شهدت عدد من البلدات في محافظة حضرموت جنوب شرقي البلاد، الأربعاء احتجاجات وأعمال شغب تواصلت منذ يومين على اثر انهيار العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الغذائية في ظل ما تعيشه البلاد من حرب تشنها القوات الحكومية مسنودة بقوات التحالف العربي ضد مليشيا الانقلاب منذ 2014م ..
وقالت مصادر محلية إن مدينة المكلا- كبرى مدن محافظة حضرموت- شهدت احتجاجات غاضبة، وذكرت أن محتجين غاضبين قطعوا الشوارع الرئيسية بالمدينة الأربعاء مواصلين الاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي؛ حيث قاموا بوضع الأعمدة والأحجار في تلك الشوارع وأشعلوا فيها الإطارات.
وفي السياق قال مصدر محلي في مدينة المكلا إن متظاهراً توفي وأُصيب 8 آخرين بمصادمات مع قوات الأمن، التي حاولت فض التظاهرة، على اثر تدهور العملة المحلية أمام العملات الأخرى، إذ وصل سعر صرف الدولار إلى 640 ريالاً، لينعكس ذلك في ارتفاع كبير بأسعار المواد والسلع الأساسية في الأسواق.
وذكر المصدر، إن متظاهرين أغلقوا شوارع المدينة الرئيسية، وأحرقوا إطارات السيارات، ومزقوا لافتات تحمل شعارات وصور مؤيدة للتحالف العربي بقيادة السعودية، وصور قيادات الإمارات والسعودية.
وقال إن المحتجين رفعوا شعارات تطالب بطرد التحالف العربي من اليمن، محملين التحالف والحكومة اليمنية مسؤولية انهيار الأوضاع الاقتصادية وتدهور العملة المحلية التي وصلت إلى مستويات قياسية.
وأشار إلى أن المظاهرة طالبت بتنفيذ العصيان المدني، وبدت الحياة مشلولة في المدينة، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتندلع على إثر ذلك مصادمات بين الطرفين.
وقال إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة 8 محتجين بجروح مختلفة، فيما توفي متظاهر يدعى محمد الحافظ متأثراً بإصابته بعد أن أُسعف إلى مستشفى باشراحيل.
ولفت إلى أن قوات الدفاع المدني تدخلت أيضاً لإطفاء الحرائق.
وعقب ساعات من مقتل أحد المتظاهرين و إصابة 8 آخرين برصاص قوات الأمن, تظاهر المئات بجولة بن عزون مساء ذات اليوم ورددوا شعارات مناهضة للتحالف العربي والحكومة الشرعية.
وفي السياق أعلنت قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت وقوفها بكل صراحة ووضوح إلى جانب المواطنين، ومساندتهم في التعبير عن سخطهم في تردي أوضاعهم المعيشية وبطرق سلمية.

وحملت- في بيان لها- الحكومة «صراحة» كامل المسؤولية في معالجة مجمل الأوضاع التي تمر بها البلاد وعلى وجه الخصوص انهيار العملة وتدهور الاقتصاد الوطني، وطالبت بمعالجات سريعة لهذه القضية.
واستدرك البيان بأن مندسين انخرطوا في صفوف المظاهرات والاعتصامات السلمية، «وتجاوزت هذه العناصر حدود التعبير السلمي لهذه المسيرات والتظاهرات وأن تحرفها عن مسارها وتحويلها إلى أعمال فوضى وشغب وإقلاق سكينة المواطنين العامة وتعطيل مصالحهم وحركتهم لكسب لقمة عيشهم اليومي وأغلقت الطرقات وأحرقت إطارات السيارات».
وأشار إلى أن تلك الأعمال «تسببت في إرباك للأجهزة الأمنية التي حاولت قدر الإمكان ضبط النفس والقيام بحراسة المسيرات والتظاهرات وتحملهم لبعض السلوكيات غير السوية من قبل بعض المتظاهرين المندسين من عناصر التخريب والفوضى ليصل بهم الحد إلى الاشتباك مع رجال الأمن مباشرة».
وقال «لن نسمح مطلقاً بالإخلال بحالة الأمن والاستقرار التي يعيشها أبناء المحافظة، وندعو جميع الخيرين من أبناء المحافظة في منظمات المجتمع المدني والعقال والمشائخ والعلماء وأئمة المساجد بالوقوف في صف واحد في الدعوة إلى تحكيم العقل والمنطق وإتباع الأساليب الأكثر حضارية للتعبير عن الرأي والموقف».
من جهته تفقد مدير أمن ساحل حضرموت العميد/ منير التميمي ورئيس نيابة الاستئناف بحضرموت القاضي/ شاكر محفوظ جرحى ومصابي التظاهرات بالمكلا.
وأكد التميمي حرص القيادة الأمنية بالمحافظة ممثلة باللواء الركن فرج سالمين البحسني على التعاطف مع المواطنين في مطالبهم ورفض كل أنواع العنف.
وتوعد التميمي أن محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، سيحاسب المتسببين في الاعتداء على المواطنين خلال تنفيذهم التظاهرات بساحل حضرموت.