تعز على مفترق طرق إما توحيد الجبهة لاستكمال التحرير أو الانزلاق في نموذج عدن

2018-09-01 03:48:43 أخبار اليوم / خاص


تمر مدينة تعز المحاصرة بانعطافه تؤثر على مسار الحرب ضد مليشيا الحوثي، فبقاء الاختلافات بين التشكيلات العسكرية ستؤدي في النهاية لخدمة مليشيا الانقلاب لكن إن تمكنت المكونات داخل المدينة من تجاوزها فستنتقل الحرب ضد الحوثيين إلى مرحلة جديدة لتحرير المدينة.
فبعد أن أشرفت لجنة رئاسية خلال الأيام الماضية على انتقال المقار الحكومية والعامة إلى قوة متخصصة بحراستها من المسلحين التابعين لـ"أبو العباس" -وهو قيادي سلفي يدعى عادل فارع- وأخرى خاضعة لألوية تابعة للجيش. وبدأت بتطبيع الحياة في المدينة وملاحقة العناصر المطلوبة أمنياً وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة المليشيا الحوثية.
ومثل تسليم المراكز الحكومية والمقار الرسمية والعامة، واحدة من أكثر التحولات قوةً وتأثيراً في العلاقة بين فصائل المقاومة الشعبية، والجيش الوطني، من أجل تأمين المدينة من حالة الانفلات التي تعيشها وتحمل جهة واحدة المسؤولية. لكن ذلك لم يرق لكتائب أبو العباس -حسب ما قال مسؤول في المحافظة يساهم في عملية الإخلاء من تلك المناطق.
وأضاف المسؤول الحكومي أن: سحب السلطة من الكتائب ووضع تحركاتها تحت المجهر والرقابة العسكرية الرسمية سيبدو للكتائب وكأنه انتقاص من دورها وليس مرغوبة في البقاء، مع أن هذه التحركات كان من المفترض أن تكون منذ بدء مقاومة الحوثيين عام 2015.
وكان ذلك ما أراده "أبو العباس" حيث أصدرته كتائبه مساء السبت الماضي بياناً يدعو فيه قائدها إلى "انسحاب 2500 من مقاتليه إلى خارج المحافظة بل دعا كل السلفيين إلى المغادرة". وبدأت فعلاً أولى دفعات كتائب "أبو العباس" تصل إلى عدن. النشطاء السلفيين والمتعاطفين مع أبو العباس اعتبروه "تهجيراً" ثانياً بعد تهجير "دماج"، مع أن الأمر لا يبدو كذلك.
وفي السياق يرى مراقبون أن محاولة تصوير الموضوع على أنه تهجير رغم إعلان محافظ تعز وقيادة المنطقة الرابعة عملية خروج كتائب "أبو العباس"، وإدراج حزب الإصلاح في بيان الكتائب، يكشف أن القوى التي تقف وراء إقناع "أبو العباس" بالخروج، تعد ملفاً لاتهام الشرعية وحزب الإصلاح بارتكاب جرائم تهجير مماثلة للتي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق السلفيين بصعدة وكثير من المناطق اليمنية، ومماثلة أيضاً لعمليات التهجير التي قامت بها مليشيا الحزام الأمني في المحافظات الجنوبية بحق أبناء المحافظات الشمالية لدواعي عنصرية. كما اعتبر المراقبون تصوير المشهد في تعز كعملية تهجير محاولة لتقييد السلطات المحلية والقوات الحكومية من مواصلة مهامها في تطبيع الحياة في المدينة وإنهاء أي تواجد لعناصر مسلحة خارجة عن القانون وإنهاء بقاء مناطق سلطة الدولة. ومنع استنساخ تجربة عدن في محافظة ذات أكبر كثافة سكانية في اليمن.
إلاَ أن القائد السلفي العقيد عادل فارع الذبحاني المكنى «أبو العباس» أعلن الخميس الماضي، تراجعه عن قرار الخروج من مدينة تعز.
وقال «أبو العباس» في بلاغ صحفي إنه تراجع عن قرار الخروج مع أفراده وأسرهم من مدينة تعز، بعد تدخل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والتحالف العربي بقيادة السعودية وقيادة المنطقة الرابعة وقيادة حزب الإصلاح.
وأشار إلى أن محافظ تعز أمين محمود، شكّل لجنة للتفاوض معه لثنيه عن القرار مكونة من الوكيل الأول عبدالقوي المخلافي، والوكيل محمد الصنوي، والعميد عدنان رزيق قائد اللواء الخامس حرس رئاسي، ومندوب عن اللواء 35 مدرع.
وأكد «أبو العباس» في بلاغه العودة إلى مدينة تعز من أجل مواصلة معركة تحريرها من مسلحي جماعة الحوثيين، واستعادة الدولة تحت قيادة رئيس الجمهورية ومحافظ المحافظة.
ودعا أبناء تعز إلى توحيد الجبهة الداخلية وترك المناكفات ورص الصفوف ضد الحوثيين.
محور تعز كان قد أصدر بياناً يطلب من "كتائب أبو العباس" البقاء، كذلك فعل محافظ تعز أمين محمود الذي يشرف على العملية برمتها.
واتهم أبو العباس، حزب التجمع الإصلاح بـ"الغدر" وأنه يهدد وجود أعضاء وأنصار الكتائب؛ لكن الحزب دان -في بيان له الأحد- "حشر اسمه في بيان أبو العباس الذي تحدث فيه عن خروجه من تعز"، نافياً "هذه الاتهامات الباطلة".
وقال الحزب إنه يرى "في الجميع رفقاء درب ومصير، ويدعو للوحدة والتلاحم، وما يجري من أفعال واتهامات وتسويق مظلومية إنما يعكس رفضا للجيش والشرعية وهروبا من قرارات اللجنة الرئاسية".
ويؤكد مراقبون من أن هناك مخاوف من تأجيج القتال أكثر من ذي قبل، إذا ما قررت "كتائب أبو العباس" القتال؛ أو أرادت التعامل معها كطرف لا ينتمي إلى الجيش ويحظى بامتيازات مثل "الحزام الأمني" في محافظة عدن، وهو ما سيجعل مواجهة الحوثيين أكثر صعوبة.
يقول مسؤول عسكري بالمدينة لو ذهبت الأمور دون تصعيد وكما هو مخطط لها فإن الحوثيين -الذين يحاصرون المدينة- سيتلقون ضربات عنيفة ودامية بعد توحيد جبهة المدينة الداخلية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد