثنين الفائت، أنه ستتم إعادة ومراجعة كل أوضاع السياسات الدبلوماسية والأوضاع في السفارات بالخارج وتقييم الكادر وتقليص عدد الموظفين.
وقال إن الدبلوماسية اليمنية في الخارج تعرضت للتخريب من قبل المليشيا الانقلابية، وهناك خطوات مقبلة كبيرة جداً في مسألة ترتيب وضع السفارات وإعادة بناء كامل، يتكامل مع مشروع بناء الدولة الذي نمضي فيه”، مؤكداً على ضرورة إعادة المكانة والشخصية الاعتبارية للدبلوماسية اليمنية باعتبارها رافداً حقيقياً للجهد العسكري والمجتمعي لاستعادة الدولة.
وكان سياسيون قد طرحوا بأن وزارة الخارجية لا تحتاج لهذا الكم من الدبلوماسيين، إذ أصبحوا يمثلون عبئاً مالياً كبيراً دونما فائدة تذكر، سيما في بعض الدول التي لا تربط اليمن بها أي تعاون في مجالات مهمة كالتعاون الاقتصادي والعسكري اللوجستي.
وإثر تصريح الوزير اليماني.. تساءل محللون وناشطون يمنيون حول مدى نجاح الوزير اليماني في خطواته المقبلة، خصوصاً في تقليص الكادر الدبلوماسي والإداري، وتصحيح الدبلوماسية اليمنية وإعادة الاعتبار لها، في حين يرى آخرون أن الوزير الجديد سيواجه عقوبات وعراقيل كثيرة تعيق تحقيق ذلك.
ويتحدث الباحث والناشط السياسي "نبيل البكيري" عن المهمات الكبيرة التي تواجه وزارة الخارجية ويقول: أن أمام وزارة الخارجية والوزير الجديد خالد اليماني المعين منذ ما يقارب الشهرين، مهمات كبيرة وعصيبة.
ووفقاً للبكيري -تتمثل هذه المهمات في إصلاح السلك الدبلوماسي المعتل والمختل بكثير من الكوادر الغير مؤهلة وبقايا النظام السابق الذين يشتغلون في إطار أجندة سلطة صنعاء الانقلابية.
• التشكيلة البيروقراطية..
ويضيف البكيري" إن أهم وأخطر مؤشرين أو أهم وأخطر عقبتين أمام وزارة الخارجية، هي التشكيلة البيروقراطية للسفارات اليمنية في الخارج، ومعظم هذه السفارات لا زالت تخضع للمليشيا الانقلابية في صنعاء، حيث كانت تخضع لنظام صالح واليوم تخضع لحلفائه الحوثيين.
ويشير الباحث والناشط السياسي "البكيري "- في حديثه لصحيفة "أخبار اليوم"- إلى تركيبة عصبوية للدولة العميقة، وقال": فضلاً عن التركيبة العصبوية التي تشكل هذه السفارات ومعظم هؤلاء ينتمون للدولة العميقة للهاشمية السياسية.
ومن ضمن مساعي التصحيح الذي يسعى إليها وزير الخارجية وتتداولها بعض وسائل الإعلام أن هناك توجهات باستبدال دبلوماسيين بآخرين ينتمون للمحافظات الجنوبية، وهذا ما يحذّر منه الباحثون والمهتمون بالشأن اليمني، فهذه الخطوة قد تكرس الانقسام المجتمعي أكثر.
• الكارثة الأكبر..


ويؤكد الباحث "نبيل البكيري" أن الجانب الآخر والأهم هو لا ينبغي المضي في تصحيح هذا الاختلال من خلال اختلال آخر جديد يضاف للدبلوماسية اليمنية، من خلال ضم وإضافة أصحاب اتجاه معين أو منطقة معينة للسلك الدبلوماسي، كما يشاع الآن أن هناك توجهات بإضافة أسماء جنوبية لكوادر وزارة الخارجية في السفارات، دون أي كفاءات أو مؤهلات تؤهلهم ان يكونوا في هذه المناصب.
ويتحدث البكيري إذا ما تمت هذه الخطوة ستكون كارثة أكبر على الدبلوماسية اليمنية ويقول: باعتقادي أن معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه ستكون كارثة كبيرة على هذا الجهاز الحيوي الذي لم نر له أي جديد خلال المرحلة السابقة منذ تعيين الوزير الجديد.
• تفاءل كبير..
ويضيف في تصريحه لـ"أخبار اليوم": " تفاءلنا كثيراً بالتعيين الجديد "خالد اليماني" للخارجية، حيث ممكن أن يكون دينامو محرك للدبلوماسية اليمنية، بحكم مجيئه من الأمم المتحدة وخبرته السابقة، وأيضاً، بما يمتلك من تجربة جيدة، التي مثلها خلال فترة عمله كممثل لليمن في الأمم المتحدة.
وقال "نأمل أن تستمر هذه التجربة الآن في الخارجية، مفضلاً رؤية تجربة وأداء أكثر ثراء وأكثر شفافية فيما يتعلق بجهاز وزارة الخارجية وأدائها ورسالتها.
• نجاحات ملموسة..
وينتظر اليمنيون خروج تصريحات وزير الخارجية للنور وتطبيقها على أرض الواقع، لأن تطبيقها سيمثل نجاح جديد للشرعية في مشروعها التي يضحي اليمنيون من أجله وهو استعادة الدولة ومؤسساتها.
ونتيجة طبيعة للوضع القائم التي تمر بها البلاد ينتظر اليمنيون بفارغ الصبر أي نجاحات ملموسة وحقيقية في سبيل معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
حيث مثلت الدبلوماسية اليمنية انتكاسة كبيرة للسياسة الخارجية اليمنية، بسبب كثرة الموظفين وقلة العمل، بالإضافة إلى سوء التمثيل الدبلوماسي للشرعية في معظم الدول.
• أزمة مالية خانقة..
ويرى الصحفي "راجي عمار" أن تصريح وزير الخارجية "اليماني" يعتبر موفقاً، مضيفاً نتمنّى أن نرى تنفيذه على الأرض قريبا، فالوقت حرج واليمن في حالة حرب، والحكومة تمر بأزمة مالية خانقة".
• عبئ كبير..
ويضيف "عمار" وزارة الخارجية لا تحتاج لهذا الكم من الدبلوماسيين، الذين أصبحوا يمثلون عبئاً مالياً كبيراً دونما أي فائدة تذكر، لا سيما في بعض الدول التي لا تربط اليمن بها أي تعاون في مجالات مهمة كالتعاون الاقتصادي والعسكري اللوجستي.
وبحسب الصحفي "راجي عمار" فإن بعض البعثات الدبلوماسية في الخارج أساءت لليمن أكثر مما حسنت صورته، بسبب ولائها للنظام السابق والمليشيا الانقلابية، وهو ما يؤكد رأي الباحث البكيري.
وأشار وزير الخارجية في تصريحه إلى أن كماً كبيراً من الدبلوماسيين والإداريين يعملون في الخارج وكأننا دولة عظمى".
في وقت اليمن بحاجة ماسة لكل فرد في الداخل ولكل ريال تنفقه، كما أن المرحلة مرحلة حرب تتطلب تقليص التعيينات والتوظيف والوزارات، ويتحدث كثير من اليمنيين بضرورة تشكيل حكومة حرب لا حكومة عوائل ومحسوبيات.
• تمثيل سيء لليمن..
ويؤكد الصحفي "راجي عمار" أن بعض البعثات الدبلوماسية أساءت لليمن وهزت صورته في بعض الدول بالممارسات الغير مسئولة، والتشويه المتعمد لا سيما وأن معظم أعضاء البعثات الدبلوماسية في الخارج لازالوا من أقطاب النظام السابق وجلهم داعمون للانقلاب الحوثي.
ويرى محللون أن تقليص الكادر في السفارات سيؤدي إلى كارثة تتحمل تبعاتها الحكومة الشرعية، من خلال البطالة التي ستنتجها عملية إقصاء دبلوماسيين وإداريين من أعمالهم في السفارات.
بينما ينظر آخرون لهذه الخطوات نظرة صائبة كونها إجراءات طبيعية ضمن مرحلة الحرب التي تعيشها اليمن ويتجرع أتعابها المواطن.
وتبقى عملية تنظيف السفارات اليمنية في الخارج، مشكلة معقدة وصعبة للغاية، وتمثل عبئاً كبيراً وعقبة كبيرة أمام طموحات الوزير اليماني، كما أن تحقيقها يمثل انتصار وانجازاً كبيراً للشرعية يضاف للانتصارات التي تحققها على أرض المعركة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد