حجة تستقبل العيد بجراحات لم تندمل ومشروعها الوحيد "مقابر جماعية"

2018-08-15 11:06:06 أخبار اليوم/ تقرير


مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك ترتفع أنات أكثر من مليوني نسمة بمحافظة حجة، ممزوجة بالأوجاع المتتالية بمختلف جوانب الحياة بعد أن أرهقتهم الميليشيات الحوثية الانقلابية بسياساتها الإفقارية، وإغراقهم بين الأزمات اللامنتهية .
وفي وضع مأساوي يعيشه سكان المحافظة أصبحت الأضاحي لديهم من الأحلام، خاصة وأن أسعارها لهذا العام بلغت ذروتها مع ارتفاع الأسعار وانهيار غير مسبوق للعملة المحلية، وانقطاع المرتبات وزيادة البطالة ونسب الفقر، كل تلك المعطيات رسمت ملامح قاتمة للعيد ..
"أخبار اليوم" سلطت الضوء على حال أبناء محافظة حجة مع قدوم عيد الأضحى و ما رافق ذلك من أوجاع بددت فرحة العيد، وسلبت بهجته ... إلى التفاصيل :
• واقع مر..
منذ سيطرة الميليشيات الحوثية على السلطة بالمحافظة وأوضاع سكانها في تدهور مستمر، فقد بلغ عدد المتشردون بسبب حروب المتمردين أكثر من نصف مليون نسمة، والذي ترتب عليه معاناة مستمرة لهم، كما جعلت سياساتهم الهمجية أكثر من ٧٠ ٪ من سكان المحافظة تحت خط الفقر، اثر تزايد نسب البطالة وإيقاف المرتبات للقطاع العام، ونهبهم مقدرات الدولة وتسلطهم على التجار في أخذ إتاوات باهظة غير قانونية لتمويل حروبهم .
كل تلك الإجراءات العبثية كان من الطبيعي أن تبدد كل ما هو جميل في حياة المواطنين، ولم يعد غالبيتهم يهتم سوى بلقمة العيش التي بات الحصول عليها غاية في الصعوبة .
• جراحات لم تندمل..
ومع مرور السنين والأيام تمكنت ميليشيات الحوثي من تحقيق وعدها الذي قطعته على نفسها بداية انقلابها بأن توصل الجراح لكل قرية ومنزل وقبيلة وأسرة، فلم يعد منزل في المحافظة الا وبه ألم إما بقتيل أو مشرد أو مختطف، أو مريض أو معاق الى جانب آلام الفقر المدقع ..ويتساءل المواطنون "كيف نستقبل العيد وتلك الجراحات لم تندمل ؟"
• أزمات تسبق العيد..
و من المعهود على ميليشيات الحوثي افتعالها للأزمات بين الحين والآخر لجني مزيد من الأموال بطرق غير مشروعة بل بأساليب العصابات النهابة إلا أن تلك الأزمات تزيد وبشكل منتظم قبل أي مناسبة دينية كالأعياد ورمضان .
ومع قدوم عيد الأضحى شرعت الميليشيات منذ نهاية الأسبوع المنصرم في خلق أزمة في المشتقات النفطية التي يترتب عليها ارتفاع أسعار كافة السلع، بالتزامن مع افتعال أزمة أخرى في مادة الغاز المنزلي، والتي في مجملها تثقل كاهل المواطن في الحصول على ما يسد رمقه من الغذاء، وبالمقابل تركهم مجبرين اي التزامات ولو بسيطة للعيد لإدخال السرور على أبنائهم وذويهم .
• لا مبالاة..
وأمام هذه المعاناة للمواطنين تواجه الميليشيات تلك الآلام ب"اللامبالاة" وكأن الأمر لا يعنيها، بل وصل الأمر بمشرفيهم إلى حد مخاطبتهم للأهالي في أكثر من مناسبة أو اجتماع بالقول " عليكم ان تحمدوا الله أنكم لازلتم على قيد الحياة، فنحن في حصار وعدوان!!" .
بل ومما يزيد في غبن المواطنين ان الميليشيات وسماسرتها يواصلون حملات الشحت والنهب بالترغيب والترهيب لدعم حروبهم بالمال رغم علمهم بحال السكان المأساوي، في بجاحة لم ترتكبها حتى داعش والقاعدة الإرهابيين .
فضلا عن إفراغ الحوثيين لمؤسسات الدولة من محتواها، وتعطيل كافة القطاعات الخدمية وتركيز اهتمامهم بالمكاتب الايرادية دون غيرها .
• مقابر جماعية..
وتحت ذريعة "العدوان" وشماعة الحصار تواصل الميليشيات عمليات نهبها للمواطنين لتمويل حروبها فقط، فمنذ سيطرتها على المحافظة قبل اربع سنوات لم تنفذ اي مشروع خدمي بل أوقفت كل المشاريع التنموية وقد سخرت مقدراتها لدعم مقاتليها، وكان مشروعها الوحيد الذي نفذته في كافة المديريات متمثلا في " المقابر الجماعية " لقتلاها الذين يعدون ضمن جرائمها المرتكبة بحق أبناء المحافظة .
• الأضاحي .. ذكريات..
وفي ظل هكذا أوضاع اقتصادية ومعيشية فقد أصبحت الأضاحي بالنسبة لغالبية سكان المحافظة من الذكريات الجميلة، فلم يعد باستطاعتهم شراء الأضاحي التي بلغت أسعارها لأكثر من خمسين ألف ريال لأصغر أضحية، وبعضها وصل سعرها لما يزيد عن مائتي ألف ريال .
وبحسب تجار المواشي فإن من أهم أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي والمواشي بشكل عام سماح الميليشيات بعمليات التهريب للأغنام إلى أراضي السعودية عبر منافذ غير رسمية بمحافظة صعدة والتي تجني منها الميليشيات أموالا طائلة مقابل عمليات التهريب، ما يتسبب في منافسة التجار المحليين الذين لا يستطيعون دفع المبالغ الكبيرة التي يدفعها المهربون .
ويتساءل تجار المواشي بالمحافظة كيف أن الحوثيين يطلقون على المملكة العربية السعودية بالعدوان في الوقت الذي يهربون لهم كل شي ويتاجرون معهم، متهمين الحوثيين بالتسبب في الأزمات التي يواجهونها .
• حسم التمرد..
ويكرر أبناء حجة ندائهم لقوات الشرعية والتحالف العربي بسرعة إنقاذهم من تسلط الميليشيات بحسم التمرد فيها، مؤكدين بأن معاناتهم لا ينهيها إلا تحرير المحافظة و تطهيرها من المتمردين الذين عبثوا بحياتهم وحولوها إلى جحيم .
ويستبشر سكان المحافظة مع كل تقدم تحرزه قوات الجيش الوطني بقرب انقشاع الغمة عنهم، وما ظهر خلال اليومين الماضيين من ترحيب بأبطال الجيش الوطني في حيران من قبل المواطنين خير دليل على تعطش أبناء حجة لمعركة الحسم الكامل لكل أراضيها .

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد