عدن تستعد لحرب جديدة بين الحكومة الشرعية والمتمردين الجدد

2018-08-20 21:48:17 أخبار اليوم/ خاص

 

نشرت صحيفة "الاندبندت" تقريراً جديداً لموفدها إلى القواعد الإماراتية في اليمن، متوقعاً اندلاع حرب جديدة في عدن والمحافظات الجنوبية بين الحكومة اليمنية والقوات التابعة لما يسمى المجلس الانتقالي المتمردة على الحكومة الشرعية.

وقال: "هناك مزحة تنتشر بين اليمنيين الجنوبيين، أنه كل أربع سنوات هناك حرب في جنوب البلاد. والآن هم يستعدون لواحد آخر".

معظمهم سوف يرد بأن اليمن من الواضح أنه في حالة حرب بالفعل. قتل الآلاف من اليمنيين منذ 2015 عندما سيطرت جماعة الحوثيين الشيعة على البلاد من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.

أطلقت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حملة قصف بعد فترة قصيرة من سيطرة الحوثيين، لإعادة الحكومة المعترف بها، خوفا من أن اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون جزء من الخطط التوسعية لإيران.

ونشرت صحيفة الاندبندت البريطانية تقريراً لـ "بيل تريو"، الذي قضى أياما داخل القواعد الإماراتية في الأراضي اليمنية.

بعد ثلاث سنوات من الصراع المدمر، لقد تم إثناء اليمن على ركبتيها، تقول صحيفة "الاندبندت البريطانية".

وقالت الصحيفة: " لكن مجموعة واحدة على الأقل تنجح في الخروج من هذه الحرب: الانفصاليون الجنوبيون، الذين كانوا مشبعين بقوة كبيرة منذ انضمامهم إلى قوات التحالف الخليجي. وبالنسبة لهم، فإن ضرب الحوثيين هو مجرد مقدمة للقتال الحقيقي".

ولفتت الصحيفة إلى أن: " تحت السطح، حرب أهلية خطيرة -داخل حرب أهلية مدمرة بالفعل- تختمر وجذورها أقدم من اليمن الموحدة نفسها".

هذه الحرب تذهب نحو حرب انفصالية مدمرة تعيد اليمن إلى ما قبل 1990م حسب ما قالت الصحيفة.

وقال آدم بارون، وهو زائر سابق إلى اليمن وباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن "التوترات هي من بين أعلى مستويات التوتر التي شهدتها اليمن على الإطلاق".

وقال: "إن الطرق التي تقف بها الأمور في الوقت الراهن، هي حدود حقيقية لمدى تسريب الأشياء على الطريق".

وقد تحدث الانفصاليون في كل من جنوب اليمن بدعم من الإمارات العربية المتحدة، عن "احتلالهم" من قبل الشمال عندما خسروا حرب 1994م.

وكتب بيل تريو: قال لي أحدهم بهدوء: "إنه احتلال لا نزال نشعر به اليوم".

ورغم الدعم الدولي الذي يتلقاه التحالف إلا أنه وضمن خطوط الصدع في حرب اليمن تزيد حظوظ التمردات وتزدهر.

منذ بداية الصراع في اليمن عام 2015، واحتل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ساحلا يمتد 700 كيلومترا في الأراضي اليمنية، ورغم انحساره حاليا، إلا أن الحرب الأهلية الثانية المتوقعة ستكون أرضا خصبة لعودة التنظيم من جديدة.

وكتب تريو: "خلال إقامتي القصيرة بين القواعد الإماراتية في اليمن، كان واضحا، على عكس السعوديين، أن الإمارات قامت بنشر بنية تحتية عسكرية خطيرة في جنوب اليمن. من خلال وكلاءهم - على شكل عشرات الآلاف من الجنود اليمنيين الذين دربتهم- يسيطرون على معظم الخطوط الجوية والقواعد والموانئ البحرية على طول الساحل الجنوبي الذي تم وضعه استراتيجياً في اليمن. بالنسبة إلى إقامتي لمدة خمسة أيام، لم أر ضابطًا سعوديًا واحدًا".

وأشارت "الإندبندنت" إلى أن معضلة هذا الصراع الرئيسية هو أنه يدخل الإمارات على خط صراع مباشر مع المملكة العربية السعودية، التي تدعم الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي.

على الرغم من إصرارها علناً على أنها تريد اليمن الموحد، فقد اُتهمت دولة الإمارات بالوقوف إلى جانب الانفصاليين بتسليحهم وتمويلهم.

توتر العلاقة بين الإمارات والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ليست سراً. في يناير/كانون الثاني 2018، تقاتل الطرفان في العاصمة المؤقتة عدن. باستخدام صواريخ "غراد" والدبابات اشتبكت القوات الموالية للرئيس هادي مع القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحزام الأمني.

"المجلس الانتقالي الجنوبي" هو جزء من التحالف المناهض للحوثيين ويرأسه عيدروس الزُبيدي، الحاكم السابق ل"عدن" الذي أقاله هادي. من الخارج بدا الأمر وكأن القوات المدعومة من السعودية كانت في حالة حرب مع القوات الإماراتية.

تمت استعادة الهدوء إلى حد كبير إلى عدن لاحقاً وهادي، الذي لم يعد إلى عدن منذ أكثر من عام، عاد أخيرًا إلى في يونيو/حزيران2018. لكن المدينة التي مزقتها الحرب ما زالت تشعر بالتوتر.

وقال الكاتب: "في مطار عدن الدولي، تعرفت على شاب يدعى خالد الخالي الذي بدا خجولاً قليلاً أمام الكاميرا، فهو من أكثر الأشخاص فهما، خاصة عندما حدثني عن دراسة القانون قبل اندلاع الحرب مع الحوثيين.

تحدث خالد لموفد الصحيفة البريطانية وهو يرتدي الزي المحلي في عدن، وقال إنه الآن يمتلك كتيبة، دربها الإماراتيون، يحرسون (وبالتالي يتحكمون) في المطار، وهو نقطة الدخول والخروج الرئيسية في اليمن منذ أن قام التحالف بمنع الوصول إلى مطار صنعاء.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد