تمكنت قوات الجيش الوطن مسنودة بمقاتلات الجو التابعة للتحالف العربي خلال الشهر الماضي من تحرير مساحات شاسعة في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للمليشيا الحوثية الإنقلابية شمالي البلاد.
خلال هذه المعارك العنيفة في جبهات متفرقة من محافظة صعدة، حررت قوات الجيش الوطني خلالها عشرات المواقع من سيطرة مليشيا الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران، التي تكبدت خلال تلك المواجهات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
• بالأرقام ..
أرقام خسائر مليشيا الحوثي الإنقلابية خلال المعارك في جبهات القتال بمحافظة صعدة، تجاوزت 511 قتيلاً بحسب إحصائية صادرة، عن الناطق الرسمي باسم محور صعدة، النقيب/ إسماعيل الشرفي.
يؤكد النقيب الشرفي- في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم"- أن انتصارات كبيرة وملاحم بطولية يسطرها أبطال الجيش الوطني في جبهات قتالية عدة بالمحافظة.
يقول الشرفي، انتصارات عملاقة بات يسطرون ملاحمها أبطال الجيش المرابطون بجبهات صعدة، في خمس مديريات، ابتدأ من مديرية الحشوة، حتى كتاف البقع، ومرورا بباقم، ورازح، ووصولا إلى الظاهر.
فأبطال جيشنا الوطني يسطرون أروع البطولات ويطهرون تراب صعدة من رجس الحوثيين - يقول الشرفي - مضيفا "فهناك تقدم كبير ومستمر وخصوصاً منذ شهر حتى اليوم في مديرية باقم شمالاً.
ويضيف " انتصارات أخرى يسطرها أبطال الجيش الوطني بمديرية الظاهر، في معارك يخوضها ضد مليشيا الحوثي الإنقلابية في جبهة الملاحيظ، مركز المديرية.
وكذلك الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش الوطني لا تقتصر على هذه المديريتين - فوفق ما يؤكد الشرفي - فالجيش الوطني حقق أيضا انتصارات كبيرة في مديرية كتاف، والبقع، والحشوة شرقا،ً ولا يزال التقدم - طبقا للشرفي - هو سيد الموقف.
* الحشوة.. معارك ضارية..
معارك ضارية وانتصارات مستمرة يحققها أبطال الجيش الوطني في مديرية الحشوة، جبهة قتالية افتتحتها قوات الجيش الوطني مؤخرا.
يقول الشرفي، ان افتتاح جبهة الحشوة، في هذا التوقيت تضمنت تجزئة في تحقيق الأهداف، الأمر الذي أربك مليشيا الحوثي الإنقلابية.
يوضح، افتتاح جبهة الحشوة، أفقد المليشيا الحوثية إمكانياتها أمام ضغوطات الجيش الوطني من عدة محاور.
في أول مهمه للأبطال الجيش الوطني بفتتح جبهة الحشوة الحدودية مع محافظة الجوف، يقول الشرفي - تم أسر 10 من عناصر المليشيا الحوثية، وقتل 7 آخرين ممن رفض الاستسلام بعد محاصرة المواقع التي كانوا يتمركزون فيها، فيهم القيادي البارز قائد جبهة الحشوة، المدعو "أبو ياسر الخولاني".
* كتاف ..
جبهة البقع، بمديرية كتاف، الواقعة شمالي محافظة صعدة، تمكنت فيها قوات الجيش الوطني من تحرير أجزاء واسعة من مديرية كتاف، وصولاً إلى وادي آل جبارة، وتأمين الخط الرابط بين كتاف، والبقع.
ويقول الناطق باسم محور صعدة، إن المعارك في جبهة البقع، تتجدد بين الحين والآخر مع مليشيا الإنقلاب الحوثية منذ الشهر الماضي حتى اليوم.
النقيب حارث الأهدل، أحد ضباط لواء فتح 84 مشاة، تحدث عن خسارة المليشيا الحوثية بجبهات كتاف.
يوضح تكبدت المليشيا الحوثية في جبهة كتاف، خسائر فادحة في الأرواح، من بين قتلاها أربعة قيادات ميدانية لقوا مصرعهم على أيدي أبطال الجيش الوطني.
ويوضح بقوله: في أحد المعارك الأيام الماضية في مديرية كتاف، عثر على جثث ثلاثة قيادات بارزة في المليشيا الحوثية، هي المدعو "محمد حسن عوفان، والعميد /صالح محمد سعد الرباعي، والعقيد/صلاح الدين محمد ناصر سيلان.
خلال المعارك التي شهدتها مديرية كتاف، أسرت قوات الجيش الوطني أكثر من 34 عنصرا من المليشيا الحوثية بينهم قيادي ميداني.
وكذا سقوط عشرات الجرحى بعضهم ظل ينزف في الصحراء حتى الموت بعد أن لاذت المليشيا الحوثية بالفرار تحت ضربات الجيش الوطني وطيران التحالف العربي.
وتعد معركة الشهر الماضي أحد أهم المعارك وأشرسها التي فتكت بالمليشيا الحوثية، فقد حققت فيها قوات الجيش الوطني انتصارات عظيمة.
ووصلت أكثر من 100 جثة لعناصر المليشيا الحوثية الايام الماضية إلى صعدة، وعمران، وصنعاء وهذا يدل على انهيارات متسارعة في صفوف المليشيا الحوثية.
وأصبحت قوات الجيش الوطني تفرض حصار على الطريق المؤدي إلى مركز المديرية من اتجاه الفرع، ووادي العطفين.
• جبهة باقم..
وعن سير استمرار العمليات العسكرية في جبهات مديرية باقم، تحدث الإعلامي عبدالله الحجوري، بأن معارك ضارية لا تزال على أشدها هناك في العديد من الجبهات القتالية.
ويقول: في حين ان النصر هو القول الفصل ضد الإنقلابيين حيث تمكن أبطال الجيش الوطني في المديرية من التوغل مسافات واسعة في أحياء مركز المديرية، بعد السيطرة الكاملة على قرى آل مغرم، والسيطرة النارية على الخط الدولي باقم - علب.
يتحدث الحجوري، عن معنويات أبطال الجيش الوطني بقوله: المعنويات عالية حد السماء وان العيد الحقيقي الذي يمر على مروره سوى أيام هو الانتصار على هذه المليشيا الحوثية الإنقلابية، وتطهير الوطن من هذا الكهنوت الجاثم عليه.
يتابع: أبطال الجيش الوطني مر عليهم العيد مناسبة من أجمل المناسبات مارسوا فيه طقوسهم العيدية في الجبهات، ولسان حالهم المعارك عيدنا، أما حالة المليشيا الحوثية فمرت عليهم أيام العيد كوابيس مرعبة ممتلئة أحداثها بخسارات فادحة في العتاد والأرواح.
أحد أسرى المليشيا الحوثية في مديرية باقم، يدعى حسين محمد دوسان أحمد مفلحي، من أبناء عزلة ولد مسعود، في مديرية سحار، التابعة لمحافظة صعدة، تحدث لـ"أخبار اليوم" تحدث حول المعنوية والانكسار الحوثي أمام قوات الجيش الوطني وكيف تعيش المليشيا من رعب وإحباط في متارسها، كاشفا عن مصير العشرات من المقاتلين ممن كانوا معه في جبهة باقم.
وتحدث عن خسارات المليشيا الحوثية، وكيف تعيش أيامها الأخيرة، موضحا أنهم كانوا أكثر من 100 فرد متوزعين على أكثر من موقع ابتداء من منطقة أبواب الحديد، حتى قرية الازهور، فسقطوا جميعا ما بين قتيل وأسير.
وأكد أنه بعد التقدمات المتسارعة للجيش الوطني وتطويقه مديرية باقم، من جميع الاتجاهات لم يوصل له أي إمداد بعد ولم يكن هناك تجاوب من ما يسمى المشرفين التابعين للمليشيا الحوثية.
وقال موضحا: لم يستطيعوا حتى القيادي الحوثي المشرف على المنطقة فر، وترك جميع المقاتلين يسقطون قتلى وأسرى.
وأضاف- متحدثا عن قيادة المليشيا الحوثية التي تخلت عن مقاتليها- "لم يكونوا يتوقعون هذه التقدمات الكبيرة للجيش الوطني، وكان المشرف الأول للمليشيا الحوثية يقول من المستحيل وصول الجيش الوطني متباهيا، لكنه بالأخير اختار الفرار وجعل الجميع يتعرضون للقتل.
المليشيا الحوثية من صعدة، لم تعرف جيوبهم ثمنًا يليق بهم ولا تقديرًا للمغامرة التي أوردوا أنفسهم فيها، فقد أحرقت جبهاتها آلاف الأفراد والقيادات الحوثية.
يقول أحد جنود الجيش الوطني يدعى أحمد يوسف: أجسادهم المُلقاة على الرمال، وتنبعثُ منها الروائح الكريهة، أبناء بعض المستضعفين من المغررين بهم ضايعين، في جبال باقم، تصيدهم بنادق الجيش الوطني.
ودعا كل الآباء والأمهات الذين يبحثون عن أولادهم، أبناؤكم هنا جُثث مبعثرة، وأشلاء متناثرة، في جبال شاهقة، لم يستطيعوا صعودها، ولا يعرفون خبرها، ولا يفهمون طبيعتها، ولا يجيدون التموضع فيها، خاصة تغيرت ملامحها عقولهم وقد امتلأت أجسادهم، ، بعد أن أخذت دورات تدريبية دورة ثقافية بفكر الرافضة، وألقى بهم إلى حدوده، وجعلهم في فوهة المواجهة مع قوات الجيش الوطني وتحت ضربات التحالف، وحيدين ومنفردين.
وأضاف "قد اصطدموا برجال العقيدة الإسلامية البأس والقوة، وحماة الدين والوطن الأرض الطاهرة، فنالوا جزاء خيانتهم وارتزاقهم، وثمن قيادتهم، وخاتمة طريقهم، لكنَّ المؤسف الأكبر، أن هذه الجثث، ستكون بعد أيام فضلات منتنة للضواري والحيات، وصغار الديدان مع الحشرات".
* المعركة في رازح..
وفي مديرية رازح، الواقعة شرقي غرب محافظة صعدة، أحرزت قوات الجيش الوطني تقدما ملحوظا في جبهات قتالية متفرقة.
وذكرت إحصائية في قيادات اللواء السادس حرس الحدود المرابط بجبهة رازح، أن الخسائر المادية التي تكبدتها مليشيا الحوثي الإنقلابية، جراء المعارك وغارات مقاتلات التحالف هي تدمير مخازن أسلحة ومنصتي إطلاق صواريخ كاتيوشا، و23 مدفع و17 طقماً عسكرياً.
وتزامنت تلك الانتصارات التي حققها الجيش الوطني مع غارات مكثفة شنتها مقاتلات التحالف العربي، استهدفت آليات وتجمعات وتعزيزات للمليشيا الانقلابية في مناطق مختلفة من مديرية رازح، ومديرية منبه الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
واستهدفت المقاتلات مواقع يتواجد فيها خبراء إيرانيين مختصين في مجال الاتصالات والتجسس، بمبنى الاتصالات والشبكة في جبال رازح، بالإضافة إلى استهداف المقاتلات لمواقع وثكنات وتعزيزات في الازهور.
* الظاهر - الملاحيط – شذا..
وتزامنت تلك الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في مختلف جبهات الحدود، مع معارك ضارية دارت في جبهات قتالية متفرقة جنوبي غرب محافظة صعدة، تمكنت خلالها قوات الجيش الوطني من تحرير كامل مديرية الظاهر، والوصول إلى محيط سلسلة جبال مران، المعقل الرئيسي للمليشيا الحوثية وزعيمها المتمرد.
ورافقت صحيفة "أخبار اليوم" أبطال الجيش الوطني في جبهتي الملاحيظ، وشذا، في الجنوب الغربي للمحافظة، رصدت خلال هذه الزيارة تحرير قوات الجيش الوطني محيط المجمع الحكومي في الملاحيظ، وتأمين الخط الرابط بين محافظة صعدة، ومديرية حرض، التابعة لمحافظة حجة، وصولاً إلى نقيل مران، بمديرية حيدان، المثلث الرابط بينها وبين مديرية الظاهر.
وتعتبر جبهات الملاحيط، وشذا، أقرب الجبهات القتالية من كهوف مران، الذي يختبئ فيها قائد المليشيا الحوثية.
وباتت قوات الجيش الوطني، وفق ما يقول الناطق الرسمي باسم محور صعدة لـ"أخبار اليوم" النقيب إسماعيل الشرفي، على بعد 10 كيلو متر مربع من وسط منطقة مران، المنطقة المقدسة لديهم ومقر زعيمهم الهالك وزعيمهم الجاهل والمنطقة التي انطلقت منها أفكارهم المشؤومة.
وتحدث عن مقتل ما لا يقل عن 400 عنصرا من المليشيا الحوثية وأسر وإصابة المئات من عناصر المليشيا الحوثية خلال المعارك الأيام الماضية في جبهة مران، بينهم قائد بارز وهو مسؤول التموين بجبهة الملاحيظ، هو القيادي الحوثي علي عبدالله صالح مريع، والقيادي في عصابات الحوثي المدعو علي حسين شيبه باذلي، الذي لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه إثر استهداف مدفعية الجيش موقعا للعصابات الحوثية في منطقة طيبان، بجبهة مران.
ومن خسائر المليشيا الحوثية على مستوى القيادات الميدانية في جبهة مران، أيضا مصرع القيادي المدعو جابر حسين ابو لحي، إلى جانب المشرفين الحوثيين المدعوين يحيى علي عقبي، وعلي ناجي خلوفه، علاوة على مصرع عشرات القيادات البارزة أيضا.