يُجمع مراقبون على أن صمود أبطال الجيش الوطني في جبهات القتال للعام الرابع على التوالي، يناضلون فيها متحملين برد الشتاء وصعوبة التضاريس صمود أسطوري قلٌ أن تجد له نظير. من يعرف ويشاهد جبال نهم، وهضاب صرواح، ومرتفعات البيضاء، ويعيش مع تضاريسها الصعبة وطقسها شديد البرودة، يدرك حجم التضحيات والبطولات الأسطورية التي يقدمها أبطال الجيش الوطني في قمم الجبال العالية. يدرك حجم هذه التضحيات والانتصارات التي يسطرون ملاحمها في كل شبر يتم تحريره، فمع كل انتصار يحققه هؤلاء الأبطال هناك قطرة دم تدفع ثمن لهذه القطعة من الارض. ويرى مراقبون أن صمود الابطال في الجبهات رغم إمكانيات شحيحة وانقطاع مرتباتهم لأشهر عديدة، مع حجم الانجازات الكبيرة التي تم تحقيقها إضافة لبناء جيش وطني من الصفر هو انجاز كبير تحققه الشرعية.  الجيش الوطني جيش قوي وأبطال ذو بأس شديد وعزيمة صلبة لا تلين، لديهم من الإصرار والإرادة ما لو أطلق لهم العنان نحو صنعاء لاقتحموها في أيام وأسابيع، لكن ما يمسك الجيش الوطني في أعالي نهم، وجبال صرواح، هو انتظار التوجيهات والأوامر فقط.

* جيش نادر

المقدم "عبد الوهاب بحيبح" ركن توجيه اللواء 26 ميكا، يتحدث عن الجيش الوطني ودوافعه في الصمود الأسطوري ويقول: هذا الجيش نادر يقاتل بعزيمة صلبة يدفعه الولاء الوطني والعروبة وليس المادة. يقول المقدم بحيبح: هذا الجيش يقاتل بدون رواتب شهرية مستمرة، بدون سلاح نوعي أو دعم لوجستي مستمر، يتجاوز التباب والقمم والرمال والسواحل لا توقفه الألغام او العبوات، ولا تمنعه تحصينات العدو. يضيف: لقد شاهدنا مواقف بطولية نفذها الأبطال وهم يتسلقون الجبال الوعرة ويداهمون العدو في تحصيناته ويصادرون سلاحه من يده.

* صمام أمان

الإصرار الذي يتمتع به الجيش الوطني والعزيمة القوية، تجعل كل من يراهن على غير الجيش خاسر، فهو يستعدي الشعب اليمني، لأن الرهان على الجماعات المسلحة ومليشيا طائفية ليس رهانا بل هو كمن يراهن على سراب.  وفي حال أصحبت المواجهة مع الشعب فلن يبقى بجانبك احد، لكن في حال دعمت شعباً واسندت دولة وساعدته في بناء جيش وطني، بعيداً عن دعم الجماعات او المليشيا. وفق ما يؤكد ركن التوجيه المعنوي للواء 26 ميكا، المقدم عبدالوهاب بحيبح، لـ"أخبار اليوم". وأكد: هنا يكون لديك سند قوي يقف بجانبك شعب بأكمله، إضافة لجيش وطني الولاء عربي الانتماء يؤمن بدولة ويستظل بوطن تحكمه شرعيه دستورية مستمده من الشعب ومبادئه الدينية والوطنية. ويحذر مراقبون القوى الدولية والمحلية الذين يراهنون على غير الجيش الوطني ويعتمدوا على المليشيات ويتبنوا عناصر إرهابية بالخسارة. ويؤكدوا أن الجيش الوطني هو صمام أمان اليمن والمنطقة العربية برمتها، التي يتهافت عليها الأعداء في ظل تخاذل وارتهان مستمر. ويؤكد عبد الوهاب بحيبح "أنه في دساتير العالم كلها نجد أن الجيش هو صمام أمان الأوطان ومن هذا المنطلق فإن الجيش الوطني يؤدي دوره المنوط به".

* تنوع فريد بجسد واحد

عندما تزور جبهات القتال في الجوف، ونهم، وصرواح، وصعدة، وتعز، والبيضاء، تجد أن اليمن المصغر يتواجد هناك، وفي كل المواقع تجد التنوع والانسجام بين أفراد الجيش الوطني وقياداته. كلهم يحملون هم واحد ويدافعون عن قضية واحدة كما ان مصيرهم واحد، فهم كالجسد يشد بعضهم بعضا, وهذا التنوع في تركيبة الجيش الوطني من مختلف المناطق والأطياف والمكونات يجعله أكثر تماسكاً وقوة وتلاحماً بين أفراده.

