شهدت مدينة عدن، العاصمة المؤقتة، جنوبي البلاد، اليوم الأحد، عصيانا مدنيا شاملا ومظاهرات واسعة في أحياء كريتر والمعلا، احتجاجاً على انهيار سعر العملة المحلية وارتفاع الأسعار.
وقال شهود عيان، إن المحلات التجارية أغلقت بالكامل في المعلا وكريتر، وإن حالة العصيان تمتد إلى بقية أحياء المدينة، فيما رفع محتجون شعارات تطالب بإسقاط الحكومة.
وأضافوا بأن المحتجين الغاضبين أغلقوا العشرات من الشوارع الرئيسية في المدينة، وأحرقوا إطارات السيارات.
ويطالب سكان المدينة الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني بالتدخل لإنقاذ الريال اليمني الذي هوى إلى مستويات قياسية ووصل سعر الدولار الواحد في عدن إلى 640 ريالاً.
ورافق انهيار الدولار ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية، فيما أوقف تجار الجملة البيع.
وعلى صعيد متصل أغلق تجار محافظة شبوة محلاتهم صباح اليوم الأحد احتجاجا على تدهور العملة.
وأكد مواطنون أن المحلات التجارية في العاصمة عدن أغلقت أبوابها احتجاجا على تدهور العملة مؤكدين أن المحافظة تعيش شلل تام جراء إغلاق تلك المحلات.
وخرجت تظاهرات شعبية غاضبة صباح اليوم في عدة محافظات احتجاجا على تردي الخدمات وانهيار الريال مطالبين الحكومة بسرعة التحرك ووقف انهيار العملة.
وامتدت حركة الاحتجاجات إلى الضالع، حيث انطلقت الشرارة الأولى لثورة الجياع صباح يومنا هذا الأحد من المعبر الحدودي بين الجنوب والشمال بمنطقة سناح بمحافظة الضالع تعبر عن رفض المواطنين لتدهور الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدهور قيمة الريال اليمني الذي أدى الى غلاء فاحش في جميع أسعار المواد الغذائية والكمالية والحياتية الضرورية وغيرها.
هذا وقد انتفض الشارع في محافظه الضالع حيث خرج العشرات في مسيرات غضب عارمة شارك فيها من مختلف فئات المجتمع.
وفي محافظة لحج شهدت عدد من مدن مديريات محافظة لحج صباح اليوم مسيرات جماهيرية غاضبة تنديدا بالجرعات السعرية التي طالت كل السلع الأساسية للمواطنين واستهجانا للانهيار الكبير والمتسارع لصرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.
وشهدت مدن الحوطة والعند والمسيمير مسيرات وتظاهرات جابت الشوارع العامة ردد المشاركون فيها الهتافات المنددة بالفساد الحكومي المالي والإداري وما صلت إليه الأوضاع المعيشية للمواطن من مستوى مأساوي ومتردي لا يطاق والمطالبة بسرعة إعادة التوازن للريال اليمني وضبط المتلاعبين بالأسعار وبقوت المواطنين.
وحمل المتظاهرون الغاضبون، الحكومة المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع الاقتصادية للبلد مطالبين دول التحالف باتخاذ التدابير اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي للبلد ولتفادي حدوث كارثة إنسانية يكون ضحيتها المواطنين.
من جانب آخر شهدت صباح اليوم مديريات ردفان الأربع بمحافظة لحج عدد من التظاهرات والاعتصامات المستنكرة للازمة الاقتصادية الطاحنة التي يشهدها البلد.
وطالب المشاركون في هذه الاعتصامات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بسرعة معالجة الوضع الاقتصادي المتأزم الذي يمر به الوطن قبل حصول كارثة ومجاعة لا يحمد عقباها.
وتوعد المشاركون في المسيرات بمواصلة احتجاجاتهم وتصعيدها حتى يتم الاستجابة لمطالبهم الحقوقية المشروعة ويتم معالجة قضية انهيار العملة الوطنية وتحديد تسعيرة محددة لجميع السلع الأساسية والضرورية المرتبطة بحياة الإنسان.