أخبار اليوم/ تقرير
رغم وجود أطباء يمنيين أكثر خبرة وكفاءة من الجراحين الأجانب لا زالت إدارة مستشفى الثورة العام بصنعاء تحرص على استقدام "الجزارين" الأجانب بعشرات الآلاف من الدولارات. . . . الأسبوع المنصرم شهد مركز القلب بالمستشفى مجزرة كارثية راح ضحيتها خمس فتيات يمنيات وشاب يمني على يد جراح هندي.
مسلخ هندي لليمنيين في الثورة
ست حالات وفاة خلال أسبوع في مركز القلب بالثورة ناهيك عما يحدث في الأيام الخوالي. . ما يثير الغرابة والتساؤل أن إدارة المستشفى وإدارة المركز لم تتخذا أي إجراء حيال ما حدث لمواطنين يمنيين على يد أحد الجراحين الأجانب.
أربع ضحايا في يوم واحد
أربع حالات وفاة حدثت في يوم واحد وبلا حرج على يد الجراح الهندي ، حيث بدأ التخوف من إزدياد الوفيات عن الحدود المسموح بها ولا سيما في الآونة الأخيرة حيث من يدخل برجليه لا يخرج إلا جثة هامدة. .
الثلاثاء الماضي بتاريخ 21/7/2009م. . يوم شهد أربع حالات وفاة كان ضحاياه فتيات يمنيات هن عائشة أحمد 25 عاماً وجميلة ناجي أحمد 22 عاماً وإشراق محمد صالح 24 عاماً.
فيما توفيت الضحية "نبيلة محمد" 43 عاماً يوم 11/7، توفي الشاب أحمد صالح 50 عاماً يوم 17/7/2009م.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" فإن الضحية حنان حسين 25 عاماً توفت وهي ما زالت فوق طاولة العمليات وأنها استمرت تعاني العذاب على يد الجراح الهندي ست ساعات، مشيرة إلى أن سبب الوفاة أن الجراح أجرى لها عملية زراعة شرايين وهي ليست بحاجة لاستبدال شرايين ، كونها تعاني من وجود غشاء تحت الصمام الأبهري مع فتحة صغيرة بين البطينين. . لتذهب الفتاة حنان ضحية سوء التشخيص ومحدودية الخبرة وسكوت الإدارة.
وتأتي هذه المجازر في ظل التهميش الذي يعاني منه الأطباء اليمنيون رغم كفاءتهم وخبرتهم بالمهنة ، الأمر الذي يثير التساؤل حول تغاظي إدارة مستشفى الثورة وإدارة المركز عما يحدث من مجازر وحسب المعلومات فإنه تم تعيين طبيباً أجنبياً رئيساً لقسم القلب مع أن هذا التعيين مخالفاً للأنظمة واللوائح والقوانين.
تهميش وسكوت غير مبرر
مجازر كارثية ، وسكوت غير مبرر، وتهميش متعمد للأطباء اليمنيين الذين لو حدث أن أرتكب أحدهم خطأ طبياً لقامت الدنيا ولم تقعد، تفتح التحقيقات وتشكل اللجان وتصرخ الأقلام حتى يتم توقيفه عن العمل الأمر الذي يحطم معنويات الطبيب اليمني وتدفعه للهجرة خارج الوطن.
"13" طبيباً يمنياً من جراحي القلب صرفت عليهم الدولة ملايين الدولارات في سنين طويلة قضوها في الدراسة والتحصيل داخل الوطن وخارجه لم يستطيعوا المساهمة في تقدم بلدهم بل يشتكون اليوم مما يعانونه من إدارة مستشفى الثورة.
تزوير تقارير لاتهام جراحين. .
وحسب المعلومات التي تلقتها الصحيفة أن إدارة المستشفى تدفع بالبعض من الممرضات في مركز القلب لتحرير تقارير سرية عن الأطباء الجراحين لتضعها في ملفات تهددهم بها، بل وصل الأمر بالإدارة إلى تغيير ما تحتويه ملفات المرضى فتزيد عدد حالات الوفيات في ملفات الجراحين اليمنيين رغم براءتهم منها وقد أتضح هذا التزوير في عام 2007م في الكشوفات التي قدمت إلى لجنة الصحة والسكان ومجلس النواب ووزير الصحة، حيث أن تلك الحالات كانت لأطباء أجانب استقدمتهم المستشفى.
وأشارت تلك المعلومات إلى أن الدكتور/ نبيل قاقيش أردني الجنسية الذي وصل في عام 2006م قد غادر اليمن بعد مضي "6" أشهر فقط من الفترة المحددة بعقده وهي سنتان وذلك بعد أن أختلف مع إدارة المستشفى فترك اليمن رغم أنه كان يتقاضى "15. 000" دولار.
واتهمت تلك المعلومات إدارة المستشفى بأنها طلبت من الطبيب الأردني كتابة تقارير مغرضة وعدائية على الجراحين اليمنيين ورفع تقارير لتقييم أطباء القلب اليمنيين حسب رغبته هو الأمر الذي رفضه الدكتور/ قاقيش.
جراحو القلب اليمنيين بمركز القلب بهيئة مستشفى الثورة بصنعاء كانوا قد رفعوا شكوى إلى رئيس الوزراء الدكتور/ علي محمد مجور يطالبون فيها بإيقاف ما وصفوها بالحرب الشعواء التي تمارس ضدهم من إدارة المستشفى.
وتذمر عدد من الجراحين اليمنيين من أعضاء رئاسة الأقسام. . فرغم وجود كوادر عينية مؤهلة لإدارة جراحة القلب يرأس القسم جراح هندي.
سنوات من العمل والجراحون اليمنيون المؤهلون يعملون كل يوم "5 إلى 8" ساعات عمليات وأجروا أكثر من ألفين عملية خلال الثلاث السنوات الأخيرة ولكن هذا يغير من نظرة الإدارة لهم.
ويتهم الجراحون إدارة مستشفى الثورة بالتشهير المتعمد لهم لدى الجهات المسؤولة واستخدامها معهم التهديد بالطرد وإخافتهم وغيرها من التهديدات.
وتشير المعلومات إلى أنه يستخدم في المستشفى مستلزمات طبية منتهية الصلاحية مثل "الأكسجينيتور" لافتة إلى أنه تم تكوين مجلس خاص بقسم جراحة القلب ولكن الإدارة رافضة تفعيله وأنه يوجد أطباء حاملون للدكتوراه في جراحة القلب وهو تخصص نادر ويعملون منذ أكثر من سنتين وحتى الآن لم يتم توظيفهم أو نقل درجاتهم الوظيفية للمراكز.
وفيات خلال شهر وأسئلة تائهة
واتهمت المعلومات إدارة المستشفى بالتستر على الوفيات الناتجة عن عمل الجراحين الأجانب ومنها وفيات الجراح الهندي "مهن خريشان" وهي "6" وفيات خلال الشهر الماضي.
ويطالب الأطباء اليمنيون بأن يكون رئيس قسم جراحة القلب يمنياً حسب القانون وتوظيف وتسوية أوضاع الأطباء الغير موظفين والذين يحملون شهادات تخصصية في مجال نادر ومطلوب.
ويتساءل الجراحون اليمنيون بالقول : لماذا أصغر فني داخل قسم القسطرة مؤهله العلمي إعدادية ويتقاضى أكثر من أكبر استشاري داخل قسم الجراحة مؤهله العلمي دكتوراه من قبل "10 15" سنة؟.
وأين حق أو مخصصات قسم جراحة القلب من المبالغ المالية لقسم القسطرة؟. <