* جيش كفيل بتدمير العدو

 ويقول احد القيادات العسكرية في الجيش الوطني من محافظة أبين، جنوبي البلاد " فضل عدم ذكر اسمه": نحن هنا في نهم، وصرواح، نقاتل المليشيا الإنقلابية لأنها دمرت البلاد وانقلبت على الدولة، ونقاتل تحت راية الجيش الوطني وقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبد ربه منصور هادي. ويتابع حديثه مع "أخبار اليوم": وجئنا إلى هنا لندافع عن ديننا ووطننا من هذه المليشيا الحوثية الباغية. ويضيف القائد العسكري "أن التنوع الحاصل في الجيش الوطني كفيل بخسارة كل من يراهن على غيره".

* بعقيدة يمنية وهوية وطنية

 من جهته يؤكد "عبد الوهاب سيف" بالتأكيد هذا الجيش تأسس بعقيدة يمنية عربية خالصة، ظهر في لحظة فارقة كان اليمن، يساق إلى أحضان ملالي طهران، الحاقدة عبر وكلائها الحوثيين. ويوضح بقوله: ومع تدخل الأشقاء في التحالف العربي وبدعم منهم بدأ الجيش الوطني يقوى ويقاتل على كافة الجبهات ويستعيد أجزاء واسعة من التراب اليمني، التحق به الأحرار من كافة التراب اليمني، لم يعد جيشا مناطقياً أو محصورا على قبيلة أو منطقة، لقد جسدت الجمهورية اليمنية في هذا الجيش الوطني. 

 * دعم الجبهات

وفي إحدى الزيارات التي قامت بها صحيفة "أخبار اليوم" إلى جبهات القتال في محافظة البيضاء، مع وفد إعلامي برئاسة وزير الإعلام، تحدث أحد أفراد الجيش الوطني، يغلب على رأسه الشيب والوقار قائلاً : لا نريد زيارات وتصوير لا تنفع بشيء، وإنما نريد دعما يكفينا وتعرف الشرعية والقيادة ما يبيض وجههم. وهذا ما أكده زملائه الذين كانوا بجواره قائلين نعم بالفعل نريد من القيادة السياسية والعسكرية توفير الدعم الكافي واللازم للجبهات، وسنقتحم الجبال ونتجاوز التباب ونصل إلى كل شبر في اليمن، والى كل جحر تختبئ فيه المليشيا الحوثية ونحرره من قبضتها.

 * ولاء وطني بهوية عربية

ويتحدث المقدم عبد الوهاب بحيبح، عن الولاء الوطني والروح العربية الأصيلة التي يتمتع بها أفراد الجيش الوطني علي أساسة ويقول :"هذا الجيش لا يدافع عن اليمن وحسب، بل يدافع عن كرامة أمة ومقدساتها، وهو جزء من التحالف العربي الشقيق وبالتأكيد سيكون له دور فعال في المستقبل إلى جانب الأشقاء في التحالف العربي الذين وقفوا معنا وانجدونا بالحال والمال والدم في لحظة مخاض عسير هو الأصعب والأخطر في تاريخنا المعاصر". 

* تاريخ مليئ بالخيانة ونكث العهود

ويضيف "بحيبح" لـ"أخبار اليوم": كلامي ينطلق من معرفتي بتاريخ هذه المليشيا الحوثية وحاضرها الذي نعيشه ونشاهده، هذه الجماعة لم توفي بعهد أبرمته في تاريخها، ومسلسلها في نكث العهود مستمر ولازلنا نتذكر نكثها لعهود حروب صعدة، ودماج، والجوف، وعمران، وارحب، ووو... إلخ. وتابع قائلاً: كما ان الاتفاق مع جماعة متمترسة خلف كم هائل من السلاح يعني موافقتنا على وجود مليشيا عسكرية تحكم وتتحكم بنفس الطريقة التي يعمل بها وكيل ايران حزب الله في لبنان، كما ان هذه الجماعة متخلفة تؤمن بحق الأفضلية والحكم والتسلط ولا يمكن بأي حال الاتفاق معها لأنها تؤمن بأمور خرافية ومعتقدات باطله هدامه.

• الحل عسكري
•  ويؤيد كثير من اليمنيين الحسم العسكري للمعركة مع المليشيا الانقلابية وأن جهود السلام وعمليات الانقاذ التي تقوم بها الامم المتحدة للمليشيا الانقلابية اكثر من مرة هي تصب في صالح الحوثي ومليشياته وتطيل أمد المليشيا الانقلابية. ويؤكد "عبدالوهاب سيف" أجد أن الحل يكمن في ان يستمر الجيش الوطني في خوض معركته حتى يتم إخضاع المليشيا الانقلابية، وبعد ذلك تسن قوانين او نصوص بالدستور تجرم كل فكر يدعى الأفضلية على البشر او يدعي بحقوق إلهية وكل جماعات تحمل السلاح خارج اطار الدولة ويكون الجيش الوطني هو الضامن الوحيد والمخول بحماية الوطن وسيادته وسلامة أراضيه.