وسط إدانات واسعة محلية وعالمية ..

معتقلو الطائفة البهائية يواجهون أحكاما بالإعدام وقضاء الحوثي بصنعاء يحضر لمحاكمة جماعية

2018-09-29 09:00:54 أخبار اليوم/ تقرير- خاص



يواجه نحو 24 شخصاً من أتباع الطائفة البهائية في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة مليشيا الإنقلاب الحوثية، أحكاما بالموت من قبل الجماعة بسبب معتقداتهم الدينية.
وذكرت مصادر خاصة في العاصمة صنعاء لـ"أخبار اليوم" أن مليشيا الحوثي الإنقلابية تستعد لتنفيذ جلسة محاكمة جماعية لـ24 بهائيا قد تصل العقوبة فيها إلى الإعدام.
وتفيد المصادر بأن من بين الـ24 بهائيا الذين تقوم جماعة الحوثي الإنقلابية حاليا في معتقلاتها في العاصمة صنعاء، طفل و8 نساء.
• أحكام بالإعدام..
المصادر ذاتها تؤكد بأن قضية البهائيين المنظورة أمام القضاء الخاضع للمليشيا الحوثية في العاصمة صنعاء، تكتنفها الكثير من التعقيدات، واصفة هذه التعقيدات بـ"الكبيرة"، موضحة أنه تنتظرهم أحكام بالإعدام.
وإزاء هذه القضية التي يصفها - حقوقيون وناشطون وإعلاميين - بالخطيرة التي تهدد حياة البهائيين، فقد دعوا منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني إلى التضامن مع حق البهائيين في الاعتقاد الديني.
ويؤكدون بأنه في حال تمت هذه المحاكمات فإن اليمن، أصبحت غابة لا تؤمن بالتعايش وأن مستقبل اليمنيين في ظل هكذا قضاء سوف يكون محفوفا بالمخاطر.
• قلق بريطاني..
بريطاني بهذا الصدد أعربت عن قلقها الشديد إزاء إجراء محاكمة جماعية للبهائيين من قبل جماعة الحوثي الإنقلابية في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرتها.
وزارة الخارجية البريطانية، قالت - الإثنين الماضي - في بيان لها نشرته على موقعها الرسمي- بأن المعتقلين البهائيين في سجون جماعة الحوثي الإنقلابية يواجهون إمكانية إدانتهم، وقد يؤدي ذلك إلى إصدار أحكام بالإعدام عليهم.
وقال وزير شؤون حقوق الإنسان والمبعوث الخاص لحرية الدين والمعتقد في بريطانيا - لورد أحمد - تعليقا على المحاكمة الجماعية إن اضطهاد البهائيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بسبب دينهم يعتبر انتهاكاً خطيراً لقانون حقوق الإنسان الدولي.
وأكد بأنه من المقلق جدا نبأ حالات الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء، ضد البهائيين واستمرار ورود أنباء حول إساءتهم للمعتقلين، مردفا: "نحن ندين تماما سوء المعاملة هذه".
لورد أحمد، قال "أننا نعمل بشكل وثيق مع شركائنا لإثارة هذه القضية المثيرة للقلق مع سلطات الحوثي مباشرة"، مطالبا جماعة الحوثيين في الوقت ذاته بالإفراج الفوري عن المعتقلين البهائيين، وداعيا لاتخاذ موقف مشدد حيال هذه القضية خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان المزمع انعقادها الأسبوع الحالي.
• تعسف ممنهج..
ووصف بيان صادر عن البهائيين في اليمن محاكمة 24 من أتباع الطائفة بالمحاكمة غير القانونية.
ووصف البيان بأنها “أسلوب تعسفي إيراني ممنهج يكرره الحوثيون في اليمن للقضاء على الطائفة البهائية ونسف النسيج الاجتماعي القائم على التعدد والتعايش وحقوق الإنسان".
وأضاف البيان “يؤكد الحوثيون بهذا التصعيد التعسفي الجائر ضد البهائيين بأنهم جماعة متطرفة لا تؤمن بالتعايش وتهدد السلم الاجتماعي وحقوق الإنسان ولا تبالي بكل الأصوات الإنسانية التي تدعوها لوقف الانتهاكات واحترام الدستور والقوانين الوطنية والعهود والمواثيق الدولية التي تعهد بها اليمن”.
ويزعم البهائيون أن ديانتهم دخلت اليمن في القرن التاسع عشر وتحديدا في عام 1844، عندما قام أحد مؤسسي البهائية المدعو علي محمد الشيرازي المعروف بـ”الباب” بالتوقف في ميناء “المخا” على البحر الأحمر.
ويزيد عدد أتباع الطائفة البهائية في اليمن عن الألفين في عموم البلاد 75% منهم من الجامعيين، وهو الأمر الذي يتناقض مع إحصاءات شبه رسمية تقول إن عددهم لا يتجاوز المئات.
• محاكمة غير معلنة..
في السياق، أدانت شخصيات ومنظمات بهائية شروع المليشيا الحوثية في منتصف الشهر الجاري بعقد جلسات محاكمة غير معلنة في صنعاء لأتباع الطائفة البهائية بعد إلقاء القبض على بعضهم في أوقات سابقة، قبل أن توجه لهم رسميا إحدى المحاكم الخاضعة لسيطرتها الحوثية تهما بالردة والتجسس لجهات خارجية.
واعتبرت بيانات صادرة عن جهات بهائية أن “الاتهامات ذات الدوافع الطائفية والتي تحركها القوى الحاكمة في صنعاء ضد البهائيين” جاءت عقب خطاب تحريضي من قبل زعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي ضد البهائيين، وهو ما تلاه تصعيد جديد ضد البهائيين في صنعاء، شمل اعتقال قيادات بارزة وأحكاما بالإعدام في يناير الماضي، إضافة إلى المزيد من الاعتقالات التي طالت أتباع الطائفة البهائية.
ويتهم مراقبون مليشيا الحوثيين بأنهم قاموا بالتضييق على الطائفية البهائية انطلاقا من حالة القمع التي يواجه بها أبناء هذه الديانة في إيران التي تعتبر الموئل الفكري الأول للبهائيين والذين يتخذون اليوم من مدينة حيفا في إسرائيل مقراً عالميا لهم منذ 1868، وهو أحد أسباب اتهامهم بالعمالة لصالح اليهود عبر التاريخ.
وعلى الرغم من وجود تقارير تتحدث عن ظهور البهائية في مدينة عدن بجنوب اليمن في الخمسينات من القرن الماضي، إلا أنه من المؤكد أن هذه الديانة التي تحاول إيجاد موطئ قدم لها في اليمن لم تتمكن حتى الآن من تجاوز حالة النخبوية ولم تستطع النفاذ إلى عمق المجتمع اليمني.
• اضطهادات مرعبة..
وفي تعليق على بدء محاكمة 24 من البهائيين في اليمن قالت باني دوغال ممثلة الجامعة البهائية العالمية في الأمم المتحدة “إن هذه التهم مقلقة للغاية ومؤشر لتصعيد وتيرة الضغوط على البهائيين، وتأتي في وقت يعاني فيه البهائيون من تهديدات مستمرة، وتَئُن فيه البلاد تحت وطأة أزمة إنسانية تستدعي الاهتمام العاجل".
واستطردت “لدينا أسباب كافية للقلق على سلامة البهائيين في اليمن. إننا نحث المجتمع الدولي على مطالبة القوى الحاكمة في صنعاء بالإسقاط الفوري لهذه التهم الباطلة واللامنطقية الموجهة ضد هؤلاء الأبرياء الذين تتم إدانتهم كيديا لا لسبب سوى لممارستهم معتقداتهم”.
وأضافت دوغال أن “الطريقة التي يتبعها الحوثيون في استهداف البهائيين في اليمن تذكرنا بشدة بالاضطهادات المرعبة التي استهدفت قيادات المجتمع البهائي في إيران في الثمانينات، تلك الأحداث التي تم فيها اعتقال وقتل البهائيين”.
وطالب بيان صادر عن منظمة العفو الدولية الحوثيين “بوقف اضطهاد البهائيين، والكف عن الاستخدام السيئ لنظام العدالة لمعاقبة حرية الاعتقاد وملاحقة الناشطين السياسيين والصحافيين والناشطين والبهائيين والأقليات الأخرى".
وقالت لين معلوف مديرة بحوث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، تعليقا على البدء في محاكمة العشرات من أبناء الطائفة البهائية في اليمن “مرة أخرى، نشهد تهما ملفقة وإجراءات غير عادلة بشكل صارخ تستخدم لاضطهاد البهائيين اليمنيين بسبب إيمانهم. ومن المثير للاشمئزاز بشكل خاص أن بعض هؤلاء الرجال والنساء قد يواجهون عقوبة الإعدام بسبب معتقداتهم وأنشطتهم السلمية".
وأضافت “اتُهمت المجموعة، التي تضم فتاة قاصرا، بارتكاب جرائم خطيرة مختلفة بما في ذلك التجسس لدول أجنبية، وبعضها يمكن أن يحمل عقوبة الإعدام. يجب على السلطات الحوثية إسقاط هذه التهم الزائفة، والإفراج عن المعتقلين المتعسف بهم، وإنهاء إساءة استخدامهم لنظام العدالة لمعاقبة حرية الاعتقاد وملاحقة الناشطين السياسيين والصحافيين والناشطين والبهائيين والأقليات الأخرى".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد